ناقش مشاكل التكنولوجيا وشركته.. رئيس غوغل يحذر من فقدان حرية الإنترنت

Google CEO Sundar Pichai speaks during signing ceremony committing Google to help expand information technology education at El Centro College in Dallas, Texas, U.S. October 3, 2019.  REUTERS/Brandon Wade
بيتشاي بصفته رئيسا لكل من غوغل والشركة الأم ألفابت فهو القائد الأعلى للشركات والمنتجات المتنوعة التي تندرج تحت مظلة هاتين الشركتين (رويترز)

حذر رئيس شركة غوغل (Google) ساندار بيتشاي من تعرض الإنترنت المجاني والمفتوح للهجوم في دول حول العالم، حيث يرى أن العديد من البلدان تقيد تدفق المعلومات، وغالبا ما يتم اعتبار هذا الشيء لتلك الدول أمرا لا بد منه.

وقد أطلق بيتشاي تحذيره خلال مقابلة معمقة مع الكاتب أمول راجان من "بي بي سي" (BBC) الإخبارية تناول فيها أيضا الخلافات حول الضرائب والخصوصية والبيانات، وجادل بأن اختراع الذكاء الاصطناعي سيكون أثره على البشرية أكبر من الاختراعات الأخرى مثل النار والكهرباء أو الإنترنت.

وردا على سؤال عما إذا كان النموذج الصيني للإنترنت -الأكبر والأكثر تشددا من حيث المراقبة- في صعود، قال بيتشاي إن الإنترنت المجاني والمفتوح "يتعرض للهجوم"، لكنه لم يشر إلى الصين مباشرة، لكنه ألمح بالقول "لا يتوفر أي من منتجاتنا وخدماتنا الرئيسية في الصين".

وأشار إلى أن المشرعين والمنظمين بطيئون وغير فعالين، ويسهل الضغط عليهم بخصوص حرية تنقل المعلومات في الوقت الحالي، مما يترك مسؤولية إتاحة الإنترنت المفتوح لشركات مثل غوغل.

ويعتبر بيتشاي الرئيس التنفيذي لواحدة من أكثر المؤسسات تعقيدا وثراء في التاريخ.

الثورات القادمة

بصفته رئيسا لكل من غوغل والشركة الأم ألفابت (Alphabet) فهو القائد الأعلى للشركات والمنتجات المتنوعة التي تندرج تحت مظلة هاتين الشركتين ولكن المنتج الأكثر شيوعا هو محرك بحث غوغل الذي أصبح على مدار الـ23 عاما الماضية شبكة الإنترنت المجانية والمفتوحة الأكبر في العالم.

ووفقا لبيتشاي، على مدار الربع القادم من القرن سيحدث تطوران آخران ثورة في عالمنا: الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية، مشددا على مدى أهمية الذكاء الاصطناعي.

وقال بيتشاي "إنني أعتبرها أكثر التقنيات التي ستطورها البشرية عمقا "، مضيفا "كما تعلم، إذا كنت تفكر في النار أو الكهرباء أو الإنترنت فالأمر كذلك، لكنني أعتقد أن الأمر أكثر عمقا".

الذكاء الاصطناعي في الأساس هو محاولة لاستنساخ الذكاء البشري على الآلات، وتعد أنظمة الذكاء الاصطناعي المختلفة بالفعل أفضل من البشر في حل أنواع معينة من المشكلات.

أما الحوسبة الكمية فهي ظاهرة مختلفة تماما، وتعتمد الحوسبة العادية على طريقة العد الثنائية: 0 أو 1، ولا شيء بينهما، وتسمى هذه الحالة "البت" (Bit).

لكن على المستوى الكمي أو دون الذري تتصرف المادة بشكل مختلف، فيمكن أن تكون 0 أو 1 في نفس الوقت، أو على طيف بين الاثنين، وتُبنى أجهزة الحاسوب الكمية على كيوبتات، والتي تؤثر على احتمال وجود المادة في عدة حالات مختلفة.

ويجد بيتشاي وغيره من التقنيين البارزين في هذه الإمكانيات فرصا عديدة، فهو يرى أن "حوسبة الكم لن تعمل على كل شيء، حيث هناك أشياء ستكون الطريقة التي نؤدي بها الحوسبة اليوم أفضل دائما، ولكن هناك بعض الأشياء التي ستفتح لها الحوسبة الكمية نطاقا جديدا من الحلول".

ارتقى بيتشاي إلى مراتب عدة في غوغل من خلال كونه مدير المنتجات الأكثر فاعلية وشعبية واحتراما في تاريخ الشركة، فقد بدأ المؤسسان لاري بيج وسيرجي برين إنشاء غوغل في مرآب لتصليح السيارات عام 1998، وانضم إليهما ساندار بيتشاي بعد 6 سنوات.

