الوفاء للزوجة والأوبرا.. محطات بحياة الممثل الراحل حسن كامي

شريف حلمي-القاهرة

لم ينس الممثل الذي ولد في 2 نوفمبر/تشرين الثاني 1936 رفيقته لحظة واحدة، إذ كثيرا ما تحدث عنها ليعبر عن اشتياقه لزوجته التي كان يحدثها ويأخذ رأيها بأمور حياته العادية حتى بعد رحيلها حيث استمر في مراسلتها عبر حسابها على فيسبوك.

وكان يصفها في أحاديثه بالسيدة الجميلة وصاحبة فضل كبير عليه، حيث وقفت بجواره عقب وفاة ابنهما ذي الـ 18 عاما، متذكرا تلك الأيام الصعبة عندما فوجئ بخبر وفاة ابنه شريف وهو مسافر، وعاد إلى مصر وقتها بالرغم من ارتباطه بعقود لإحياء حفلات في إنجلترا، مؤكدا أن حالته النفسية كانت سيئة للغاية لكنها ساندته رغم ما كان بها من هم وحزن وقتها.

مسيرة حياة
لم يكن الطريق مفروشا بالورود أمام كامي، لكنه بسلاح الوفاء لموهبته والإخلاص الذي تميز به في جوانب كثيرة من حياته، استطاع التغلب على الكثير من المعوقات. 

فقد وافق على أن يعمل "شيّالا" في شركة سياحية، ليتكفل بمصاريف دروس الغناء، بعدما رفضت عائلته تحمل مصاريفها، لكن نظرا لإتقانه أربع لغات ومظهره الراقي جاءته فرصة أفضل ليعمل مديرا بشركة طيران.

قضى كامي سنواته الأخيرة وسط مكتبته الخاصة "المستشرق" والتي يعود تاريخها إلى القرن الـ 19 في منطقة وسط البلد، وتعد بمثابة متحف مصغر تضم كتبا ولوحات أصلية أو نسخة طبق الأصل.

وكانت زوجته تديرها قبل رحليها، ليتفرغ الممثل الأوبرالي هناك، وسط مخطوطة نادرة من كتاب "وصف مصر" وأكثر من 40 ألف كتاب ولوحات فنية نادرة.

الوفاء للتمثيل
تمنى كامي أن يصبح مطربا أوبراليا، وكان له ما تمنى، فبعد حصوله على ليسانس الحقوق في جامعة القاهرة، ودراسة الغناء الأوبرالي بمعهد الكونسرفتوار، أجرى دراسات عليا بالموسيقى في إيطاليا.

وبدأ حياته الفنية عام 1963 في أوبرا القاهرة، ويقدم طيلة مشواره أكثر من 270 أوبرا عالمية في مختلف الدول منها إيطاليا، وفرنسا والولايات المتحدة وروسيا واليابان وغيرها من الدول، وقام بدور البطولة في أوبرا عايدة عام 1974 على مسارح الاتحاد السوفياتي.

رحل كامي الممثل الأوبرالي الذي كانت له الكثير من الأحلام لفن الأوبرا المصري والعربي، منها "تعريب الأوبرا" وهي أوبرا عالمية بلغة عربية وخبرات مصرية خالصة.

وكان كثيرا ما يعبر عن أمنيته في أن تصل الأوبرا المصرية إلى مستوى الاحتراف الذي وصلت إليه مسارح "ألا سكالا" بمدينة ميلانو الإيطالية، وأوبرا "مترو بوليتان" بالولايات المتحدة وأوبرا "باريس" الفرنسية.

ولم تنس دار الأوبرا المصرية دور كامي في تعريف الجمهور المصري والعربي بفن الأوبرا، لذا أعلنت عن تخصيص دقيقة حداد على روحه في كل مسارح الأوبرا قبل بدء عروضها الفنية، ووصفته بأنه "أيقونة الأوبرا".

وأحزنت وفاة كامي الوسط الفني الذي نعاه الكثير من منتسبيه ومنهم نبيل الحلفاوي الذي دعا له بالرحمة عبر حسابه على تويتر، وكذلك فعل رانيا يوسف وريم البارودي وندى بسيوني ولقاء سويدان وأشرف عبد الباقي وبشرى.