ثورة ملابس حكام كرة القدم من البدل السوداء إلى القمصان الفوشيا

Soccer Football - World Cup - Final - France v Croatia - Luzhniki Stadium, Moscow, Russia - July 15, 2018  Referee Nestor Pitana during the match  REUTERS/Damir Sagolj
نيستور بيتانا الحكم الأرجنتيني خلال إدارته نهائي كأس العالم 2018 (رويترز)

كان مونديال 1994 في أميركا بداية ثورة في ألوان ملابس الحكام، فبعد عدة عقود من الملابس السوداء التي كانت أقرب للبدل الرسمية في البداية، ارتدى الحكام في هذا المونديال قمصانا بألوان جريئة ومنها الفوشيا التي فتحت باب الانتقادات عليهم.

وينص قانون كرة القدم على أن يرتدي الحكام ملابس مختلفة من حيث الألوان عن الفريقين، واعتادت الجماهير على مشاهدة الحكام بقمصانهم السوداء الشهيرة حتى أطلق عليهم لقب قضاة الملاعب نسبة إلى القضاة الذين يحكمون بين الناس ويرتدون اللون الأسود أيضا.

بينما ذهب بعض المنتقدين للحكام إلى تلقيبهم بـ"الغربان السوداء" نسبة إلى اللون الأسود أيضا، ولكن بداية من كأس العالم 1994 ارتدى الحكام قمصانا ملونة بجانب اللون الأسود، حيث سمح الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" للحكام بارتداء أي ألوان أخرى بشرط أن تكون مختلفة عن ألوان اللاعبين وحراس المرمى.

لكن الانتقادات عادت مجددا لكن من غرابة الألوان حيث قوبل اللون الفوشيا باعتراضات كبيرة بحجة أنه لا يناسب هيبة الحكام باعتباره -حسب قولهم- لونا نسائيا وغير شائع بالنسبة للرجال لا سيما قضاة الملاعب.

البدل السوداء

والطريف أن الحكام قبل 100 عام عندما انطلقت بطولة كأس العالم عام 1930 كانوا يرتدون قميصا أبيض مع ربطة عنق وفوقه بدلة سوداء مع بنطال الذي يمسك بحزام تقليدي ويكون ضيقا من الأسفل حتى يدخل في الجورب الذي يصل إلى الركبة.

وتطور الأمر بعد عدة سنوات بالتخلي عن ربطة العنق ثم قص البنطال ليصبح قريبا من فوق الركبة، وكانت هذه الملابس مناسبة لهذه الحقبة الزمنية التي كان معظم الحكام فيها من كبار السن لأنهم كانوا يتجهون للتحكيم بعد الاعتزال الذي كان يتأخر للأربعين في هذه الفترة، إذ كان معظم الحكام يكتفون بالمشي في الملعب وبعضهم كانت أوزانهم غير نموذجية مطلقا حتى في بطولات كأس العالم.

وبمرور كؤوس العالم، بدأ يتطور حتى أصبح قميصا خفيفا لكنه كان مصنوعا من قماش القمصان العادية ثم بدأ في السبعينيات من القرن الماضي يستخدم نفس قماش وبنفس شكل قمصان وشورتات اللاعبين لكن لم يتغير اللون الأسود الذي ظل صامدا حتى بداية التسعينيات من القرن الماضي.

The referees for the Fifa World Cup 2006 pose for photographers in Gravenbruch, 05 June 2006, ahead of the start of the tournament 09 June.
حكام كأس العالم 2006 يرتدون الملابس التي أثارت الجدل آنذاك (الفرنسية)

ومنذ مونديال 1994، بدأت التغييرات المتلاحقة تدخل على ملابس الحكام كل عامين تقريبا ومع كل بطولة كأس عالم جديدة حيث كانت شركة الملابس الرياضية التي تورّد للفيفا ملابس الحكام تبتكر في التصميم والألوان، ومن أغرب الابتكارات كان تصميم ملابس حكام مونديال 2006 في ألمانيا الذي أطلق البعض عليه "سلاحف النينجا" نسبة إلى مسلسل كرتوني شهير في هذه الفترة، وذلك بسبب الخطوط المقوسة التي كانت موجودة على ظهره ومن الأمام.

وبعيدا عن الفيفا تسابقت شركات الملابس الرياضية في الدوريات الكبرى عبر العالم لابتكار تصميمات خاصة لملابس للحكام في هذه الدوريات التى تلزم حكامها بارتداء ملابسها وعليها شعار الدوري وبعض إعلانات الرعاة الرسميين في كثير من الدوريات.

والحكم هو الوحيد الذي يسمح له بارتداء ساعة وأحيانا ساعتين لضبط الوقت، كما يثبت بخاخا في الشورت حول وسطه يستخدمه في تحديد مكان الكرة ووقوف اللاعبين في الركلات الحرة، إضافة إلى أجهزة الاتصالات الحديثة للتواصل مع زملائه، ثم أضيف إليها التواصل مع حكام تقنية الفيديو "فار" منذ مونديال 2018 في روسيا.

مواد خفيفة مقاومة للمطر

ومنذ التسعينيات أصبحت شركات الملابس ومنها ملابس الحكام تطور من المواد المستخدمة في صناعتها لضمان راحة أكثر سواء في الحر أو البرد والأمطار، وذلك من خلال استخدام مواد "بوليستر" خفيفة ومقاومة للمطر، بحيث تمتص أقل نسبة ممكنة من الماء على عكس القمصان المصنوعة من القطن التي تمتص الكثير من المياه، مما قد يعيق الحكام ويزعجهم أثناء المباريات.

REFEREE SAID BELQOLA RAISES HAND AS FRENCH PLAYERS LIZARAZU AND DESCHAMPS QUESTION CALL ON DESAILLY.
الحكم المغربي الراحل سعيد بلقولة خلال إدارته نهائي مونديال 1998 بين فرنسا والبرازيل (رويترز)

وبعد كأس العالم 2002، ابتكرت الشركة المصنعة لملابس حكام الفيفا قمصانا من طبقتين خفيفتين لكنها لم تستمر طويلا وتم تغييرها قبل مونديال 2006.

  • حكم دولي سابق
المصدر : الجزيرة