ويواجه بيتشاي الآن تحديات أكبر في الوقت الذي تواجه فيه غوغل وابلا يوميا من التدقيق والنقد على عدة جبهات، على سبيل المثال لا الحصر الضرائب والخصوصية وحالة الاحتكار المزعومة.

FILE PHOTO: A Google sign is shown at one of the company's office complexes in Irvine, California, U.S., July 27, 2020. REUTERS/Mike Blake/File Photo
غوغل دفعت لعدة سنوات مبالغ ضخمة للمحاسبين والمحامين من أجل تقليص التزاماتهم الضريبية بشكل قانوني (رويترز)

تكنولوجيا فرض الضرائب

تتخذ غوغل موقفا دفاعيا في الأمور المتعلقة بالضرائب، فلعدة سنوات دفعت الشركة مبالغ ضخمة للمحاسبين والمحامين من أجل تقليص التزاماتهم الضريبية بشكل قانوني.

على سبيل المثال، في عام 2017 نقلت غوغل أكثر من 20 مليار دولار إلى برمودا من خلال شركة وهمية هولندية كجزء من إستراتيجية تسمى "دبل أيرش دوتش ساندوتش" (Double Irish Dutch Sandwich).

وقال بيتشاي في المقابلة إن غوغل لم تعد تستخدم هذا المخطط، وهي واحدة من أكبر دافعي الضرائب في العالم، وتمتثل لقوانين الضرائب في كل بلد تعمل فيه.

ويقول الكاتب إنه من الواضح أن غوغل تتعامل مع صانعي السياسات لإيجاد طرق لجعل الضرائب أبسط وأكثر فاعلية، صحيح أن الشركة تنشأ معظم أبحاثها وعائداتها في الولايات المتحدة، حيث تدفع معظم ضرائبها.

وعلاوة على ذلك، فقد دفعت ضريبة بنسبة 20% خلال العقد الماضي، وهو ما يزيد على العديد من الشركات، ومع ذلك فإن استخدام أي ملاذ ضريبي يعد أمرا سيئا لسمعة الشركات في جميع أنحاء العالم.

مشاكل الخصوصية

ومن المشكلات الكبيرة الأخرى التي تواجهها غوغل التدقيق المستمر والمتزايد في ما يتعلق بالبيانات والخصوصية، وما إذا كانت الشركة لديها احتكار فعال في البحث أم لا، حيث تهيمن تماما.

وأوضح بيتشاي أن غوغل منتج مجاني، ويمكن للمستخدمين الانتقال بسهولة إلى مكان آخر.

هذه هي الحجة نفسها التي استخدمها مارك زوكربيرغ وحصلت بموجبها شركة فيسبوك (Facebook) على تأييد قوي من القاضي جيمس بواسبيرغ من واشنطن العاصمة عندما رفض مجموعة من قضايا مكافحة الاحتكار ضد عملاق وسائل التواصل الاجتماعي الشهر الماضي.

Google founders Larry Page and Sergey Brin are recognized for their efforts at the conclusion of the Clinton Global Initiative in New York, September 22, 2006. Former US President Bill Clinton's annual event brings together world leaders from business, government and philanthropy to try to solve world issues. REUTERS/Chip East (UNITED STATES)
المؤسسان لاري بيج وسيرجي برين أسسا غوغل في مرآب لتصليح السيارات عام 1998 وانضم إليهما ساندار بيتشاي بعد 6 سنوات (رويترز)

احترام الصناعة

ويقول الكاتب إن الذين يعملون في قطاع التكنولوجيا يرون إنه لا يمكنك المجادلة بشأن النمو في سعر سهم غوغل تحت إدارة بيتشاي، لقد تضاعف 3 مرات تقريبا، وهذا أداء استثنائي، فقد ابتكرت غوغل هندسة مذهلة ومنتجات ذات مستوى عالمي.

في الأغلب، يقول المنظمون إن القوانين واللغة الجديدة بحاجة إلى التصميم لممارسة تدقيق أفضل على هذا النوع الجديد من الشركات العملاقة، وبدلا من ذلك أكد حكم القاضي بواسبيرغ على فيسبوك ذلك، ومن المثير للاهتمام أن الرئيسة الجديدة للجنة التجارة الفدرالية لينا خان البالغة من العمر 32 عاما قد جادلت سابقا بضرورة توسيع تعريف الاحتكار ليعكس هذا العالم الجديد.

ونادرا ما أدت شهادة بيتشاي في الكونغرس إلى انخفاض سعر سهم غوغل، حيث يسمح له أسلوبه وفهمه للتفاصيل بالخروج من المواقف التي يحتمل أن تكون صعبة.

المصدر : بي بي سي