تحليل مباريات ذهاب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا

4 فرق بينها أرسنال أخفقت في التسديد بين الخشبات الـثلاث في ذهاب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا (رويترز)

6 انتصارات وتعادلان في 8 مباريات، كانت حصيلة ذهاب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، ولم تكن هذه المباريات غزيرة الأهداف إذ سجل 14 هدفا وهذه عادة المباريات الإقصائية التي يسيطر عليها الحذر واللعب من دون أخطاء.

وأكثر مباراة شهدت أهدافا كانت مواجهة مانشستر سيتي الإنجليزي ومضيفه كوبنهاغن الدانماركي (4 أهداف)، وذلك نظرا لفارق المستوى وجودة اللاعبين وخبرة وشخصية البطل والتي تصب كلها لصالح مانشستر سيتي.

ورغم تسجيل الفريق الدانماركي، مفاجأة دور المجموعات بتأهله لثمن النهائي متفوقا على فريقين كبيرين في أوروبا هما مانشستر يونايتد وغلطة سراي، هدف التعادل في الدقيقة الـ34 فإن الفريق الإنجليزي كان مكتسحا على صعيدي الأرقام والأداء.

فأبناء غوارديولا استحوذوا على الكرة بنسبة 79% مقابل 21% لكوبنهاغن، كما أن الفريق الإنجليزي سدد 27 مرة على المرمى بينها 13 بين الخشبات الثلاث مقابل 4 تسديدات للفريق الدانماركي بينها تسديدة على المرمى جاء منها هدف كوبنهاغن الوحيد ومن خطأ ارتكبه البرازيلي إديرسون حارس مرمى السيتي.

فخطة 4-3-3 التي اعتمدها الدانماركي ياكوب نيستروب، لم تنفع مع الهجوم الكاسح والرسم التكتيكي لغوارديولا 4-2-3-1 ونجح الأخير في الخروج بنتيجة عريضة رغم تطور الفريق الدانماركي وأدائه الاستثنائي خاصة على أرضه وبين جماهيره.

الملكي يعاني

أما ريال مدريد ملك هذه البطولة، فعانى الأمرين ليتخطى مضيفه الألماني لايبزيغ، الذي يعاني في البطولة الألمانية، فاقتسم معه الاستحواذ على الكرة ولولا براعة الحارس الأوكراني أندري لونين في التصدي للكرات ومهارة الإسباني إبراهيم دياز في الهدف الذي سجله لكان الفريق الألماني خرج منتصرا أو على الأقل متعادلا وأجّل حسم التأهل لربع النهائي إلى ملعب "سانتياغو برنابيو".

وتشير الأرقام إلى أن أصحاب الأرض سددوا 14 مرة على مرمى "الميرنغي" منها 9 بين الخشبات الثلاث مقابل 15 تسديدة للريال منها 3 فقط بين الخشبات الثلاث، وجاء من إحداها هدف الفوز للفريق الإسباني.

والرقم المهم في هذه المباراة كان للحارس لونين الذي تصدى لـ9 كرات وهو رقم قياسي في تاريخ البطولة وكان نجم المباراة الفعلي رغم أن الجائزة ذهبت لدياز مسجل الهدف من مهارة فردية استثنائية.

واعتمد المدرب الألماني ماركو روز على خطة 4-2-2-2 وهي متوازنة تؤمن خط الدفاع ولكن بنفس الوقت في حالة الهجوم يكون هناك 4 لاعبين وأكثر في المقدمة، أما الإيطالي كارلو أنشيلوتي فلعب بالخطة المعتادة 4-3-1-2 وأشرك دياز مكان جود بيلينغهام المصاب، خلف البرازيليين رودريغو وفينيسيوس جونيور وحقق ما أراده بخروجه منتصرا من ملعب "رد بول آرينا".

