تعلم الآلة وتحليل البيانات في سلسلة ندوات بالدوحة

اختتمت مساء الاثنين في العاصمة القطرية الدوحة سلسلة من الندوات حول تعلم الآلة وتحليل البيانات، شارك فيها متخصصون من معهد قطر لبحوث الحوسبة وشركة بوينغ الأميركية لصناعة الطيران وجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، وجامعة كارنيجي ميلون، وشركة مايكروسوفت الأميركية.

واستعرض المتحدثون في الندوة نماذج تطبيقية عديدة لإمكانات تعلم الآلة التي تعد أهم عناصر الذكاء الاصطناعي، كما استعرضوا العقبات التي تقف في طريق تقدم هذه التقنية.

واستهل الخبير في تعلم الآلة دراغوس مارغينينتو من بوينغ الندوات بالحديث عن الوضع الحالي للذكاء الاصطناعي والرؤية المستقبلية لتطوره، وقال إن الذكاء الاصطناعي هو تلك الأنظمة التي تتعلم وتفسر وتتصرف وتفهم وتأتي بنتيجة جيدة، ووضع أربعة أنواع له، وهي "المهام الإدراكية" و"المهام المنطقية" و"الذكاء العاطفي" و"الذكاء الاجتماعي".

كما تحدث مارغينينتو عن أبرز استخدامات تعلم الآلة حاليا، وهو التعرف على محتوى الصور، وعن النجاح الكبير الذي يحققه الذكاء الاصطناعي سنة بعد أخرى، رغم إشارته إلى أننا لم نصل بعد إلى مرحلة الذكاء القادر على تولي المهام المتغيرة الذي يستطيع تولي أهداف متعددة ويكون منخفض التكلفة.

بدوره تحدث الخبير رامايا كريشان من جامعة كارنيجي ميلون عن قدرات الذكاء الاصطناعي في الاستشعار الذكي والتفسير المنطقي واتخاذ القرارات، سواء في مجالات البيئة أو الاستجابة السريعة في أوقات الكوارث أو الرعاية الصحية الذكية أو المجالات الاجتماعية.

تساؤلات
وطرح كريشان ثلاثة تساؤلات لمشاكل تم توظيف تعلم الآلة والذكاء الاصطناعي بنجاح لتجاوزها، وهي: "هل بإمكان الإعلان أن يستند إلى مسارات الجوال للمتسوق داخل مراكز التسوق الكبرى؟" و"هل تساعد إضافة الفيديو عند الطلب كقناة للمشاهد في تخفيف قرصنة الأفلام والمسلسلات؟" و"كيف يمكن لشركات خدمات النقل توفير سيارات الأجرة في المكان والزمان المناسبين استنادا إلى بيانات الجوال؟"

أما رايدي ستانوجيفيك من معهد قطر لبحوث الحوسبة فتحدث عن الاستفادة من تعلم الآلة في أعمال شركات التأمين على السيارات في تقييم المخاطر وكيفية استخدام البيانات لمنع الحوادث.

وتحدث برنارد غانم من جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية عن توظيف تعلم الآلة في فهم الأنشطة البشرية المتعددة ضمن مقاطع الفيديو المختلفة، وتوظيف ذلك سواء في أنظمة المراقبة الأمنية أو الروبوتات الشخصية أو حتى المركبات ذاتية القيادة.

وقال غانم إن العقبة الرئيسية أمام هذا النوع من التقنية هو الكم الهائل من مقاطع الفيديو التي يجب معالجتها، والعدد الكبير كذلك من الأنشطة البشرية التي يتوجب على الذكاء الاصطناعي فهمها، وعدم كفاية نماذج البيانات التدريبية لتدريب الآلة.

وفي المجال ذاته تقريبا تحدث جاك جورغنسن من بوينغ للأبحاث والتقنية عن استخدام تعلم الآلة في التحليل فائق الطيفية للصور، الذي يعني القدرة على تمييز ما هو أكثر من المدى المرئي للضوء وتقسيم المجال الكهرومغناطيسي إلى مئات من الحزم الضيقة.

وقال جورغنسن إن فوائد هذه التقنية تكمن في استشعار مكونات الصور عن بعد مثل أماكن النفط والغاز والمواقع العسكرية والمدنية والمناجم والكوارث والزراعة وحماية البيئة، لكنه أشار إلى العوائق التي تقف في طريق هذه التقنية، مثل عدم وجود مخزون بيانات عام للأبحاث، والتكلفة العالية لجمع البيانات، وتعقيد عملية المعالجة، والكم الهائل من البيانات التي يجب تحليلها.

ومن مايكروسوفت تحدث مدير علم البيانات جاكوب سبولسترا عن منصة ويندوز السحابية "أزورا" وكيفية توظيفها في حلول الأعمال الذكية، مشيرا إلى الكم الهائل من البيانات التي يتم تداوله يوميا عبر الإنترنت، وانتشار تقنية التعلم العميق في مختلف المجالات، مثل تمييز الصور والطب والترفيه والأمن والسيارات ذاتية القيادة.

نظارة لفاقدي البصر
وعرض سبولسترا نماذج من تطبيقات عملية للذكاء الاصطناعي مثل "روبوت الدردشة" لشركة مايكروسوفت والمساعد الصوتي الذكي "كورتانا"، وكذلك نظارة لفاقدي البصر يمكن لها بضغطة زر إعلام الضرير بما يراه حوله، حيث تستطيع تمييز مختلف الأشياء ووصفها له.

كما تحدث فيردا أوفي من معهد قطر لبحوث الحوسبة عن منصة "الذكاء الاصطناعي للاستجابة الرقمية"، وهي منصة مجانية مفتوحة المصدر لتصفية وتصنيف صور وسائل التواصل الاجتماعي المتعلقة بالحالات الطارئة مثل الكوارث.

وختم عبد القادر بقاق من معهد قطر أيضا سلسلة الندوات بالحديث عن أنظمة النقل المتعدد في قطر المتمثلة في الحافلات وقطارات الأنفاق، وقال إن الدوحة من أسرع المدن نموا في العالم، وهي تشهد مشكلات في شبكة النقل العام نتيجة النمو الكبير في عدد المركبات.

وأشار إلى أن هناك حاجة لتطوير إطار عمل حاسوبي لتحقيق فهم أفضل وتوقع أنماط الحركة في مدينة الدوحة، خاصة خلال الفعاليات الكبرى مثل كأس العالم 2022.