اكتشاف نجوم ولدت في بيئة ثقب أسود

Artist's impression of stars born in winds from supermassive black holes (ESO)
صورة توضيحية لنجوم تولد في رياح كونية مصدرها ثقب أسود هائل جدا (المرصد الأوروبي الجنوبي)
تمكّن فريق من علماء الفلك الأوروبيين للمرة الأولى على الإطلاق من رصد تشكل نجوم ضمن بيئة ثقب أسود بما يعد اختراقا علميا يمكن أن يساعد في الإجابة على العديد من الأسئلة المحيرة بما في ذلك كيف تحصل المجرات على ذلك الانتفاخ في مركزها.

في الظروف الطبيعية تتشكل النجوم في سحب من الغبار والغاز الفضائي الموجود داخل أقراص المجرات تسمى "السدم"، حيث تتكاثف أجزاء من تلك الغمامة الهائلة تحت تأثير جاذبيتها، مما يؤدي إلى ولادة نجم أو نجوم عدة، لكن الدراسة الجديدة كشفت أن بعض النجوم تولد في ظل ظروف أشد قسوة وبآثار بعيدة المدى.

ففي إطار مراقبة فعالة لتصادم مجرتين، استخدم الفريق الذي أجرى الدراسة أداتين طيفيتين قويتين على متن "منظار المرصد الجنوبي الأوروبي الكبير جدا"، الذي يختصر بالحروف "في أل تي".

وبحسب العلماء، فإن القوة الدافعة وراء هذه التدفقات القوية من الغبار والغاز مصدرها ثقب أسود هائل جدا موجود في منتصف هاتين المجرتين. وقد أظهرت عمليات الرصد المسجلة لهذا التدفق نجوما فتية أو عمرها أصغر من عشرة ملايين سنة تسرع مبتعدة عن مركز المجرة.

ويقدر العلماء أن النجوم المكتشفة داخل بيئة الثقب الأسود أكثر إشراقا وسخونة من أي نجوم أخرى معروفة، وأن كتلتها تبلغ تقريبا ثلاثين ضعف كتلة شمسنا.

ويعتمد مصير هذه النجوم بشكل كبير على موقعها من التدفق، فتلك الأقرب للثقب الأسود ستملك فرصة أكبر في أن تبطئ حركتها وأن يتم امتصاصها مرة أخرى في المجرة. لكن تلك التي تتشكل بالقرب من حافة التدفق فقد يتم طردها تماما وتقذف في الفضاء.

ويمكن لهذا أن يساعد في تفسير لماذا الوسيط بين المجرات غني جدا بعناصر ثقيلة، وذلك أنه يمكن للنجوم المقذوفة أن تتجول بفعالية خلال المجرة حتى نهاية عمرها، مع إسقاط موادها المخصبة في الأثناء.

هذا التخصيب قد يكون السبب في توقف بعض المجرات فجأة عن إنتاج النجوم. ويمكن لاكتشاف هذه النجوم داخل التدفق أن يفسر أيضا أشياء عن مجرتنا درب التبانة بما في ذلك السبب وراء الانتفاخ الموجود في مركز العديد من المجرات الحلزونية.

المصدر : مواقع إلكترونية