شتيرن

عرف تاريخ الدولة الإسرائيلية قبل عام 1948 العديد من المنظمات الصهيونية، غير أن منظمة "لحمي حيروت إسرائيل" أو (المحاربون من أجل حرية إسرائيل) -المعروفة اختصارا بالاسم العبري "ليحي" أو "شتيرن" نسبة إلى مؤسسها- كانت واحدة من أكثر المنظمات الصهيونية خطورة وشهرة, إذ ارتبط اسمها باغتيال الوزير البريطاني المقيم في الشرق الأوسط اللورد موين عام 1944 ونسف سرايا يافا عام 1947 والاشتراك في اغتيال الكونت برنادوت في سبتمبر/ أيلول 1948.

النشأة
بعد موت المفكر والسياسي اليهودي جابوتنسكي عام 1940 حدث انشقاق في منظمة الأرغون فخرج أبراهام شتيرن ليؤسس مجموعة أطلقت على نفسها "لحمي حيروت إسرائيل" أي (المحاربون من أجل حرية إسرائيل) وتسمى اختصارا "ليحي" ثم اشتهرت أكثر باسم شتيرن نسبة إلى مؤسسها.

أسباب الانشقاق
كانت منظمة شتيرن تميل إلى العمل المستقل بعيدا عن وصاية المنظمة الصهيونية العالمية وحتى عن الهاغاناه نفسها التي كانت تصطدم معها أحيانا في بعض المواقف السياسية. وتلخصت أسباب انشقاقها عن الأرغون في النقاط التالية:


  • إصرار المنظمة على استمرار الحرب ضد قوات الانتداب البريطاني حتى ولو كانت بريطانيا تحارب ألمانيا النازية.
  • رفض التطوع في الجيش البريطاني رغم أن جابوتنسكي كان ميالا إلى هذا الاتجاه.
  • رغبتها في التعاون التكتيكي مع أي شخص يقف بجانبها في عملياتها العسكرية ضد الانتداب البريطاني التي رأت فيه –رغم تعاون سلطات الانتداب مع العديد من المنظمات الصهيونية الأخرى- عائقا أمام الإسراع بتحقيق حلم قيام الدولة الإسرائيلية.

الأهداف
تبنت شتيرن أهدافا شديدة التطرف وسعت إلى تطبيقها بشتى الطرق، ومن هذه الأهداف:


  • تحرير فلسطين ممن أسمتهم المحتلين العرب.
  • إقامة مملكة يهودية حرة وديمقراطية من النيل إلى الفرات.
  • الدعوة إلى إنشاء جيش يهودي مستقل.
  • محاربة بريطانيا حتى ترحل بجيوشها عن فلسطين تمهيدا لإقامة المملكة اليهودية.
  • تأليف لجنة وطنية تكون أشبه بحكومة مؤقتة خلال الحرب.
  • تبني خطة للهجرة الطوعية والمنظمة إلى فلسطين.
  • وجود تمثيل يهودي موحد في مؤتمر الصلح.

أهم عملياتها
– اغتيال اللورد موين:
لقي أبراهام شتيرن مصرعه على يد القوات البريطانية عام 1942 بعدما تعقبته وتمكنت منه، فقرر أنصاره في منظمة شتيرن الثأر له فاغتالوا الوزير البريطاني المقيم لشؤون الشرق الأوسط اللورد موين في القاهرة يوم 6/11/1944.

– نسف سرايا يافا
وراحت شتيرن توسع من عمليات التخريب والتدمير ضد العرب والمعسكرات البريطانية وكان من أهم عملياتها في ذلك نسف سرايا يافا في نوفمبر/ تشرين الثاني 1947.

– اغتيال الكونت برنادوت
في مايو/ أيار 1948 انضمت شتيرن إلى جيش الدفاع الإسرائيلي ولكن جناحها العامل في القدس ظل متمردا وأطلق على نفسه اسم "جبهة الوطن", وهو الذي قام بالتنسيق مع العصابات الصهيونية الأخرى في اغتيال الكونت برنادوت يوم 17/9/1948.

وقد أثار هذا الحادث حفيظة الكثير من حكومات العالم وأجبر الحكومة الإسرائيلية على ملاحقة أعضاء منظمة شتيرن واعتقال قادتها وحكم على اثنين منهم بالسجن ثماني سنوات وخمس سنوات على التوالي، ولكن سرعان ما أطلق سراحهما بعفو خاص.

انقسامات في صفوف شتيرن
بعد فوز نتان فريدمان –أحد المحكوم عليهم في اغتيال برنادوت– في انتخابات الكنيست الأولى عن قائمة المحاربين، وقعت انقسامات في صفوف شتيرن فأصبحت ثلاثة أجنحة تزعَّم الجناح الأول فريدمان الذي انضم فيما بعد إلى الهستدروت، وانضم الجناح الثاني إلى بعض الحركات اليسارية المتطرفة، وأسس الجناح الثالث الذي يتزعمه شيب جمعية المحاربين القدامى.

النهاية
اعترفت الحكومة الإسرائيلية فيما بعد بأن الخدمة العسكرية في صفوف شتيرن خدمة خاضعة للتقاعد فصرفت لجميع الذين خدموا فيها رواتب التقاعد المستحقة لهم ومنحت بعضهم وسام محاربي الدولة، ثم ذابت تلك المنظمة داخل الجيش الإسرائيلي بمرور السنين.
___________
المصادر:
1-Jewish Virtual Liberary, Lohamei (Herut Yisrael (Lehi
2- ليحي (منظمة)، الموسوعة الفلسطينية، المجلد الرابع، الطبعة الأولى 1984، هيئة الموسوعة الفلسطينية، دمشق.

المصدر : غير معروف