مواقع التواصل الاجتماعي.. إلى أين؟

طرح أسهم شركة فيسبوك في ناسداك
undefined

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أحمد دعدوش-الجزيرة نت

على الرغم من ارتفاع سقف التوقعات قبل طرح شركة فيسبوك خُمس أسهمها للاكتتاب في بورصة ناسداك يوم أمس، فإن إغلاق السهم عند 38.23 دولارا قد يبدو مخيبا للآمال لكونه لا يزيد كثيرا على سعر الاكتتاب البالغ 38 دولارا، مما يعيد إلى الأذهان العديد من التساؤلات بشأن مستقبل وسائل الإعلام الجديد.

وكانت فيسبوك قد بدأت أمس إحدى أكبر عمليات الاكتتاب الأولي بالأسهم في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية، وتفاءل بعض المحللين في أن يساهم ذلك في انتشال السوق الأميركية من ركودها الحالي، لكن آخرين لا يستبعدون أن يكون اكتساح وسائل الإعلام الجديد لأسواق الأسهم مجرد فقاعة قد تنفجر قريبا كما انفجرت فقاعة الدوت كوم عام 2000، حيث سجلت تراجعا بنسبة 80% بعد سنتين.

غموض اقتصادي
وتأتي هذه المخاوف في المقام الأول نتيجة استمرار المبالغة في تقييم القيمة السوقية لمواقع التواصل الاجتماعي، إذ تقدر هذه القيمة لكل من فيسبوك وتويتر بنحو خمسين ضعفا للدخل السنوي، كما اشترت شركة مايكروسوفت شركة سكايب بثمانية مليارات ونصف مليار دولار أي نحو عشرة أضعاف دخلها السنوي.

ومن أبرز الأدلة على هذه المخاوف إعلان شركة جنرال موتورز الثلاثاء الماضي عن وقف إعلاناتها في موقع فيسبوك، كما نصح عدد من المستشارين الاقتصاديين في وول ستريت بالتريث قبل شراء الأسهم.

وقد لا يبدو الأمر مستغربا عندما نعلم أن العدد المعلن لمشتركي فيسبوك -وهو تسعمائة مليون شخص- لا يمكن التحقق من صحته، لكن المتفائلين يتوقعون أن تلعب هذه المواقع دورا في أبحاث التسويق والتعرف على ردود أفعال الناس وتوجهاتهم وأذواقهم، فضلا عن انطباعهم عن المنتجات والخدمات من خلال تفاعلهم العفوي.

مخاوف اجتماعية

لعبت مواقع التواصل الاجتماعي دورا مهما في تغيير أسلوب الحياة العصرية، فهي تتيح للمشترك بناء شبكة علاقات اجتماعية واسعة عبر القارات دون قيود

ومن منظور اجتماعي، لعبت مواقع التواصل الاجتماعي دورا مهما في تغيير أسلوب الحياة العصرية، فهي تتيح للمشترك بناء شبكة علاقات اجتماعية واسعة عبر القارات دون قيود، كما تساعد على تقليص المسافة بين النخبة وعامة الناس نتيجة تأسيس الكثير من السياسيين والمشاهير صفحاتهم الخاصة على تويتر وفيسبوك. 

لكن تحول هذه المواقع إلى شركات اقتصادية عملاقة تجذب المعلنين وتطرح أسهمها للاكتتاب قد يجعلها عرضة لتقلبات الأسواق ويهدد مستقبلها ودورها في التواصل الإنساني.

وفي المقابل يرى البعض أن عدم استقرار العلاقات الاجتماعية عبر هذه الوسائل هو السبب الرئيس في ضبابية مستقبلها الاقتصادي، إذ تعلو أصوات النقاد منذ سنوات بسبب الآثار الاجتماعية والنفسية الناشئة عن بناء العلاقات بهذه الوسائل التي تتيح مجالا واسعا للتزييف والاحتيال.

ومن جهة أخرى، يتفاءل بعض الباحثين بقدرة الإنسان على التكيف مع هذه الوسائل في المستقبل القريب، وهو ما ينبئ بإعادة تشكيل الثقافة للتأقلم مع نمط جديد من العلاقات الإنسانية يتم فيه تطوير تصنيفات خاصة للأصدقاء.

وعلاوة على ما سبق، لا بد من الأخذ بعين الاعتبار وظائف أخرى مبتكرة لمواقع التواصل الاجتماعي مع تحولها إلى منابر سياسية وفكرية، فقد يلجأ إليها السياسيون في حملاتهم الانتخابية كما فعل الرئيس الأميركي باراك أوباما. وقد يلجأ لها المعارضون والثوار لتنظيم حراكهم السياسي والعسكري.

وتزداد نسبة الثقة بها كمصادر للأخبار عندما تدار صفحاتها من قبل صحفيين وناشطين موثوقين، فقد أصبح موقع تويتر مصدرا لوكالات الأنباء في اقتباس تصريحات المسؤولين وتقصي التطورات الميدانية في المناطق المشتعلة.

وإزاء كل هذه الوظائف والأدوار التجارية والسياسية والفكرية لمواقع التواصل الاجتماعي، لا بد أن تعود إلى الواجهة مجددا دراسات وتحقيقات عدة سبق أن اتهمتها ببيع بيانات مشتركيها لجهات استخباراتية وشركات تجارية، مما قد يزيد من غموض مستقبلها في المستقبل المنظور.

المصدر : الجزيرة