تفوق باريسي

ونجح باريس سان جيرمان، في استغلال عاملي الأرض والجمهور وهزم ريال سوسيداد العنيد الذي حاول اقتناص التعادل بعدما نجح في الحفاظ على شباكه في الشوط الأول، ولكن النجم كليان مبابي والواعد برادلي باركولا كان لديهما رأي آخر وقادا الفريق الباريسي للفوز بهدفين دون رد.

وتشير الأرقام إلى أن "بي إس جي" استحوذ على الكرة بنسبة 62% مقابل 38%، والرقم الأهم كان أن سوسيداد أخفق  في تسديد أي كرة بين الخشبات الثلاث رغم أنه سدد 9 مرات على المرمى مقابل 14 تسديدة لسان جيرمان على المرمى، 6 منها بين الخشبات الثلاث.

وبخطة 4-3-3 التقليدية، استطاع الإسباني لويس إنريكي مدرب الفريق الفرنسي من السيطرة على المباراة وتحقيق الانتصار والتفوق التكتيكي على مواطنه إيمانويل إلغواسيل الذي اعتمد الرسم التكتيكي نفسه ولكن المهاجمين الثلاثة أخفقوا في تسديد أي كرة على الخشبات الثلاث.

مفاجأة لاتسيو

في المقابل فجر لاتسيو الإيطالي الذي يعاني محليا، المفاجأة الوحيدة في ذهاب ثمن النهائي بصعقه مضيفه بايرن ميونخ بهدف نظيف.

ولم يسرق الفريق الإيطالي الفوز لأنه كان الطرف الأفضل وهذا ما تؤكده الأرقام فهو ترك الاستحواذ (61% مقابل 39%) للفريق البافاري الذي لعب بـ10 لاعبين منذ الدقيقة الـ67، وركز على الفعالية في الأداء والنتيجة.

ورغم امتلاك البافاري الإنجليزي، هاري كين أحد أفضل وأخطر الهدافين في العالم، لم يسدد بايرن أي كرة بين الخشبات الثلاث من أصل 17 سددت على المرمى في المقابل سدد الفريق الإيطالي 11 مرة على المرمى، 4 منها بين الخشبات الثلاث.

وعرف الإيطالي ماوريسيو ساري، مدرب لاتسيو كيف يخرج فائزا أداء ونتيجة من مواجهة العملاق البافاري باعتماده خطة 4-3-3، تفوق فيها على رسم توماس توخيل التكتيكي 4-2-3-1 والذي فشل بشكل ذريع رغم اعتماده على كين كرأس حربة صريح و3 لاعبين من أصحاب النزعة الهجومية هم ساني ومولر وموسيالا ورغم كل هذه الترسانة فشل الجميع في تهديد مرمى الإيطالي إيفان بروفيديل ولو بكرة واحدة.

أتلتيكو العقيم

ولم يكن حال أتلتيكو مدريد، أفضل من حال بايرن، فهو أيضا فشل في تهديد مرمى السويسري إيان سومر حارس مرمى إنتر ميلان رغم تسديداته السبع على المرمى في المقابل كان إنتر الطرف الأفضل سيطرة واستحواذا بنسبة 56% مقابل 44% لأتلتيكو.

وسدد "النيراتزوري" 19 مرة على مرمى يان أوبلاك، 5 منها بين الخشبات الثلاث ومن إحداها جاء هدف الفوز الذي سجله ماركو أرناتوفيتش قبل 10 دقائق من نهاية المباراة مانحا للإنتر فوزا مستحقا أمام أبناء سيميوني الذين كانوا عاجزين عن المبادرة طوال وقت المباراة.

ولعب سيميوني إنزاغي برسم تكتيكي 3-5-2 سيطر من خلاله على خط الوسط وهدد بفضل الأرجنتيني لاوتارو مارتينيز (متصدر قائمة هدافي الدوري الأيطالي) والفرنسي ماركوس تورام في تهديد مرمى حارس "الأتلتي" في دقائق المباراة.

