اكتشاف ثقبين أسودين بمجرتين صغيرتين

Dwarf galaxies VUCD3 and M59cO (ibtimes/NASA)
تشكل المجرتان القزمتان 0.1% من حجم درب التبانة، لكن الثقب الأسود فيهما أكبر من الذي في مركز مجرتنا (ناسا)
قال علماء فلك إنهم اكتشفوا ثقبين أسودين عملاقين مختبئين في مجرتين صغيرتين، مشيرين إلى أن هذا الاكتشاف قد يضاعف تقديرات أعداد الثقوب السوداء في الكون.

فبحسب دراسة نشرت في دورية "أستروفيزيكال جورنال" العلمية فإن المجرتين القزمتين "VUCD3″ و"M59cO" تمتلكان في مركزيهما ثقبين أسودين هائلين.

وتوجد هاتان المجرتان في مجموعة "فيرجو"، وكل مجرة منهما تدور حول مجرة كبرى، ولم يُعثر من قبل على ثقب أسود هائل في مجرة قزمة صغيرة سوى مرة واحدة، وكان الذي عثر عليه فريق الباحثين ذاته من جامعة يوتاه الأميركية.

يقول مؤلف الدراسة كريس أوه "إن هذا أمر مدهش عندما تفكر به حقا"، فهاتان المجرتان القزمتان الضئيلتان تشكلان نحو 0.1% من حجم مجرتنا درب التبانة، ومع ذلك فإنهما تؤويان ثقبين أسودين هائلين أكبر من الثقب الأسود الموجود في مركز مجرتنا درب التبانة.

وللعلم فإن مجرتنا درب التبانة تعتبر ثاني أكبر مجرة في المجموعة المحلية من المجرات، ويقدر قطر قرصها بنحو مئة ألف سنة ضوئية وسمكها بنحو ألف سنة ضوئية.

وتوجد الثقوب السوداء الهائلة عادة في المجرات الكبيرة، لهذا فإن العثور عليها في مجرات ضئيلة الحجم كان لغزا، لكن العلماء استطاعوا حله.

يملك الثقب الأسود في مركز المجرة "VUCD3" كتلة تعادل 4.4 ملايين شمس، وهذه كتلة ضخمة بالنسبة إلى مجرة ضئيلة الحجم، وتعادل نحو 13% من الكتلة الإجمالية للمجرة، علما أن كتلة شمسنا تعادل 330 ألف مرة كتلة الأرض.

أما الثقب الأسود في مركز المجرة "M59cO" فهو أكبر، حيث تبلغ كتلته نحو 5.8 ملايين شمس، وتعادل نحو 18% من الكتلة الإجمالية للمجرة.

وكان على الباحثين استخدام تقنية تدعى "البصريات التكيفية" للحصول على رؤية واضحة للمجرتين القزمتين، حيث أتاحت لهما مشاهدة أن النجوم المركزية في المجرتين القزمتين تحركت أسرع بكثير من تلك النجوم على أطراف المجرتين، وفي هذا إشارة إلى وجود ثقب أسود.

وجاء حل اللغز عند النظر إلى المكان الذي تقع فيه المجرتان، فالمجرة "VUCD3" تدور حول المجرة الكبيرة "M87″، والمجرة "M59cO" تدور حول المجرة الكبرى "M59″، ويعتقد أن هاتين المجرتين الكبيرتين تجردان المجرات الصغرى من نجومها أثناء غوصها لتعبر من الكتلة المركزية للمجرة الكبرى.

ويعتقد العلماء أن هذا الأمر لعب دورا كبيرا في تقليص عدد النجوم في المجرتين القزمتين، تاركا مجموعة أقل من النجوم تدور حول الثقب الأسود الهائل في مركز كل مجرة.

المصدر : مواقع إلكترونية