ثلوج إسطنبول المتأخرة تنعش السياحة الشتوية

العاصفة الثلجية التي ضربت إسطنبول منذ صباح السبت غطتها برداء بارد سميك (الجزيرة)

خليل مبروك-إسطنبول

عادت الثلوج لتغطي مدينة إسطنبول في موسم شتوي متأخر، لتستقطب معها الباحثين عن التزلج وممارسة الرياضات الشتوية المختلفة.

وفي السنوات الماضية، لم تعتد المدينة على ارتداء حلتها البيضاء في أواخر فبراير/شباط كما يحدث هذه الأيام، لكن العاصفة الثلجية التي ضربت المدينة منذ صباح السبت وغطتها برداء بارد سميك أعادت عقارب الساعة فصلا كاملاً إلى الوراء.

إعلان

فقد انتشرت كاسحات الثلوج في الشوارع واستنفرت طواقم الدفاع المدني، وتم تعطيل دوام المدارس الابتدائية والمتوسطة اليوم الاثنين، كما أعلنت السلطات التركية عن إلغاء 66 رحلة جوية مجدولة سلفًا من مطار أتاتورك بسبب الأحوال الجوية السيئة.

لكن وفي المقابل، عززت الأجواء الثلجية الباردة الرياضات الشتوية وأنشطة التزلج على الجليد التي تعد واحدة من أهم الأنشطة الرياضية والسياحية في تركيا خلال فصل الشتاء.

إذ يتوجه الآلاف من المتنزهين والباحثين عن هذه الرياضات إلى المرتفعات المشهورة في هذا المجال في العديد من نواحي البلاد.

إعلان
‪الفتى أحمد آرتكين يمارس التزلج على الثلوج في مرتفعات كارتبيه‬ (الجزيرة)

قمم كارتبيه
فقد تجاوز ارتفاع الثلوج في سفوح جبال كارتبيه المتر الواحد، وهو سُمك يبحث عنه السياح وعشاق الثلوج من رواد الرياضات الشتوية.

وعلى بعد ساعة ونصف الساعة من السفر من قلب إسطنبول وعلى ارتفاع 1650 مترا، يتواصل تدفق السياح والزوار المتسلقين إلى قمم كارتبيه غير مبالين بدرجات الحرارة التي سجلت درجات مئوية تحت الصفر.

وفي الطرق الجبلية المتعرجة الموصلة لقمة كارتبيه بين بحيرة صبنجة ومنطقة إزميت، تراكمت سيارات عديدة تعطلت في المنعطفات الضيفة، في وقت نشرت فيه بلدية كوجالي المزيد من آليات لمنع الاضطرابات المرورية.

وتعتبر هذه القمة من أشهر مناطق تركيا التي تكتسي بالثلوج معظم أيام السنة، إذ تبقى الثلوج عليها حتى نهاية شهر مايو/أيار من كل عام، ويتجه إليها الأتراك والسياح لممارسة الرياضات الشتوية والتزلج وركوب "التلفريك".

إحدى الزائرات لكارتبيه قالت إنها اعتادت الحضور مع عائلتها سنويا للسفوح البيضاء عند هطول الثلج، موضحة أن العائلة تستغل أيام العطل للقيام برحلة تشمل بحيرة صبنجة وبلدة معشوقية عند أقدام القمم الثلجية. 

إعلان
‪متنزهون يتهيؤون للتزلج‬ (الجزيرة)

وقالت للجزيرة نت إن قرب كارتبيه من مدينة إسطنبول (147 كيلومترا) حيث تقيم، وسهولة الوصول إليها بالسيارة أو الحافلة يعدان من أهم ميزاتها، بالإضافة إلى أنها لا تستدعي صرف الكثير من الأموال.

أما أحمد آرتكين (18 عاما) فهو يزور كارتبيه ليقضي نهاره في ممارسة الألعاب والرياضات المختلة، لكن متعته الكاملة تكمن في التزلج الفردي.

إعلان

ويقول آرتكين إنه استخدم في زيارته "التلفريك" والانزلاق على الجليد والتزلج مسحوبا بالحبل وكل الرياضات المتوفرة باستثناء دراجة الثلج التي يتطلب استئجارها مبلغ 300 ليرة تركية (56 دولارا) لليوم الواحد.

‪الثلوج تكسو مدينة إسطنبول‬ (الجزيرة)

السياحة الشتوية
ونجحت تركيا في الحفاظ على المستوى المرتفع من السياح خلال أشهر الشتاء بفعل جاذبية الجبال البيض التي باتت تكتظ بالزوار في الشهور الباردة لتسجل تركيا رقما قياسيا غير مسبوق في أعداد السياح خلال العام 2018.

ووفقاً لمعطيات حكومية تركية، فإن وزارة السياحة والبلديات التركية المختلفة أولت أهمية خاصة لتأهيل المرتفعات المثلجة وجعلها أكثر ملاءمة للزوار، وهو ما انعكس في رفع نسب سياح الشتاء في تلك المناطق.

إذ توفر إدارة سفوح كارتبيه -على سبيل المثال- كافة الأدوات اللازمة للتزلج وتؤجرها للزوار، وتمنحهم حق الاستفادة من مرافق المجمع الفندقي والتجاري القريب في الاستراحة وتبديل الملابس والصلاة وتناول وجبات الطعام وغير ذلك من الاحتياجات. كما تنظم احتفالات غنائية، وتخصص صالات آمنة لتزلج المحترفين وممارسة الألعاب الجماعية. 

‪فتاة تتجول على الثلوج في مرتفعات كارتبيه‬  (الجزيرة)

وتقول اللجنة الأوروبية للسفر إن عدد زوار تركيا ارتفع خلال العام 2018 بنسبة 22.3% مقارنة بالعام الذي سبقه، وسط توقعات بأن يقفز عدد السياح في العام الحالي 2019 إلى أكثر من 47 مليون سائح. 

أما معطيات هيئة الإحصاء التركية فقالت إن عائدات السياحة في العام 2018 تجاوزت قيمة 29.5 مليار دولار، وهو رقم لا يمكن بحال من الأحوال تحقيقه دون أخذ السياحة الشتوية في الحسبان.

المصدر : الجزيرة

إعلان