هل تسيطر الصين على صناعة الطائرات بدون طيار؟
أدى التطور في صناعة التقنيات الحديثة وانخفاض تكاليف إنتاجها إلى انتقال الطائرات بدون طيار من المطارات العسكرية وشركات الإنتاج السينمائي إلى أيدي المستخدمين العاديين والوكالات الخاصة والحكومية.
وفي الأعوام القليلة الماضية، أصبح من المألوف استخدام الطائرات بدون طيار من قبل هواة التصوير وفي عمليات الإنقاذ والإحصائيات الجغرافية والاستقصاء البيئي.
فخلال العقود الثلاثة الأخيرة، وبشكل تدريجي، لم يعد وجود الطائرات بدون طيار محصورا بالمختبرات المتطورة التابعة للقوات المسلحة والجامعات، بل بدأ المدنيون باستثمارها لأغراض مختلفة.
إن تضاعف اهتمام المستخدم العادي باقتناء الطائرات بدون طيار يعني بالنسبة لكثير من المراقبين أن سوق هذه الطائرات على وشك التحليق، وبشكل مشابه لسيطرة الصين على صناعة العديد من المنتجات التقنية، ينتظر أن تحكم شركاتها سيطرتها على هذا السوق، مثل "دي جيه آي إنوفيشنز" و"إكس أير كرافت" و"إيانغ تكنولوجي".
دي جيه آي
وتركز "دي جيه آي" على تطوير الطائرات بدون طيار المزودة بكاميرات قادرة على التقاط الفيديو عالي الدقة والصور اللازمة للاستخدامات التجارية، وطرحت هذه الشركة نماذج لطائرات بسعر أقل من ألف دولار أميركي للطائرة، يمكن التحكم بها باستخدام الهاتف الذكي والحاسوب اللوحي.
وقد تضاعفت مبيعاتها بشكلٍ مفاجئ، فمنذ أن كشفت الشركة عن مبيعات بنصف مليون دولار عام 2010 حلقت مبيعاتها عام 2013 لتصل إلى 129 مليونا، وأعلنت أنها تزود 70% من مستخدمي الطائرات بدون طيار المدنية حول العالم، ومن المتوقع أن تصل عائداتها من المبيعات هذا العام إلى ما يقارب المليار دولار.
ووفقاً للشركة، تستخدَم منتجاتها في قطاعات متنوعة تشتمل على الإنتاج السينمائي والتصوير والزراعة والطاقة والإعمار وحماية الحياة البرية وغير ذلك.
إكس أير كرافت
أما "إكس أير كرافت" المنافسة فقد أسسها عام 2007 التقني السابق في مايكروسوفت "بينغ بين" بغرض توفير طائرات بدون طيار قادرة على تقديم خدماتها في مجال الزراعة، وقد بدأت الشركة منذ عام 2011 بطرح طرازات قادرة على رش المبيدات الحشرية.
وتعمل تلك الطائرات أيضا في مجال توصيل الطرود البريدية، فوفقا لـ غونغ كين أحد مؤسسي الشركة، تقوم طائراتها بخمسمئة رحلة يوميا في مدينتي "هويزهاو" و"دونغوان" الصينيتين.
وفي الحقيقة، فقد بدأ استخدام الطائرات بدون طيار لأغراض إحصائية وفي تشكيل الخرائط بالصين منذ ثمانينيات القرن الماضي، إلا أنها لم تصل إلى أيدي المستخدم العادي إلا قبل بضع سنوات، وتحديدا منذ عام 2011.
ازدهار واسع
ونظرا لانخفاض تكاليف التصنيع، وانتشار الهواتف الذكية، يشهد سوق الطائرات بدون طيار هذه الأيام ازدهارا واسعا بالصين، ويطرح "غونغ" مثالا على ذلك بانخفاض تكلفة الوحدة الإلكترونية المسؤولة عن تحديد موقع الطائرة من أربعمئة إلى أربعة دولارات بالآونة الأخيرة.
ووفقا لـ غونغ فإن ارتفاع تكاليف الأيدي العاملة يساعد أيضا على دعم انتشار الطائرات بدون طيار، حيث توفر هذه الطائرات بدائل منخفضة التكلفة يمكن لشركات الشحن الاعتماد عليها في توصيل الطرود البريدية عوضا عن توظيف الكادر البشري.
وعلى الرغم من الإقبال الشديد على الطائرات بدون طيار المدنية، فإنها ما تزال تعاني من بعض المشاكل المتعلقة بعمر البطارية والتحكم وتقنية الاتصال، لذلك فقد بدأ مصنعوها بالتركيز على تزويدها بتقنيات أكثر تطورا، إلى جانب جعلها أخف وزنا، وأصغر حجما.
ويرى بعض الخبراء في صناعة الطائرات بدون طيار أن المستقبل سيشهد وصول طائرات ذكية، يمكن تشبيهها بروبوتات طائرة، حيث يمكنها تنفيذ مختلف المهام المعقدة أثناء تحليقها.