لاجئون بأولمبياد ريو.. عندما تتقزم الأحلام لحذاء

Athletes from South Sudan, part of the refugee athletes who qualified for the 2016 Rio Olympics, (L-R) Paulo Amotun Lokoro of 1500m, Rose Nathike Lokonyen of 800m, Yiech Pur Biel of 800m, Anjelina Nada Lohalith of 1500m and James Nyang Chiengjiek of 400m, pose for a photograph after a training session at their camp in Ngong township near Kenya's capital Nairobi, June 9, 2016. REUTERS/Thomas Mukoya
العداؤون الخمسة من جنوب السودان المشاركون في أولمبياد ريو كانوا يركضون بلا حذاء لعدة سنوات (رويترز)

لكل رياضي في أولمبياد ريو دي جانيرو قصة لمسيرة من التعب والأمل والبحث عن تمثيل بلاده في أبهى صور، والظفر بالذهب.

لكن رحلة فريق اللاجئين الذي يضم عشرة لاعبين تتخطى موضوع التمثيل والرياضة، فلهؤلاء "حكايات عن البقاء أحياء" في ظروف لا تعرف سوى طرق الموت.

وشكلت اللجنة الأولمبية أول فريق للاجئين (خمسة من جنوب السودان واثنان من سوريا واثنان من الكونغو الديمقراطية ورياضي من إثيوبيا)، في تاريخ الألعاب الأولمبية، واختير طبقا لبعض المعايير التي حددتها الاتحادات الدولية، ضمن برنامج تشرف عليه البطلة الأولمبية الكينية السابقة تيغلا لاوروب، أول عداءة أفريقية توجت بماراثون نيويورك.

أحد أعضاء الفريق روز ناثايك لوكونيان (23 عاما) من جنوب السودان فرت من الحرب الأهلية التي كانت تعصف ببلادها عندما كانت طفلة ونشأت في مخيم كاكوما للاجئين في شمال كينيا الذي يضم أكثر من 180 ألف مشرد.

وتقول إن بداية مسيرتها في الجري كانت في هذا المخيم، ولم تكن تملك مدربا أو ملابس رياضية أو حتى حذاء.

بور بيل (يسار) ولوكونيان ولوكورو في إحدى حصص التدريب في نيروبي (رويترز)
بور بيل (يسار) ولوكونيان ولوكورو في إحدى حصص التدريب في نيروبي (رويترز)

واكتشفتها مؤسسة لاوروب في 2015 بعد حلولها ثانية في سباق "10 كلم"، وعن هذه التجربة تقول لوكونيان إنها كانت مجرد مسابقة بين جميع اللاجئين، أغلبهم -وهي منهم- ركضوا حفاة، مسافة عشرة كيلومترات واحتلت المركز الثاني.

لكن الظروف تغيرت اليوم بعدما احتضنتها لاوروب وباتت تخضع مع أربع من مواطنيها لبرنامج تدريب لرفع مستواهم في العاصمة الكينية نيروبي.

بيل (يمين) ولوكورو بعد وصولهما لريو للمشاركة في الأولمبياد (رويترز)
بيل (يمين) ولوكورو بعد وصولهما لريو للمشاركة في الأولمبياد (رويترز)

أما مواطنها، ييش بور بيل، الذي فر من جنوب السودان قبل عشر سنوات بعدما فقد ذويه في الحرب ولجأ إلى المعسكر نفسه فقال إنه بدأ الركض في السباقات قبل عام فقط ولم يكن يملك حذاء رياضيا.

وأوضح أن جميع سكان المخيم يواجهون تحديات كثيرة، لأنه لا يوجد أي شيء حتى حذاء، ليس هناك ناد رياضي، والتمرين مستحيل لأن الجو حار معظم فترات اليوم.

زميله ومواطنه باولو أموتون لوكورو أكد كلامه، وأضاف أنه قبل التحاقه بمؤسسة لاوروب لم يكن يملك حذاء رياضيا، وتابع الآن "نتدرب بشدة حتى نرفع من مستوانا ونصبح رياضيين".

أما زميله في فريق اللاجئين الكونغولي بوبول ميسنغا الذي كان يبلغ التاسعة من عمره عندما فر من أعمال العنف التي تسببت في تمزيق بلده وفصله عن أُسرته ليهيم على وجهه ثمانية أيام في الغابة قبل إنقاذه ونقله إلى مركز للاجئين في العاصمة كينشاسا.

وفي المركز عرف رياضة الجودو وحقق فيها تقدما سريعا لدرجة فاختير لتمثيل الكونغو الديمقراطية في بطولات عالمية بالبرازيل.

المصدر : الصحافة البريطانية + وكالات