ما بعد القيصرية.. لماذا تحتاج المرأة استراحة أطول قبل الحمل الثاني؟

Caesarean العمليات القيصرية
التعافي من الولادة القيصرية يستغرق وقتا أطول من الولادة الطبيعية (شترستوك)

يصاحب الولادة القيصرية، بشكل عام، مزيد من المضاعفات، ومزيد من الألم، ومزيد من الوقت للتعافي بعد الولادة.

ومع ذلك، قد يحدث الحمل الثاني في وقت زمني قصير، ربما يكون متعمدا لأسباب تتعلق بالزوجين وفترة الخصوبة وفرص الحمل، وربما يحدث عن طريق الخطأ.

لكن مؤسسات طبية على رأسها منظمة الصحة العالمية، تنصح بالانتظار وقتا أطول لا يقل عن عامين قبل قرار الحمل مرة أخرى لما له من مخاطر وأضرار كبيرة على صحة الأم والطفل على حد سواء.

الفترة المناسبة

عادة ما يستغرق التعافي من الولادة القيصرية وقتا أطول من الولادة الطبيعية، وبحسب موقع "بارينتس" (Parents)، ينصح بالانتظار من 18 إلى 24 شهرا قبل محاولة الحمل مرة أخرى، في حال أن تكون المرأة قد ولدت ولادة قيصرية.

تمنح تلك المهلة الجسم فرصة للشفاء والتعافي من الجراحة. ومع ذلك، توصي منظمة الصحة العالمية بأن الأم يجب أن تنتظر 24 شهرا بالنسبة لكل الولادات القيصرية والطبيعية على حد سواء، لتقليل مخاطر النتائج السلبية للأمهات والرضع المحيطة بعملية الولادة.

لماذا يلزم فترة زمنية؟

يستغرق الجسم وقتا أطول للشفاء من الولادة القيصرية مقارنة بالولادة الطبيعية. ويعد ذلك السبب الرئيسي للحاجة إلى فترة زمنية للحمل بعد إجراء عملية قيصرية.

تعتبر العملية القيصرية عملية جراحية كبرى للبطن ويختلف وقت الشفاء من امرأة إلى أخرى. كلما زاد الوقت الذي تمنحه المرأة لجسمها للتعافي، قلت فرص حدوث أي مضاعفات أثناء الولادة التالية.

ووفقا لموقع "مام جانكشين" (Mom Junction) يفقد الجسم الكثير من العناصر الغذائية أثناء الولادة من خلال الولادة القيصرية لذلك يحتاج إلى وقت لتجديدها. كما تفقد عضلات البطن بعضا من قوتها أثناء الولادة القيصرية، ويجب إعطاؤها وقتا كافيا للتعافي التام.

Caesarean العمليات القيصرية
الجسم يفقد الكثير من العناصر الغذائية خلال الولادة القيصرية لذلك يحتاج إلى وقت لتجديدها (شترستوك)

مخاطر الحمل المبكر بعد الولادة القيصرية

هناك العديد من المخاطر عندما يتعلق الأمر بالحمل بعد وقت قصير جدا من الولادة القيصرية؛ فوفقا لما جاء في موقع "بيبي سنتر" (Baby Center)، فإن النساء اللواتي يحملن بعد أقل من 6 أشهر من الولادة قد يكون لديهن خطر أكبر للإصابة بمضاعفات، مثل:

  • تمزق الرحم: تمزق الرحم هو تمزق في جدار الرحم، وغالبا ما يكون في موقع شق العملية القيصرية السابقة. وفي حالة التمزق الكامل، يمر التمزق عبر جميع طبقات جدار الرحم، مما قد يشكل خطورة على الأم والطفل.

ينخفض معدل تمزق الرحم كلما طالت الفترة الزمنية بين الولادة القيصرية والحمل الذي يليها.

