لهذه الأسباب.. تجنب توبيخ طفلك أمام الآخرين

كيف تتعاملين مع طفلك الملحاح
إذا كان توبيخ طفلك في الأماكن العامة أمرا سيئا، فإن القيام بذلك أمام أصدقائه أسوأ (شترستوك)

يؤدي الإذلال العلني لطفلك إلى تعميق الشعور بالنقص لديه والتأثير على احترامه لذاته، لكن هناك طرق أخرى لتأديب الأطفال وتقويم سلوكهم تعد أكثر فعالية ولطفا على المدى الطويل من التوبيخ.

وأوضحت صحيفة "إلموندو" (elmundo) الفرنسية أن طرق فرض الانضباط في المنزل تختلف، لكن الخبراء يركزون بشكل متزايد على هذه المسألة ويقيّمون جوانبها مثل تأثيرها على نمو الأطفال المعرفي وفهم احتياجاتهم.

وفيما يلي، بعض الأسباب التي تجعلك تتجنب الممارسات الضارة مع أطفالك:

التوبيخ العلني لطفلك يؤدي إلى شعوره بالنقص ويجعله يشعر بالارتباك والضعف الشديد (غيتي)

يؤثر على احترام الذات

الطفولة مرحلة مليئة بالتحديات لأن العقل في حالة بناء مستمرة، لذلك يجب النظر إلى هذا الأمر من منظور آخر: هل يحب الشخص البالغ أن يوبخه رئيسه في العمل أمام شخص آخر؟ فالعامل الاجتماعي لا يتمثل في التوبيخ فحسب، بل يؤثر أيضا في الحرج الذي يولده.

كما أن الأطفال الذين ما زالوا لا يدركون صفاتهم الخاصة يختلفون عن الذي يعرف قدراته تماما، لذا فإن التوبيخ العلني يؤدي إلى زيادة الشعور بالنقص وسيجعلهم يشعرون بالارتباك والضعف الشديد مع كشف "أخطائهم".

يؤثر على ثقتهم بك

إذا تسبب صديق ما في موقف محرج لك أمام الآخرين، وتكرر هذا الأمر، فمن الأرجح أنك ستتوقف عن الوثوق به، يحدث الشيء نفسه في مرحلة الطفولة، وهي مرحلة تكون فيها الثقة في الشخصيات الراعية أمرا حاسما لخلق بيئة آمنة للأطفال.

يمكن للأطفال الآخرين إذلاله

إذا كان توبيخ طفلك في الأماكن العامة أمرا سيئا، فإن القيام بذلك أمام أصدقائه أسوأ، لأنهم دائرة أقرانه ويمكنهم بالإضافة إلى السخرية منه، تكرار هذا النمط معه، معتبرين ذلك سببا للضحك. وسيؤدي توبيخه أمام أصدقائه إلى تقويض مفهومه للقيمة الشخصية في مواقف الحياة اليومية.

الغضب على الطفل أو الصراخ عليه لا يعد الحل الأفضل (غيتي)

تجنب هذه التصرفات مع طفلك

وعلى الرغم من أن الآباء يحاولون تقديم العالم بأسره لأبنائهم، إلا أنهم قد يرتكبون أخطاء يمكنها أن تؤثّر على أطفالهم مدى الحياة.

وتحذر الكاتبات ماريا زافولوكينا، وأولغا خوديوكوفا، وإيكاترينا جابانوفيتش، في مقالهن الذي نشره موقع "برايت سايد" (bright side) من بعض التصرفات التي قد يمارسها الأب أو الأم عند غصب أطفالهما، وأهمها:

ضرب الطفل أو تهديده

الغضب على الطفل أو الصراخ عليه لا يعد الحل الأفضل، بل سيخلق مشاكل إضافية. ووفقا لأحد الأطباء النفسيين، فإنك كلما صرخت على صغيرك، زادت احتمالية تجاهله لك. ولا يعد الخوف الطريقة المناسبة لتأديب طفلك. وبدلا من أن تَظهر في صورة المتسلّط، وأن تأمره بالقيام ببعض الأشياء، حاول مخاطبته كأنه صديقك.

استخدام التكنولوجيا لإبقائهم منشغلين

معظم الآباء يستخدمون الهاتف الجوال أو التلفاز للترفيه عن أبنائهم. لكن ذلك مضر بصحتهم. ووفقا لإحدى الدراسات، تؤثر الإشعاعات الناجمة عن هذه الأجهزة مباشرة على دماغ الطفل وتزيد من خطر الإصابة بالأورام.

