عالم جزائري يطالب بحماية المخترعين ودعمهم ماديا

الدكتور لوط بوناطيرو رئيس الجمعية الجزائرية للإبداع والبحث العلمي يحصد عشر جوائز بمعرض سيول للإبداع والاختراعات.jpg
عبر بوناطيرو عن أسفه لأن الدولة لم تلتفت لاختراعاته (الجزيرة نت)

أميمة أحمد-الجزائر

لا يزال البحث العلمي والاختراع في الوطن العربي يعاني التهميش وقلة الدعم والتمويل رغم التقدم الحاصل في هذين المجالين بالدول المتقدمة، هذا ما أكده المخترع د. لوط بوناطيرو (رئيس المنظمة الوطنية للإبداع والبحث العلمي بالجزائر) الذي تضم منظمته زهاء 130 مخترعا، ونال مؤخرا عشر جوائز عالمية من معرض دولي للاختراعات.

وطالب بوناطيرو، خلال مقابلة أجرتها معه الجزيرة نت، بتمكين المخترعين من تمويل مشاريعهم من صناديق الزكاة لوفرة المال فيها، على حد تعبيره، ودعا علماء الدين لإصدار فتاوى لتمويل الاختراعات من أموال المسلمين "فكما نبني المساجد والمشافي للمجتمعات الإسلامية نبني لهم ما هو علمي يفيدهم في حياتهم".

وطالب المخترع الجزائري بقانون لحماية المخترعين وتوفير الرعاية الصحية والضمان الاجتماعي لهم، كي لا تسرق اختراعاتهم على غرار ما حصل مع مخترع جزائري يقيم بفرنسا تعرض لمحاولة اغتيال عندما دهموا منزله وسطوا على اختراعه "البطاقة البيومترية " التي أصبحت مشروعا دوليا لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، بينما هُمش صاحب الفكرة ولا يجرؤ على المطالبة ببراءة اختراعه.

شارك بوناطيرو، إلى جانب 450 مخترعا من دول العالم، في "معرض الاختراعات الدولي" الذي جرت فعالياته بالعاصمة الكورية الجنوبية سول خلال الفترة من 28 نوفمبر/تشرين الثاني وحتى الثاني من ديسمبر/كانون الأول الجاري، وحصل على عشر جوائز عن اختراعين تقدم بهما هما "البنيان المرصوص" و"الساعة الكونية" وذلك من بين 750 اختراعا عرضت هناك.

وأوضح أن فكرة اختراعه الأول "البنيان المرصوص" جاءت بعد تأمله الحديث النبوي الشريف "المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا" وذلك خلال بحثه -عقب زلزال بومرداس عام 2003 الذي راح ضحيته زهاء ألف شخص وحدث تدمير كبير بالمدينة- عن وسيلة تحُد من انهيار المباني عند حدوث زلزال.

ويعتمد البناء المرصوص -وفق المخترع- على عناصر ثلاثة هي الشكل الهندسي (مربع أو دائرة أو مثلث متساوي الأضلاع) وخلطة خاصة للأسمنت المسلح أطلق عليها اسم الأسمنت المدرع، واختيار مكان البناء، الذي يجب أن يكون بعيدا عن الأودية والمناطق الزلزالية.

بوناطيرو: الساعة الكونية ثورة في عالم الزمن منذ آدم (عليه السلام) إلى الآن (الجزيرة)
بوناطيرو: الساعة الكونية ثورة في عالم الزمن منذ آدم (عليه السلام) إلى الآن (الجزيرة)

الساعة الكونية
أما الساعة الكونية فهي تحدد -وفقا لبوناطيرو- التوقيت الصفري للزمن من خط مكة المدينة، الذي يتميز بأنه يتوسط اليابسة في قارات الكرة الأرضية، فضلا عن قدسية مكة التي تسمى أيضا "أم القرى" أي أم العالم، كما يرى المخترع الجزائري، إلى جانب كونها قديما مركزا للاقتصاد العالمي حيث كان يأتي إليها الناس "من كل فج عميق" ليبيعوا ويشتروا ويحجوا ثم يغادرون.

واعتبر بوناطيرو الساعة الكونية "ثورة في عالم الزمن منذ عهد نبي الله آدم عليه السلام إلى الآن" مؤكدا بأنها تُنافس توقيت غرينتش الذي يرى بأنه ليس عمليا وإنما فرضته الهيمنة البريطانية على العالم قبل قرنين.

وتأسف المخترع الجزائري لأن بلده لم تكترث باختراعاته ولا تشجع الاختراع والبحث العلمي بسبب وفرة الموارد النفطية، وفق رأيه، معتبرا بأن تراجع أسعار النفط مؤخرا نعمة وليس نقمة لأن الدولة ستضطر للاعتماد على قدراتها الذاتية من دون النفط.

ووجه بوناطيرو -عبر الجزيرة نت- نداء للقادة العرب والمسلمين لتأسيس مركز علمي عربي إسلامي، ينضوي تحت لوائه العلماء العرب والمسلمون، تنبثق عنه لجنة لتقييم مشاريع البحث والاختراع لتمويلها.

المصدر : الجزيرة