  • المشيمة الملتصقة: تعتبر المشيمة الملتصقة من مضاعفات الحمل شديدة الخطورة التي تحدث عندما تصبح المشيمة معلقة بشكل غير طبيعي في جدار الرحم السفلي الذي يغطي عنق الرحم كليا أو جزئيا. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى نزيف ويؤثر على حياة الأم والطفل.
  • انفصال المشيمة: يزداد معدل انفصال المشيمة بالحمل المبكر بعد الولادة القيصرية، وانفصال المشيمة يعني انخفاضها أو الانفصال الكامل لها عن الرحم، مما قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة.
  • الولادة المبكرة: الوقت الأقل بين حالات الحمل يمكن أن يزيد من خطر الولادة المبكرة، مما قد يؤدي إلى مضاعفات طويلة الأمد لصحة الطفل.
  • انخفاض وزن المولود: يعاني الطفل المولود قبل 18 شهرا من الحمل السابق، من زيادة خطر انخفاض الوزن عند الولادة، خاصة بعد ولادة قيصرية. ويعود السبب في ذلك إلى عدم الحصول على العناصر الغذائية الكافية من الأم والتي قد تكون فقدت الكثير منها أثناء الولادة القيصرية السابقة.
مقترح الولادة القيصرية وانتشارها في مصر
الطفل المولود قبل 18 شهرا من الحمل السابق، يعاني من زيادة خطر انخفاض الوزن عند الولادة (غيتي)

التخطيط للحمل بعد الولادة القيصرية

هناك عوامل محددة يجب مراعاتها عند محاولة تحديد الوقت الأفضل للحمل بعد ولادة قيصرية، أهم تلك العوامل وفقا لموقع "ذا في بي إيه سي لينك" (The VBAC Link):

  • الصحة العامة: الحالة الصحية الجيدة التي تتمتع بها المرأة تزيد من فرصتها في الولادة الطبيعية بعد القيصرية، كما تزيد، أيضا، من فرصتها في الحصول على حمل صحي. ولا يتوقف الأمر عند الصحة الجسدية بل تعد الصحة العقلية مهمة، أيضا، عند اتخاذ ذلك القرار، حيث تؤثر مشكلات مثل اضطرابات المزاج أو اضطراب ما بعد الصدمة -بعد الولادة- على ما إذا كانت الفرصة مناسبة للحمل بطفل آخر.
  • العمر: إذا كانت المرأة في عمر كبير فقد ترغب في التفكير في الحمل مبكرا، بسبب المخاطر المحتملة المرتبطة بحالات الحمل في وقت لاحق وفرص حدوثه.
  • الخصوبة: ترغب النساء ذات الخصوبة الأقل واللاتي يواجهن صعوبة في الحمل بالبدء في المحاولة خلال وقت أقرب من نظيراتهن.
  • الحجم الكلي للعائلة: من المهم مراعاة أن يكون عدد الأطفال عاملا حاسما في وقت وكيفية إنجابهم. مع الأخذ في الاعتبار ارتفاع المخاطر الإجمالية مع كل ولادة قيصرية قريبة في الوقت.

الحمل خلال فترة زمنية قصيرة

رغم مخاطر الحمل بعد مدة زمنية قصيرة من الولادة القيصرية السابقة، يحدث، أحيانا، إما بشكل متعمد لعوامل العمر والخصوبة وفرص الحمل القليلة وإما يحدث عن طريق الخطأ.

وفي كل الأحوال، إذا حدث الحمل في فترة قريبة، يفضل اتخاذ بعض التدابير حتى يكتمل الحمل بأمان وفقا لموقع "هيلث لاين" (Health Line):

  • زيارة الطبيب والتحدث معه بشكل واضح وصريح.
  • الاهتمام بالصحة العامة وتناول الطعام الصحي.
  • متابعة الحمل بانتظام من خلال السونار والفحص الطبي وتناول الفيتامينات والمكملات الغذائية التي يصفها الطبيب.
  • الاهتمام بالصحة النفسية والهدوء والدعم الأسري في رعاية الطفل الصغير ودعم الأم ماديا ومعنويا.
المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية