كوريا الشمالية تبحث عن "ميسي كوري"

Football Soccer - North Korea v Philippines - World Cup 2018 Qualifier - Rizal Memorial Stadium, Manila, Philippines - 29/3/16. North Korea (red) and Philippines players jump for the ball during the match. REUTERS/Romeo Ranoco
كوريا الشمالية لا تنافس على إحدى بطاقات القارة الآسيوية لمونديال روسيا (رويترز)

يبدو أن القائمين على كرة القدم في كوريا الشمالية تخطوا الخط الرفيع الذي يفصل بين الأحلام والأوهام ووضعوا لأنفسهم هدف إنتاج لاعبين أفضل من نجم برشلونة وقائد الأرجنتين ليونيل ميسي وتكوين منتخب باستطاعته الهيمنة على اللعبة عالميا.

ومن أجل تحقيق هذا الهدف أنشأت السلطات عام 2013 أكاديمية "بيونغ يانغ" الدولية لكرة القدم ووضعت إستراتيجية تدريبية باستطاعتها الارتقاء بمستوى اللاعبين لتصل بهم إلى مستوى يجعلهم ينافسون أفضل لاعبي العالم، وذلك بحسب ما يؤكده مدرب الأكاديمية الذي يرى أن السماء هي الحدود فيما يخص طموحات بلاده الكروية.

ومن المؤكد أن الأهداف التي وضعتها كوريا الشمالية غير واقعية خصوصا أن منتخبها لم يشارك في كأس آسيا سوى أربع مرات وودع النسختين الأخيرتين من الدور الأول (2011 و2015) كما أنه غاب عن النسخة الاخيرة من كأس العالم التي عاد إليها عام 2010 وللمرة الأولى منذ 1966 لكنه خرج أيضا من الدور الأول، وخرج أيضا من دائرة المنافسة على إحدى بطاقات القارة الآسيوية لمونديال روسيا 2018.                

وما زال منتخب كوريا الشمالية المعروف بـ"تشوليما" نسبة لحصان خرافي مجنح يرمز للقوة والسرعة في كوريا الشمالية، يحلم أن يعود بالزمن لعام 1966 حين فاجأ العالم بوصوله لربع نهائي مونديال إنجلترا على حساب إيطاليا.

وكان "تشوليما" قريبا جدا من تحقيق المفاجأة الكبرى والوصول لنصف النهائي بعدما تقدم على البرتغال بثلاثية نظيفة إلا أن الأسطورة أوزيبيو ورفاقه انتفضوا بعدها وقلبوا تخلفهم لفوز.

ووسط هذه المعطيات، يبدو من الصعب جدا على هذا البلد الذي يحتل المركز 126 في تصنيف الاتحاد الدولي (فيفا) أن يحقق الأهداف التي وضعتها الأكاديمية والسلطات وهذا ما أكده المدرب النرويجي للمنتخب يورن أندرسن الذي استلم منصبه في مايو/أيار الماضي.

‪شابات كوريا الشمالية فزن بلقب كأس العالم تحت 17 عاما الشهر الماضي‬ (رويترز)
‪شابات كوريا الشمالية فزن بلقب كأس العالم تحت 17 عاما الشهر الماضي‬ (رويترز)

وأقر أندرسن بصعوبة أن تخرج الأكاديمية لاعبا بمستوى ميسي "لكن يمكنها تخريج لاعبين جيدين على صعيد آسيا".

وأوضح المدرب النرويجي (53 عاما) "نملك كثيرا من اللاعبين الموهوبين لكنهم مضطرون إلى البقاء دائما داخل البلاد، ليس بإمكان كوريا الشمالية التقدم في حال لم تحتك بالفرق الأجنبية"، ويتذمر أندرسن أن "لاعبي المنتخب الوطني موجودون معي دائما لكنهم لا يلعبون المباريات وكل ما نقوم به هو التمارين".                 

ولا تشارك الأندية في المسابقتين القاريتين (دوري الأبطال وكأس الاتحاد الآسيوي) والدوري المحلي لا يشارك فيه سوى 11 فريقا فقط والحضور الجماهيري متواضع جدا إذ لا يتجاوز عدد المتفرجين ثلاثمئة مشجع في المباراة الواحدة.

 لكن المشاكل لا تنحصر بهذا الأمر فحسب بل تواجه اللعبة أزمات متلاحقة، فالمنتخب الوطني للسيدات حرم من المشاركة في كأس العالم العام الماضي بسبب سقوط خمس من لاعباته في فحص للمنشطات خلال نسخة 2011.

والأسبوع الماضي غرم حارس منتخب دون 16 عاما جانغ بايك هو وأوقف لمدة عام بعد تسببه عمدا باهتزاز شباكه من ركلة مرمى نفذها نظيره في المنتخب الأوزبكستاني في حادث ضجت به مواقع الإنترنت حول العالم.

وهناك عائق آخر يقف في وجه تقدم اللعبة في كوريا الشمالية يرتدي طابعا سياسيا بسبب العقوبات المفروضة على البلاد نتيجة تجاربها النووية.

ففي مارس/آذار الماضي، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) حجب 1.7 مليون دولار كانت مخصصة لمشاريع تطوير اللعبة في البلاد بسبب العقوبات السويسرية ضد بيونغ يانغ.

وفي مايو/أيار الماضي، أثار البرلمان الإيطالي مسألة وجود لاعب كوري شمالي في فريق الشباب لنادي فيورنتينا، متحدثا عن إمكانية حصول انتهاك للعقوبات المفروضة على بيونغ يانغ لأن السلطات الكورية الشمالية قد تحصل على الراتب الذي يتقاضاه من الفريق الإيطالي، ولهذا اضطر اللاعب إلى ترك الفريق في يوليو/تموز الماضي.

المصدر : وكالات