الصحافة البريطانية: "الإرهاب" يعود إلى لندن


حفلت الصحافة البريطانية بالتقارير حول حادث قتل جندي بريطاني بأيدي من وصفتهما بأنهما مسلمان متطرفان في منطقة ووليتش جنوب شرق لندن بين أقوال شهود العيان وآراء حول الموضوع.

فقد كتبت ديلي تلغراف عن مواجهة إحدى الأمهات مع أحد المشتبه فيهما بقتل الجندي بالقرب من ثكنة عسكرية وكيف عرضت حياتها للخطر محافظة على رباطة جأشها، وهي تحاول إقناعهما بتسليم نفسيهما ويتحداها أحدهما بقوله "نريد أن نبدأ حربا في لندن الليلة".

وقالت الصحيفة إن الأم كانت من أول شهود العيان بعد قيام من وصفتهما الصحيفة بأنهما "متطرفان مسلمان" بقتل الجندي. وسألت المرأة الرجل ما إذا كان هو الذي قتل الجندي فرد بالإيجاب، وعند سؤاله عن السبب أجابها لأنه قتل أناسا مسلمين في بلاد إسلامية وأنه قد فاض به الكيل من الذين يقتلون المسلمين في أفغانستان.

إعلان

وفي تعليق على الحادث، كتبت نفس الصحيفة أنه في حين أنه سيكون من السابق لأوانه التوصل إلى أي استنتاجات قطعية يبدو أن الحكومة تعالج الأمر على أنه حادث إرهابي.

وقالت الصحيفة إن حقيقة أن رد فعل وزيرة الداخلية تيريزا ماي على الهجوم بعقد اجتماع طارئ للجنة الطوارئ الأمنية المعنية بالحوادث التي تمس الأمن القومي المعروفة باسم "كوبرا" بالإضافة إلى تلقي معلومات مفصلة من المخابرات العسكرية، يوحي بأن هذه لم تكن جريمة قتل عادية.

تنظيم القاعدة
وأضافت الصحيفة أن بشاعة الهجوم تطابق بالتأكيد مخطط تنظيم القاعدة للإرهاب النابع من الداخل، حيث كان يُستحث مؤيدوها على تنفيذ هجمات فردية، بدلا من محاولة القيام بعمليات متطورة بحجم تفجيرات لندن في 7 يوليو/تموز 2005.

إعلان

وأشارت الصحيفة إلى أنه إذا تبين أن إرهابيين إسلاميين قد انتقما بالفعل من مشاركة بريطانيا بالعراق وأفغانستان فسيحتاج الأمر إلى مراجعة عاجلة للترتيبات الأمنية الحالية لكافة الأفراد العسكريين، لكن ينبغي أيضا تذكر أن رئيس الوزراء ديفد كاميرون كان على حق بقوله إن "أعداء بريطانيا، في الداخل والخارج، يريدون تدمير ليس فقط أرواحنا بل قيمنا أيضا، ومنها فخرنا بقواتنا المسلحة ودعمنا لها".

أما إندبندنت فقد كتبت أن الإرهاب عاد إلى شوارع بريطانيا أمس "عندما قتل الجندي بأيدي من يشتبه في أنهما مسلمان حاولا ذبحه لدى مغادرته ثكنته العسكرية وهو يرتدي قميصا مكتوبا عليه ساعدوا الأبطال".

وأشارت الصحيفة إلى أن أحد القاتلين المشتبه فيهما خاطب أحد المارة وكان معه كاميرا قائلا إنهما نفذا الهجوم "لأن (ديفد) كاميرون (رئيس الحكومة البريطانية) أرسل قوات إلى دولة عربية".

ونقلت عن إحدى شهود العيان كانت قد تحدثت مع الجاني لنحو خمس دقائق حيث سألته عن دافع القتل فأجابها أن القتيل كان "جنديا في الجيش البريطاني وقام بقتل نساء وأطفال في العراق وأفغانستان". وأضافت المرأة أنه كان يشعر بالغضب من وجود القوات البريطانية في كلا البلدين.

حادث مروع
ومن جانبها ذكرت غارديان أن الحادث المروع وقع في وضح النهار على مسافة أربعمائة متر فقط من محيط الثكنات العسكرية التي كان يتبعها الجندى القتيل حيث انهالا عليه بأسلحة بيضاء ومكثا في موقع الحادث إلى أن وصلت الشرطة واعتقلتهما بعد إصابتهما بأعيرة نارية.

وأشارت الصحيفة إلى أن مسؤولي مكافحة الإرهاب كانوا يسابقون الزمن لمعرفة ما إذا كان الحادث عرضيا أو بداية لتوجه معين حتى ظهر شريط فيديو مثير فسر سبب مسارعة الحكومة في معالجة الأمر على أنه هجوم إرهابي، حيث شوهد أحد المشتبه فيهما وهو يلوح بساطور وسكين وجثة المجني عليه على مقربة منه.

وأشارت إلى أن المسؤولين البريطانيين يحققون في احتمال وجود صلة نيجيرية بالهجوم. وأضافت أن قادة المجتمع المسلم وجهات إنفاذ القانون يتوجسون من رد فعل عنيف عقب الهجوم.

ومن جانبه وصف المجلس الإسلامي البريطاني هذا العمل بالهمجي وأنه ليس له أساس في الإسلام، وأنهم يدينونه بدون أي تحفظ.

وفي سياق آخر متصل أشارت غارديان إلى أن الكلام الذي ورد بشريط الفيديو مطابق لخطاب القاعدة ولعبارات يستخدمها "المفجرون الانتحاريون" الذين يتركون وراءهم مشاهد "فيديو الاستشهاد".

المصدر : الصحافة البريطانية

إعلان