حجابها يعني لها العالم.. حليمة عدن تعود لعالم الأزياء بشروطها الخاصة

حليمة عدن قالت "نريد أن تسعى النساء لتحقيق أهدافهن دون المساس بمعتقداتهن" (الفرنسية)

أعلنت عارضة الأزياء المحجبة حليمة عدن عودتها إلى عالم الموضة والأزياء في مؤتمر صحفي قبل أيام بمدينة إسطنبول، بعد اعتزال دام نحو 10 شهور، كانت قد أعلنته في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي حين أكدت أن مجال الموضة العالمية يستغل البشر، ويجردهم من إنسانيتهم.

تُعرف حليمة عدن في جميع أنحاء العالم بأنها أول عارضة أزياء محجبة بالعالم، كما تصدرت غلاف مجلة "ألور" (Allure) الأميركية، وكانت أول امرأة ترتدي الحجاب في مسابقة ملكة جمال ولاية مينيسوتا بالولايات المتحدة الأميركية، وأول محجبة عارضة أزياء عروض أسابيع الموضة الكبرى.

وخلال المؤتمر، أعلنت حليمة عن تعاونها مع علامة أزياء المحجبات التركية الناشئة "مودانيسا" (Modanisa)، لتصبح سفيرة للعلامة التجارية لها، حيث ستصمم مجموعتين جديدتين وتكون جزءا من جهود التسويق للأزياء المحتشمة.

وقالت عدن -في حديثها بالمؤتمر- "نريد أن تسعى النساء لتحقيق أهدافهن دون المساس بمعتقداتهن".

وبحسب موقع "ميدل إيست آي" (Middle East Eye)، فإن إعلان حليمة عدن عن عودتها لعالم الأزياء بشروطها الخاصة، يتزامن مع الاحتفال بالذكرى السنوية العاشرة لمتاجر "مودانيسا" على الإنترنت، حيث قال صميم سوريل -نائب رئيس التسويق ومدير العلامة التجارية لمودانيسا- إن الشراكة مع عدن كانت مناسبة تماما، وإنه يود أن يرى إسطنبول تصبح عاصمة الموضة المحتشمة في العالم.

وأضاف سوريل -خلال المؤتمر- "طاقة حليمة الإبداعية واتصالها الإيجابي بالشابات المسلمات من جميع الخلفيات سيكونان رصيدا رائعا لنا ونحن نمضي قدما في خططنا العالمية".

وموقع مودانيسا، هو أول بوابة إلكترونية لملابس المحجبات في تركيا والعالم، حيث يستقطب 16 مليون زائر كل شهر منذ 2011.

حليمة فخورة بجذورها

حليمة عدن -ذات الـ24 ربيعا- تفتخر دائما بأصولها الصومالية، ولا تخجل من الحديث عن نشأتها في مخيمات اللاجئين، فتقول "أنا حليمة من كاكوما" في إشارة إلى مخيم اللاجئين في كينيا، حيث ولدت، ثم انتقلت إلى ولاية مينيسوتا الأميركية في السابعة من عمرها.

ولقبت حليمة بالملكة عندما كانت في المرحلة الثانوية، وكانت أول محجبة تفوز بهذا اللقب، وهو لقب شرفي تفوز به أكثر الطالبات شهرة بالمدرسة، ويتم تكريمها بزيارتها في المنزل، لكن حليمة لم تفرح بالفوز بقدر خوفها من والدتها المحافظة التي لا تهتم سوى بالتعليم والحصول على علامات دراسية مميزة.

حليمة قررت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أن تتخلى عن حلمها كعارضة أزياء عالمية (رويترز)

وبعد سنوات من النجاح المذهل في عالم الأزياء، قررت حليمة أن تتخلى عن حلمها كعارضة أزياء عالمية، مقابل التمسك بتعاليم دينها، حسب قولها، إذ رأت في عالم صناعة الأزياء تعارضا مع الدين الإسلامي.

وتقول حليمة إنها كانت تمضي 10 ساعات في الاستعداد لارتداء ملابس لن تستطع الاحتفاظ بها.

من الاعتزال إلى العودة

بصفتها عارضة أزياء محجبة، كانت حليمة انتقائية بشأن ملابسها. ففي بداية حياتها المهنية، كانت تأخذ حقيبة مليئة بالحجاب والفساتين الطويلة والتنانير في كل جلسة تصوير.

ومهما كانت ملابسها، كان الحفاظ على حجابها في كل جلسة تصوير أمرا غير قابل للتفاوض. وكان من المهم جدا بالنسبة لها أنه في عام 2017 عندما وقعت مع "آي إم جي" (IMG) -إحدى أكبر وكالات عرض الأزياء في العالم- أضافت بندا إلى عقدها، مما جعل "آي إم جي" توافق على أنها لن تضطر أبدا إلى إزالة حجابها، فهو "يعني لها العالم".

ورغم تمسكها الشديد في بداية حياتها المهنية بالحجاب، وفرضه على وكالات عرض الأزياء الكبرى كشرط أساسي غير قابل للتفاوض، تقول حليمة إنها اضطرت بعد سنوات للتخلي عن شروط الحجاب حتى صار أصغر فأصغر، وفقدت السيطرة على نوعية الملابس التي ترتديها، بل وقبلت أغطية رأس كانت تستبعدها في البداية.

وأضافت حليمة "في النهاية انجرفت بعيدا ودخلت في المنطقة الرمادية المربكة من أجل ترك الفريق (وكالات الأزياء) يتحكم في الحجاب الذي أرتديه".

رغم تمسكها الشديد بالحجاب، اضطرت حليمة بعد سنوات للتخلي عن شروطه (رويترز)

وفي العام الأخير من حياتها المهنية، أصبح حجابها يبرز رقبتها وصدرها. وفي بعض الأحيان، بدلا من الحجاب، كانت تلف الجينز -أو غيره من الملابس والأقمشة- حول رأسها.

لذلك كتبت حليمة فور قرار الاعتزال "أتمنى لو لم أتوقف أبدا عن ارتداء حجابي الأسود، ولنقلْ فقط إنني انجرفت كثيرا؛ كنت في ذلك الوقت يائسة للغاية، لدرجة أنني فقدت التواصل مع ذاتي".

لكن يبدو أن حليمة قد وجدت ضالتها في تصميم خط أزياء خاص بها، يتضمن شروطها الخاصة، ولا يعرضها لتحديق الرجال بها كما سبق وأن صرحت وقت اعتزالها، إذ أكدت مؤخرا أن من حق النساء أن يحلمن ويحققن أهدافهن مع عدم التخلي عن حجابهن.

المصدر : مواقع إلكترونية