سباقات الهجن بقطر.. شغف بملايين الدولارات

سباقات الهجن بقطر .. إرث تخطى حاجز الزمن
سباقات الهجن استقطبت المزيد من الاهتمام في السنوات الأخيرة (الجزيرة نت)

عماد مراد-الدوحة

يقضي مدرب الإبل محمد خالد العطية معظم وقته بينها في مراحل تدريبها المختلفة قبل سباقات الهجن، ويرى أن شعوره عند فوز هجن تدربت على يده في أحد السباقات المهمة في قطر كشعور أب فرح لتفوق نجله بعد رحلة من التعب والمشقة.

ويجهز مدرب الهجن (ويسمى المضمر) إبله للمشاركة في السباقات على مراحل؛ أولاها ترويض الهجن وتعويدها على الانصياع للأوامر، وآخرها تدريبها على الجري السريع في المضمار.

ويرى العطية أن الوظيفة التي يقوم بها لا تستهدف الربح، بل إن هدفها هو الحفاظ على رياضة الهجن التي تعد إرثا من الأجداد وجزءا من المستقبل يعكس تراث قطر وماضيها، لافتا إلى أن الإبل قديما كانت العمود الفقري للحياة في المأكل والمشرب والملبس، والآن لا بد من رد الجميل لها عبر الاهتمام والتكريم.

ويضيف العطية أن مهنة المضمر تحتاج إلى صبر طويل ومراحل متعددة وشاقة من أجل أن تكون المطية جاهزة للتسابق، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن الهجن تربطها بصاحبها علاقة قوية، خاصة وقت التسابق حين تبذل جهدها من أجل تنفيذ أوامره، حتى إن حالتها تسوء إذا ابتعد صاحبها عنها، وقد تصل إلى النفوق في حال غيابه عنها لفترة طويلة.

سباقات الهجن في قطر بدأت بشكل أهلي في الأعياد الوطنية ومناسبات الزواج، مصحوبة باستعراضات من الفنون الشعبية والبدوية، ثم اعتُمدت سباقا رسميا في عام 1972 بمنطقة الشيحانية، وتطورت حاليا لسباقات ومهرجانات متعددة بجوائز خيالية لأصحاب المراكز الأولى.

‪سباقات الهجن لم تتأثر بالحصار المفروض على قطر‬ (الجزيرة نت)
‪سباقات الهجن لم تتأثر بالحصار المفروض على قطر‬ (الجزيرة نت)

قال العطية للجزيرة نت إن سباقات الهجن تزدهر من عام إلى آخر، ولم تتأثر بتاتا بأزمة الحصار، وأشار إلى أن سوق مبيعات الهجن في قطر شهدت ارتفاعا جنونيا في ظل زيادة أعداد المشاركين، والإقبال الكبير عليها.

واتفق عبد الله الكواري نائب رئيس اللجنة المنظمة لسباق الهجن بقطر مع تأكيدات العطية بعدم تأثر سباقات الهجن في قطر بأزمة الحصار.

وأوضح الكواري أن السباقات شهدت تطورا رغم الحصار، وقال إن السباقات القطرية هذا الموسم شارك فيها كما هو معتاد هجن من دول الكويت وعمان والسعودية بشكل رسمي، في حين شارك ملاك من الإمارات بشكل غير رسمي بأسماء قطرية مستعارة.

وقال للجزيرة نت إن مكانة الإبل عند القطري أكبر من كونها أداة في سباق، وارتباط كل قطري وخليجي بالإبل لا يتغير مع الزمن، فهي جزء من تراث هذه المنطقة وتاريخها.

الإقبال على السباقات رفع أسعار الهجن إلى مستويات قياسية (الجزيرة نت)
الإقبال على السباقات رفع أسعار الهجن إلى مستويات قياسية (الجزيرة نت)

وأضاف الكواري أن الحكومات الخليجية التي تعيش في فترة رفاهية حاليا اهتمت كثيرا بالمحافظة على رياضة الهجن، ونظمت لها منافسات سواء على مستوى المزاين (مسابقات لاختيار الأجمل من الإبل) أو السباقات، معتبرا أن إقبال القطريين على المشاركة في سباقات الهجن جزء من المحافظة على التراث، حيث يوجد حاليا قرابة 1600 مشارك في السباقات وحوالي 40 ألف مطية.

وأكد الكواري أن المشاركين في سباقات الهجن حاليا ينقسمون إلى فئتين؛ الأولى القبائل المتخصصة في الهجن التي توارثت هذه الرياضة أبا عن جد، والثانية فئة غير متخصصة لكنها انجذبت لها حبا في الرياضة أو حبا في الاستثمار سواء من الحضر أو البادية في ظل المبيعات الضخمة للإبل هذا الموسم، مشيرا إلى أن إحدى المطايا بيعت مؤخرا برقم خيالي بلغ 10 ملايين ريال قطري (نحو 2.7 مليون دولار).

وأشار إلى مساع قطرية لنشر رياضة سباقات الهجن في العالم بصورة مماثلة لسباقات الخيل العربية، مؤكدا أن سباقات الهجن ستحصل قريبا على المكانة التي تستحقها عالميا.

المصدر : الجزيرة