صانع دمى في غزة يحول العلب المعدنية إلى ألعاب "تروي قصص النازحين"
ينشغل صانع الدمى مهدي كريرة بتحويل عبوات معدنية مستعملة إلى ألعاب متحركة صغيرة، وضعها على طاولة من الطوب في قطاع غزة الذي دمرته الحرب الإسرائيلية على القطاع.
ويدرك كريرة -الذي يدندن وهو يمارس عمله- أن الدمى المتحركة التي يصنعها سترسم البسمة على وجوه أطفال نازحين بسبب حرب مستمرة منذ أكثر من 6 أشهر في قطاع غزة المحاصر.
ويقول وهو يتفقد ألعابا متحركة صنعها "هذه الدمى تجعل الأشياء من حولنا جميلة".
وقبل الحرب، كان لصانع الدمى الفلسطيني متجر كامل من الدمى الملونة، وغالبا ما كان يستعملها لتقديم عروض على مسارح المدينة.
اقرأ أيضا
list of 2 itemsمن الستينيات إلى اليوم.. كيف جسدت السينما الفلسطينية شخصياتها المتعددة؟
وحاليا، باتت عروضه تقام في مخيمات النازحين، بعدما أجبر بسبب القصف الإسرائيلي على الفرار من منزله بمدينة غزة إلى دير البلح وسط القطاع.
دمى من المخلفات
على جدران مشغله، علق كريرة مجموعة من الدمى تعلو أجسامها وجوه تعبيرية منحوتة على الخشب أو العبوات المعدنية، في حين أن أطرافها مربوطة بخيوط يستخدمها لجعلها تمشي أو تحرك أفواهها.
وبما أن غزة محاصرة، فيصعب الحصول على مواد خام جديدة، لذا يكتفي بالمخلفات وشباك الصيد وعلب السردين القديمة المختومة بشعار الأمم المتحدة، فيطليها بالألوان لاستخدامها في الدمى التي يصنعها.
ويقول كريرة "للأسف، خسرت بعد النزوح الدمى، وعملي في المسارح. تركت كل شيء في مدينة غزة. لم أجد المواد الخام لأصنع الدمى، ونحن محاطون فقط بعلب معدنية بمختلف الأشكال والأحجام".
ويضيف "استخدام هذه المواد المستعملة يحمل فوائد بيئية" مشيرا إلى أن الدمى التي يبتكرها "تروي قصص النازحين والأطفال".
بهجة الأطفال رغم العدوان
وتشير منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" إلى أن الحرب في غزة تسببت بنزوح نحو 850 ألف طفل في القطاع. ويلجأ عدد كبير منهم إلى مخيمات حول دير البلح.
وفي إشارة إلى الحملة الجوية والبرية التي تنفذها إسرائيل بالقطاع المحاصر، يقول كريرة وهو يجلس بجانب كماشته ورأس دمية مطلي "أحاول تقديم عروض لإدخال البهجة إلى قلوب الأطفال في مخيمات النزوح" مضيفا "المهم أن نبقى متجذرين بهذه الأرض رغم العدوان".
ويتمسك بالاستمرار في مهنته رغم احتدام المعارك من حوله.
ويقول "المهم أن تبقى وفيا لعملك من خلال ابتكار فنك" مضيفا "لكل منا عمله ومواهبه وفنه، وهو ما يتيح مواصلة نشاطنا رغم الحرب".
واندلعت الحرب الإسرائيلية على غزة في أعقاب طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، فأدت إلى مقتل أكثر من 34 ألف شخصاً معظمهم مدنيون، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
وتسببت الحرب أيضا في دمار التراث الثقافي لغزة من مراكز فنون ومتاحف ومبان تاريخية.