"المدرجات شيك وحضارية".. هذه هي أسباب غلاء أسعار تذاكر أمم أفريقيا

Soccer Football - African Nations Cup Qualifier - Egypt v Niger - Borg El Arab Stadium, Alexandria, Egypt - September 8, 2018 Egypt fans look through binoculars before the match REUTERS/Amr Abdallah Dalsh

خالد المصري–القاهرة

"هذا ليس قرار اللجنة المنظمة فحسب، بل قرار الدولة"، هكذا رد المدير التنفيذي لبطولة الأمم الأفريقية 2019، محمد فضل، على سؤال حول أسعار تذاكر البطولة "المبالغ فيها".

وقال فضل -في تصريحات خاصة لـ"الجزيرة نت"- إن "البطولة يجب أن تكون لها أسعار مناسبة للتذاكر الخاصة بها من حيث السعر العالمي، وإن هذا قرار الدولة وليس قرار اللجنة المنظمة".

وأضاف "يجب أن تكون الأسعار أيضا ملائمة لكل فئات القارة وليس الشعب المصري فقط، لأن هناك رعاة للبطولة، ولو تم بيع التذاكر بسعر قليل، فلن يدفعوا المبلغ المطلوب في حدث بهذا الحجم.. اللجنة قامت بتحقيق التوازن في هذا الملف".

بدوره، أوضح مصدر أمني مسؤول -رفض نشر اسمه- أن الأسعار المبالغ فيها جاءت بأوامر مباشرة من مؤسسة الرئاسة التي أكدت أنها أسعار عادلة بمعطيات السوق المصري.

undefined

وأوضح "رصدت الحكومة المصرية سفر ما يقرب من 17 ألف مصري إلى روسيا في عام 2018، لمشاهدة مباريات منتخب مصر، وبالتحديد مباراة مصر وروسيا في مدينة سان بطرسبرغ، وبلغ أقل سعر للتذكرة في المباراة ألفي جنيه، بخلاف تذاكر الطيران والإقامة".

وتابع "أسعار التذاكر في مستوى مقبول لدى بعض المشجعين، الذين ترغب الدولة المصرية في حضورهم، حيث يرغب المسؤولون في ظهور المدرجات بشكل شيك وحضاري عن طريق دخول الأغنياء فقط، وأصحاب الدخول المرتفعة".

ولفت المصدر الأمني إلى أن الحكومة المصرية رصدت أيضا إقبال الجماهير على شراء التذاكر من السوق السوداء، حتى إن وصلت لأسعار غير معقولة، كاشفا أن أسعار تذاكر مباريات منتخب مصر في 2006 وصلت إلى خمسمئة جنيه في السوق السوداء، ومباراة مصر والجزائر 2009 في تصفيات كأس العالم وصلت إلى ألف جنيه.

وتابع أن "الحكومة المصرية تلقت تعليمات رئاسية بأن تكون الأسعار غالية (مرتفعة) طالما لن تكون هنا رقابة قوية للسوق السوداء، وبدلا من دفع الجماهير الأموال للسوق السوداء، فخزينة الحكومة أولى بها، فالتذكرة في 2006 كانت بعشرين جنيها أي ما يقرب من أربعة دولارات (آنذاك)، والتذكرة في 2019 ستكون بحوالي 11 دولارا" (نحو 200 جنيه).

وكشف المصدر الأمني أن الحكومة ما زالت متخوفة من تحويل المدرجات إلى ساحة للهتافات السياسية، حيث ستقوم الحكومة برفع أسعار المحروقات مرة أخرى، ومن المتوقع أن يكون في نهاية شهر رمضان المبارك وقبل بدء إجازة عيد الفطر، وهو ما تخشى منه الحكومة بأن يتم الهتاف ضدها وضد مؤسسة الرئاسة وزيادة الغضب الشعبي.

وأثار هذا الإعلان الجدل بين الجماهير المصرية، التي عبرت عن غضبها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، مما دفع هاني أبو ريدة رئيس الاتحاد المصري ورئيس اللجنة المنظمة بالإعلان عن اللجنة تقوم حاليا بمراجعة أسعار تذاكر المباريات بما يحقق أهم أهداف تنظيم البطولة بعودة الجماهير بشكل كامل إلى المدرجات، موضحا أن "تلك المراجعة تستهدف بالأساس تذاكر الدرجة الثالثة بالنسبة لمباريات المنتخب الوطني بما تمثله من عصب جماهيري مهم للمنتخب والبطولة، إضافة إلى أسعار تذاكر المجموعات الأخرى".

undefined

وعقب هذا الجدال، تواصلت "الجزيرة نت" مع مصدر مسؤول داخل وزارة الشباب والرياضة الذي أكد أن هناك استقرارا على الأسعار الجديدة وستكون كالتالي:

بالنسبة لمباريات منتخب مصر ستكون 200 جنيه للدرجة الثالثة، لكن للشباب أقل من 25 سنة وطلبة الجامعات 100 جنيه، و400 جنيه للدرجة الثانية، و600 جنيه للدرجة الأولى، و500 جنيه للدرجة الأولى علوي، و2500 جنيه للمقصورة الرئيسة.

وفي المباريات التي لا يكون المنتخب المصري طرفا فيها ستكون التذكرة بـ 100 جنيه للدرجة الثالثة، و300 جنيه للدرجة الثانية، و500 جنيه للمقصورة الرئيسة، لكن يسمح لك بحضور مباراتين بالتذكرة نفسها، في يوم واحد وعلى الملعب نفسه.

بدوره أعلن أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، أنه يعمل على حل أزمة أسعار تذاكر مباريات البطولة، حيث أصدر بيانا رسميا قال فيه إنه أجر اتصالا بأبو ريدة، واتفق معه على إعادة تقييم تلك الأسعار وتخفيضها بما يلائم امكانيات جماهير الكرة المصرية والتي غالبيتها من الشباب، وبالشكل الذى يظهر صورة مصر الحضارية، موضحا بأنه سوف يتم حسم الأمر ووضع مصلحة جماهير مصر فوق كل اعتبار وخلال الساعات القادمة سيتم حل تلك الازمة والتي ستأتي في الصالح العام.

المصدر : الجزيرة