ولعب دييغو سيميوني بالرسم التكتيكي نفسه لإنزاغي، ولكنه فشل بشكل مطلق ولم يستطع السيطرة على خط الوسط أو الحفاظ عل نظافة الشباك، وأخفق -أيضا- أنطوان غريزمان وماركوس لورينتي في تهديد مرمى الإنتر.

تعادل عادل

والتعادل كان عادلا بين آيندهوفن وضيفه دورتموند رغم أفضلية نسبية في الاستحواذ للفريق الهولندي ولكن كان الفريقان متكافئين في كل شيء تقريبا وسجل كل فريق هدفا في شوطي المباراة وانتهت المباراة بالتعادل 1-1.

الهولندي بيتر بوس اعتمد على خطة 4-3-3 وحاول أن يخطف الفوز ويحافظ على نظافة شباكه واستثمار عاملي الأرض والجمهور ولكنه أخفق في الهدفين اللذين وضعهما نصب عينيه.

أما الكرواتي إدين تيرزيك، فلعب برسم تكتيكي 4-2-3-1 بمهاجم صريح هو نيكلاس فولكروغ بمهمة خطف الهدف والتراجع إلى الدفاع وكان له ما أراد عن طريق الهولندي دونيل مالين ولكن فشل في الحفاظ على الهدف ليخرج بتعادل ثمين من ملعب "فيليبس" ويؤجل الحسم إلى جحيم "سيغنال إيدونا بارك" في دورتموند".

لعنة الخشبات الثلاث

وبيدو أن لعنة الفشل في التسديد بين الخشبات الثلاث، انتشرت في ثمن النهائي فبعد سوسيداد بايرن وأتلتيكو مدريد، حطت رحالها في أرسنال الذي سدد 8 مرات على المرمى ولم ينجح في إصابته، في المقابل كان بورتو صاحب الأرض والضيافة واقعيا وخرج بالفوز بهدف في الوقت القاتل.

وترك الفريق البرتغالي الاستحواذ السلبي للفريق الإنجليزي (65% مقابل 35%) ولعب بتركيز حتى اللحظة الأخيرة من المباراة وآمن بحظوظه في الفوز وسجل له البرازيلي ويندسون جالينو هدفا رائعا في آخر دقيقة من الوقت البدل الضائع.

بخطة 4-2-3-1 لعب المدرب البرتغالي سيرجيو كونسيساو معتمدا على 4 أسلحة هجومية بحثا عن مفاجأة "المدفعجية" صاحب المركز الثاني في البريميرليغ ورغم أن المفاجأة جاءت متأخرة فإن كونسيساو نجح في إنهاء المهمة بفوز صعب وشاق ولكن مهم على العملاق الإنجليزي.

أما الإسباني أرتيتا -الذي خسر فريقه في أخر 5 مباريات إقصائية في البطولة القارية- فلعب بخطة تقليدية 4-3-3 وكان يريد أن يخرج بالتعادل من جحيم ملعب "دراغاو" وكان قاب قوسين أو أدنى من ذلك لولا الهدف القاتل لجالينو.

برشلونة التائه

وبتسديدة واحدة بين الخشبات الثلاث، نجح نابولي بفضل النيجيري فيكتور أوسمين في الخروج بالتعادل من مواجهة ضيفه برشلونة الذي كانت له أفضلية بسيطة في الاستحواذ 51% مقابل 49%.

ولكن الرقم المفاجئ كان تسديد البرسا 12 مرة على المرمى منها 6 بين الخشبات الثلاث ولكن رعونة مهاجمي البرسا وتألق الحارس الإيطالي أليكس ميريت بتصديه لـ5 كرات أسهما بنتيجة التعادل 1-1.

ولعب المدربان فرانشيسكو كالزونا وتشافي هيرنانديز بنفس الرسم التكتيكي 4-3-3 وكل مدرب -على ما يبدو- خرج راضيا عن التعادل، فمدرب البرسا أجل الحسم لكتالونيا والمدرب الإيطالي لم يخسر في أولى مبارياته مع الفريق بعد تعيينه قبل أيام.

المصدر : الجزيرة