لماذا تتكرر أخطاء الحكام الكارثية في الدوري الإنجليزي؟

دارين إنغلاند حكم تقنية الفار الذي تسبب في إلغاء هدف ليفربول الصحيح أمام توتنهام (غيتي)

كشف التسجيل الصوتي بين الحكام قبل إلغاء هدف ليفربول الذي تسبب في هزيمته أمام توتنهام بالجولة الماضية للدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم عن أحد أسباب الأخطاء التحكيمية الكارثية المتكررة في البريميرليغ.

ومنذ بداية الموسم الحالي لم تمر جولة من الجولات السبع للدوري الإنجليزي دون أخطاء تحكيمية بعضها غيّر نتائج المباريات، كما لم يتوقف النقد الذي وصل لحد الهجوم على قرارات الحكام من المدربين والأندية وآخرهم نادي ليفربول الذي أصدر بيانا رسميا تعليقا على إلغاء الحكم هدف لاعبه لويس دياز بداعي التسلل.

وفشلت تقنية حكم الفيديو المساعد (فار) في إلغاء القرار الخاطئ بعدم احتساب الهدف، مما دفع رابطة الحكام الإنجليزية إلى إصدار بيان أقرت فيه بصحة الهدف وألقت فيه باللوم على "خطأ بشري كبير"، كما تم إيقاف حكمي تقنية الفيديو المسؤولين عن الخطأ.

وقالت الرابطة إن إلغاء هدف ليفربول كان "خطأ حقيقيا واضحا. كان يجب احتساب الهدف بتدخل من حكم الفيديو المساعد".

وكشف التسجيل الصوتي بين الحكام أن حكم تقنية الفيديو كان يعلم أن الهدف صحيح لكنه لم يوضح لحكم الساحة ذلك، واكتفى بالقول إن "فحص الحالة انتهى مع عدم وجود تغيير على القرار" لأنه كان يعتقد أن الحكم احتسب الهدف، مع أن حكم الساحة سيمون هوبر أشار قبل مراجعة الفيديو بإلغاء الهدف بداعي التسلل.

ويعكس ذلك عدم تركيز حكام الفيديو جميعا فيما يحدث في الملعب مع أنه أولى مهامهم، وكان الضحية فريق ليفربول الذي أشار الحكم مجددا بإلغاء هدفه وبعدها تنبه حكم الفيديو بعد استئناف اللعب وطلب من الحكم تغيير القرار لكنه رفض مستندا إلى نص قانوني بأنه "يحق للحكم تغيير قراره طالما لم يستأنف اللعب"، أما في حال الاستئناف فلا يجوز العودة في القرار ولكن يمكنه تدوين ما حدث في تقريره.

وإلى جانب قلة التركيز أو فقدانه أحيانا هناك 4 أسباب أخرى لتكرار أخطاء الحكام في الدوري الانجليزي الذي يصنفه الكثيرون أقوى دوري في العالم وهي كالتالي:

حكام فوق الـ50

يتفرد البريميرليغ وسط الدوريات الـ5 الكبرى بالسماح للحكام بالاستمرار في التحكيم حتى عمر متقدم يفوق السن القانوني الذي يحدده الفيفا بسنوات وهو 45 عاما مع إمكانية التمديد لـ3 مواسم أخرى.

ولا يوجد حكام تخطوا الخمسين إلا في الدوري الإنجليزي فقط وإذا رصدنا قائمة حكام الساحة وتقنية الفيديو هذا الموسم 2023-2024 في البريميرليغ وعددهم 20 حكما نجد أن من بينهم غراهام سكوت الذي يبلغ 55 عاما.

علما بأنه كان يوجد في المواسم الماضية العديد من الحكام الذين تخطوا الـ50 لكنهم تقاعدوا هذا الموسم ومن أبرزهم مايك دين (55 عاما) الذي اتجه للتحليل التحكيمي.

قلة الخبرة

وفي ظل عملية الإحلال والتجديد بسبب تقاعد العديد من الحكام كبار السن دفعت لجنة الحكام بـ6 حكام جدد في البريميرليغ بالموسمين الأخيرين، ومع وضع قوة المنافسة في الاعتبار نتوقع كثرة الأخطاء في ظل افتقاد الخبرات.

دارين بوند من أحدث حكام الدوري الإنجليزي رغم أن عمره 43 عاما (غيتي)

الوزن غير المثالي والتشكيك في اللياقة البدنية

يتفرد البريميرليغ وسط الدوريات الـ5 الكبرى أيضا بعدم التدقيق في أوزان الحكام مما جعل بعضهم يترك وزنه يزيد بشكل ملحوظ في الملعب لا يخفى على أحد، وهو ما يفتح باب التشكيك في مستوى اللياقة البدنية المطلوب بما يتناسب مع قوة وسرعة مباريات البطولة الكبرى.

وبالطبع يجب أن يخضع الحكام لكشف طبي قبل الموسم وكذلك اختبارات للياقة البدنية، ولكن هذه الاختبارات بالنسبة للحكام كبار السن أو غير الدوليين تقل من حيث الشدة عن الاختبارات التي تطبق على حكام الشارة الدولية التابعين للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).

جوناثان موس (يمين) اعتزل التحكيم العام الماضي وعمره 52 عاما (غيتي)

عدم ممارسة كرة القدم

من الأسباب التي كشفها الجدل الدائر حول إلغاء هدف ليفربول الصحيح ما تداولته تقارير بريطانية عن عدم ممارسة بعض الحكام لكرة القدم على أي مستوى، وهو ما يعتبره معظم خبراء التحكيم نقيصة في الحكم بل إن الكثير من الدول تشترط تقديم ما يثبت ممارسة كرة القدم على المستوى الرسمي لدخول التحكيم.

ويتميز الحكم الذي مارس كرة القدم بمعرفة خفايا بعض المخالفات التي قد لا تكون واضحة للحكم الذي لم يمارس كرة القدم، وخاصة داخل منطقة الجزاء التي يكثر فيها التمثيل لخداع الحكام والحصول على ضربات جزاء غير مستحقة.

ويمكن التعرف على الحكم الذي لم يمارس كرة القدم في بعض الأحيان من طريقة ركضه وقوامه غير الرياضي أيضا، وهو ما قد نشاهده كثيرا في بعض الدوريات المتدنية لكن من الغريب أن نشاهده في أحد الدوريات الـ5 الكبرى مثل الدوري الإنجليزي الممتاز.

المصدر : الجزيرة