دراسة: البحث عن الشغف قد يقتل الإبداع

طلاب صينيون في فصل راسي بجامعة شينغ دو (رويترز-أرشيف)

إن كنت تبحث عن شغفك معتقدا أنه موجود في كيانك ويكفيك البحث عنه للانطلاق والإبداع فيه، فأنت تضيع وقتك وآن لك أن تعلم أن الشغف يُكتسب ويطوّر.

قد لا تكون من عشاق مهنة التدريس مثلا، لكن إن طورت مهاراتك في هذا المجال وسعيت للبحث والتجديد فيه، فإن فرص نجاحك وإبداعك فيه ستكون أكبر وشغفك بها سيزيد.

وقد ترى نفسك في مهنة هي أبعد ما يكون عن الفيزياء وأنت عاشق للأدب والعلوم الإنسانية، لكن لو شاهدت شريط فيديو عن ستيفن هوكينغ وأفكاره فقد تغير رأيك وترى أنها ليست مهنة مستحيلة، ويكفي فقط العمل لتطوير مهاراتك فيها، وقد تصبح يوما ما عالم فيزياء.

إعلان

هذا ما خلصت إليه دراسة حديثة أشرف عليه كل من كارول دويك وغريغ والتون من جامعة ستانفورد، وتحدث عنه موقع أتلانتيك.

فبحسب الدراسة التي تنشرها مجلة علم النفس، أنجز الباحثان عدة تجارب داخل إحدى المدارس على تلاميذ كانوا يُنصَحون دائما بالبحث عن شغفهم في مجال الأعمال التي يرون أنهم خلقوا لها، ولا يبحثون عن مستقبلهم في مجالات لا يحبونها.

وقسّم الباحثان التلاميذ إلى فئتين بناء على تصنيفهم لأنفسهم، ما بين مهتمين بالمجالات التقنية ومهتمين بالعلوم الإنسانية.

إعلان

بعدها قدمت لهم ورقة تضم نصا تقنيا لا يطابق اهتمامات كل فريق، فلوحظ أن الفئة التي استنتج الباحثان أنها "ذات اهتمامات ثابتة"، كانت أقل اهتماما بما ورد في المقال التقني.

وذكر أتلانتيك، أن التجربة كُررت مرة أخرى لكن بعد أن قُدِّم للفريقين مقال يتحدث عن نظرية "الاهتمامات الثابتة" و"الاهتمامات النامية"، فتأكدت النتيجة نفسها: الأشخاص الذين استُنتج أنهم من فئة ذوي الاهتمامات الثابتة لم ينجذبوا كثيرا للمقال التقني.

ورأى الباحثان أن الاعتقاد بأن الاهتمامات ثابتة في كيان الإنسان -وبالتالي على كل شخص أن يبحث عما يوافق اهتماماته فقط- "قصة محبطة"، كما أنها تعني أن من يعتقدون ذلك هم "فئة هشة" يسهل التلاعب بها.

وأكد الباحثان أن الذين يصنفون ضمن ذوي الاهتمامات النامية، لديهم فرص أكبر للنجاح، وتنخفض عندهم نسبة الخوف من الفشل.

وبالنسبة لهما، فإن طريق تقديم المعطى للأشخاص يكون عاملا حاسما في تنمية مواهبهم أو تعطيلها، وعلى أساس ذلك تبرمج عقولهم على الاقتناع بعدم الإبداع حتى إيجاد المهنة التي تتناسب مع شغفهم.

وقد عرض الباحثان على التلاميذ شريط فيديو أعدته الغارديان البريطانية عن أفكار ستيفن هوكينغ، فلاحظا أن التلاميذ أعجبوا بتلك الأفكار، وكانوا أقدر على استيعابها، لكن بعد أن قدمت لهم ورقة تقنية تناقش معطيات الثقوب السوداء، تغير رأيهم وأبدوا عدم الاهتمام بالموضوع.

والفكرة، هي أن هناك فرصة لتنمية اهتمامات المرء حتى إن كان يعتقد أن المهنة المقترحة عليه لا توافق هواه، لكن يجب اختيار الطريقة الصحيحة لإيصال المعلومة إليه، وهذا يبرز مسؤولية الأسرة وقطاع التعليم تحديدا.

المصدر : الصحافة البريطانية

إعلان