أعراض اكتئاب ما قبل الولادة.. تعرفي عليها

الاضطرابات العاطفية التي تحدث أثناء الحمل قد تجعل بعض الأمهات أكثر عرضة للاكتئاب من غيرهن.

ويختلف هذا النوع من الاكتئاب عن اكتئاب ما بعد الولادة، ولكن أعراض اكتئاب الحمل لا تختلف عن الاكتئاب العادي، لذلك يسهل الكشف عنه وعلاجه.

وفي تقرير نشره موقع "ميديكال ديلي" الأميركي، تطرقت الكاتبة سيما براساد إلى أعراض اكتئاب الحمل وطرق علاجه.

ووفقًا للبيانات التي كشفت عنها الكلية الأميركية لأطباء الأمراض النسائية والتوليد والجمعية الأميركية للأطباء النفسيين، فإن نحو ما بين 14 و23% من النساء الحوامل تظهر عليهن بعض أعراض الاكتئاب.

وفي حال لم تُعالج مبكرا قد تستمر آثارها إلى ما بعد الولادة، وتؤثر على علاقة الأم بطفلها.

التصور الخاطئ يعيق العلاج
وأكدت المديرة الطبية في مركز بيرل للصحة السلوكية في نيويورك الدكتورة غابي فركاس أن الاكتئاب أمر مربك بالنسبة للنساء، لأن الناس يعتقدون أن الحمل من أسعد الفترات في حياة المرأة، ولكن الحال ليست دائمًا هكذا، لأن النساء يختبرن مجموعة من المشاعر والعواطف المختلفة. 

وغالبًا يقف هذا التصور السلبي عائقا أمام حصول النساء على المساعدة المناسبة. لذلك، من المهم أن ندرك أن النساء يختبرن مجموعة من المشاعر المختلفة أثناء الحمل، ويبدين حساسية أكبر تجاه الأشياء من حولهن خلال هذه الفترة؛ فعلى سبيل المثال، يمكن لغرفة غير مرتبة أو إلغاء خطط بشكل مفاجئ؛ أن تجعل المرأة الحامل تمر بحالة نفسية سيئة.

أعراض مشابهة لتغيرات الحمل
الأحداث البسيطة يمكن أن تسبب نوبة من البكاء أو الصراخ أو الشجار وغيرها من النوبات العاطفية الأخرى، حيث تؤثر التغيرات الهرمونية أثناء الحمل على كيمياء الدماغ لدى الحوامل، ومن المحتمل أن تخلّ بتوازنهن العاطفي.

وغالبا يكون السبب في ذلك هرمون الغدة الدرقية، وفي حال قُدّم التدخل في الوقت المناسب لهن، سيتمكنّ من رعاية أطفالهن والاهتمام بأنفسهن. ومن المهم علاج الاكتئاب أثناء الحمل وجعل الحوامل يشعرن بما يكفي من الراحة للحديث عن تقلبات المزاج بشكل علني دون الشعور بالإحراج.

في كثير من الأحيان، تشبه أعراض اكتئاب الحمل الأعراض المصاحبة للحمل، مما قد يؤدي إلى تشخيصه بشكل خاطئ، ولكن هذه الأعراض تمثل في حقيقة الأمر مؤشرا على وجود مشكلة أعمق مثل الاكتئاب. وتشمل أعراض الاكتئاب اضطراب أنماط النوم، وتغير الرغبة الجنسية، والشعور بطاقة وشهية أقل.

أعراض اكتئاب ما قبل الولادة
إهمال الرعاية الذاتية أثناء الحمل يعد علامة تحذيرية على الإصابة بالاكتئاب. فالبكاء المتكرر والشعور بالتعب والتفاعل المحدود مع الأشخاص من ضمن أعراض الاكتئاب العادي التي يعاني منها الأشخاص بشكل عام. ويُعد عدم الشعور بالمتعة إثر القيام بالأنشطة العادية مؤشرا آخر على الاكتئاب، حسب الكاتبة.

كما أن الشعور بالقلق المبالغ فيه والثقل تجاه الطفل أو عدم الشعور بالرضا عن النفس من الأعراض الأخرى للاكتئاب. ويُطلق أحيانا على هذه العلامات بالتعلق الضعيف بالجنين. وفي حال لم تكن المرأة اكتسبت وزنًا وتراجعت شهيتها، فإن هذا الأمر أيضا مؤشر على الاكتئاب.

يُذكر أن التدخين من العوامل التي تضر رفاهية الحوامل والجنين. وأخيرًا، تعد الأفكار الانتحارية أحد العوامل الرئيسية المحددة لاكتئاب ما قبل الولادة.

وتشمل عوامل الخطر التي تؤدي إلى تشخيص الاكتئاب: العنف الأسري، والمشاكل خلال حالات الحمل السابقة، وغياب الدعم الاجتماعي، والحمل غير المرغوب فيه، وأحداث الحياة المرهقة.

طرق لعلاج اكتئاب الحمل
طلب المساعدة من مختص نفسي هو الخيار الأفضل لعلاج اكتئاب الحمل بشكل فعال، بما في ذلك العلاج السلوكي المعرفي، وهو نهج منظم للتعامل مع الأفكار والأفعال السلبية، كما يُنصح بالتنزه في الهواء الطلق وممارسة التمارين الرياضية المناسبة.

وأثبتت دراسة أجرتها جامعة ستانفورد أن الوخز بالإبر الذي يُستخدم كطريقة للحد من الاكتئاب أثبت فعاليته في علاج 63% من النساء.

وتعد الإصابة بالاكتئاب أمرا في غاية الخطورة بالنسبة للطفل والأم على حد سواء، مقارنة بالآثار الجانبية لتناول الأدوية المضادة للاكتئاب.