4هذه الأساليب تعتبر تحّد كبير للأهالي، وفق سوبرا، تعلمّ كيفية الأستماع إلى الطفل وكيفية تعبيره عن حاجاته والنزول إلى حدوده والسيطرة على الغضب- (
استخدام التكنولوجيا لإبقاء أطفالك منشغلين يضر بصحتهم (بيكسلز)

نصائح للتعامل مع طفلك العصبي

ولكن كيف تتصرف عندما ينفجر طفلك باكيا أو صارخا في مكان عام؟

تقول الكاتبة، لولا روفاتي، في تقرير نشرته مجلة "بيبيس إي ماس" (bebesymas) الإسبانية، إن أول شيء عليك القيام به هو الحفاظ على التواصل البصري مع طفلك، من خلال النزول إلى مستواه والنظر في عينيه، ويعرف هذا باسم "الاستماع الفعال"، وهذا الإجراء البسيط قد يفتح باب التواصل مع طفلك خاصة عندما تكون بنفس مستواه لمساعدته.

ويكمن الهدف من ذلك في التعاطف مع الطفل، ودعمه ومساعدته على التعبير وإدارة عواطفه بشكل أفضل، ومحاولة اكتشاف ما يثير غضبه أو انزعاجه، ثم السعي لحل ذلك.

وتقدم الكاتبة روفاتي بعض النصائح التي تساعدك على التعامل مع الطفل العنيد:

تحقق من مشاعره

أفادت الكاتبة أنه غالبا ما نسارع إلى التوبيخ أو إصدار الأحكام عندما يكون ما يهم حقا هو ما يشعر به الطفل. لذلك، عبر عن تعاطفك مع طفلك وعن قبول ما يقوله من خلال تحريك رأسك، وضع نفسك مكانه. فضلا عن ذلك، دعه يعرف أنك تفهم مشكلته، على الرغم من أننا قد نتّفق أو لا نؤيد وجهة نظره. وبغض النطر عما إذا كنا نقوم بالتحقق من ردة فعله، ينبغي أن نتواصل دائما مع احتياجاته.

تنفس مع طفلك

أوضحت الكاتبة أن التنفس يُعد آلية رائعة لطمأنته، إذ يمكن القيام بذلك خلال أي وقت. وفي حال رأيت أن طفلك انفجر أو على وشك أن ينفجر، ابحث عن مكان منعزل وساعده على التنفس حتى يهدأ. كما بإمكانك اللجوء إلى ما يسمى 5-2-6، أي أن تستنشق الهواء وأن تحصي إلى الرقم 5، وألا تتنفس لمدة ثانيتين، وتخرج الهواء بعد أن تعد إلى الرقم 6.

FW: علامات تشير إلى أن طفلك يفتقر إلى الحب
إذا تقربت من طفلك الغاضب وأظهرت تعاطفك سيستمع إليك وسيكون أكثر قابلية لفهمك (غيتي)

طفلي يغضب كثيرا، كيف أتصرف؟

وإذا كنت تتساءل لماذا تكون تصرفات طفلك خارجة عن السيطرة من وقت لآخر، وترغب في معرفة كيف يمكنك مساعدته، تبين الكاتبة ديانا غوتيريز أورتيغاس في تقرير نشرته صحيفة "الموندو" (elmundo) الإسبانية، أن الفرضية الرئيسية تتمثل في مراقبة غضب الطفل كفرصة للتعلم وكسب الخبرة. إذا تابعنا الملاحظة، فإن موقفنا تجاه نوبة الغضب سيتغير بمرور الوقت وسنصبح أكثر قابلية للاستماع لهم والتعاطف معهم وبالتالي فهم سبب غضبهم.

وتقول الكاتبة "كن حذرا مما تقوله وكيف تقوله؛ فعندما يكون الطفل غاضبا، يكون نصف الدماغ الأيمن نشطا، وهو النصف المسؤول عن العواطف، بينما يتوقف النصف الأيسر المسؤول عن مختلف العمليات المنطقية، فإذا بدأت في التحدث إلى طفلك عندما يكون غاضبا، فكن على يقين من أنه لا يستمع إليك عمليا ولا يستوعب ما تقوله. أما إذا تقربت منه وأظهرت تعاطفك باستخدام اللغة العاطفية، حينها سيستمع إليك وسيكون أكثر قابلية لفهمك. وبهذه الطريقة، سيعترف لك بسبب انزعاجه وستكون قادرا على العودة إلى المنطق".

علّم طفلك كيف يهدأ بعد نوبة الغضب

إن تعليم الطفل كيف يهدأ ويخفف من توتره بعد نوبة من الصراع العاطفي، لا يقل أهمية عن تعليمه كيفية إدارة الغضب، لأن ذلك من شأنه أن يسمح له بتنمية روابط عصبية أقوى للسيطرة على الانزعاج الذي بداخله. ويتمثل الهدف من ذلك في تقديم إستراتيجيات أو مهارات ملموسة لتعليم الطفل كيفية تهدئة نفسه والشعور بالسكينة بطريقة عملية، يتبعها تدريب مستمر حتى يعتاد على هذا السلوك، وفق نصيحة الكاتبة أورتيغاس.

المصدر : إلموندو + برايت سايد + مواقع إلكترونية