"غضب أبيض".. طلائع معارضة كروية في مصر

الزمالك يتعرض في الآونة الأخيرة لهزائم متتالية وأزمات متلاحقة (رويترز)

"لا يجب أن نشعر أن شركة تتبع الدولة تنحاز لأحد، يوجد غضب عارم وإحباط وحزن".. هذه العبارات لم تنطلق من معارضة سياسية تنزوي في مصر؛ بل من أخرى كروية يبدو أنها تبزغ مع أزمات وهزائم يعاني منها الزمالك.

وأطلق تلك العبارات المطرب المصري، هاني شاكر، نقيب الموسيقيين، والمشجع الزملكاوي، مساء الثلاثاء، واعتبرها مراقبون أول معارضة كروية علنية من شخصية بارزة منذ بدء أزمات "القلعة البيضاء"، وأبرزها حل مجلس إدارته، برئاسة مرتضى منصور، قبل أشهر.

وتلا ذلك تصدر هاشتاغ (وسم) بعنوان "هاني شاكر قال الحق"، على تويتر، دعما لـ"أمير الغناء العربي"، فيما ذهب إليه من معارضة لاذعة، ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري بشأنها من وزير الرياضة، أشرف صبحي، ولا من اللجنة المؤقتة التي تدير الزمالك لحين إجراء الانتخابات.

طلقات رياضية معارضة
وقال شاكر في مداخلة تلفزيونية "عندي إحباط وحزن على الرياضة في مصر؛ لأنها تستحق أن يكون فيها منافسة (رياضية) أفضل من ذلك".

وردا على سؤال، بشأن وجود حرب ومؤامرة ضد الزمالك، أجاب "طبعا.. وواضح أن الكرة في مصر صارت قطبا واحدا (يقصد الأهلي)، وليست قطبين".

واستنكر استضافة شركة اتصالات تتبع الدولة للاعبي الأهلي في إعلاناتها دون نظرائهم في الزمالك.

وتابع أن نجوم القلعة البيضاء حاليا يتعرضون للسخرية وأسئلة في الامتحانات تفترض وفاتهم، في إشارة إلى واقعتين في امتحانين جامعيين فتحت السلطات الجامعية تحقيقين بشأنهما.

وأردف أن جمهور الزمالك بالملايين، ويجب أن تحترم تجربته وحجمه، وأن لديه غضبا عارما، ويشعر أنه مذبوح وغير مصدق لما يتم فعله مع فريق بحجم الزمالك.

ودعا الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، إلى التدخل لإنقاذ النادي، وإلقاء نظرة على الساحة الرياضية، معتبرا أنها لا تليق باسم مصر.

هذه التصريحات الجريئة وغير المسبوقة لاقت رواجا وتأييدا سريعين، مما دفع بوسم "هاني شاكر قال الحق" ليكون بين الوسوم الأكثر تداولا وتفاعلا حتى ظهر أمس الأربعاء.

خسائر وأزمات
وخلال الأشهر الماضية، تراجعت بشدة نتائج فريق الزمالك لكرة القدم، حيث فاز عليه نادي غزل المحلة بالدوري المحلي، في فبراير/شباط الماضي.
وقاريا، هُزم الزمالك في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بنهائي دوري أبطال أفريقيا أمام الأهلي 1-2.
وفي 16 مارس/آذار الجاري، فاز الترجي التونسي على الزمالك، في ملعبه، بهدف دون مقابل، مما يهدد بخروج الزمالك من بطولة أبطال أفريقيا، التي كان وصيفا لنسختها الماضية.

كما واجه أزمات أخرى بارزة مثل:

– 4 أكتوبر/تشرين الأول 2020، اللجنة الأولمبية المصرية تعلن إيقاف رئيس النادي، مرتضى منصور، لمدة 4 سنوات، على خلفية إهانته رموز مؤسسات رياضية.

– 29 نوفمبر/تشرين الثاني، وزير الرياضة يعلن إيقاف مجلس إدارة الزمالك، بسبب مخالفات مالية، وتعيين لجنة مؤقتة لإدارته، نافيا في تصريحات متلفزة أن تكون (هناك) مؤامرة ضد النادي.

– ديسمبر/كانون الأول، تقارير إعلامية مصرية تتحدث عن وجود متأخرات مالية للاعبين أو مقدمات عقود، بخلاف ديون لجهات حكومية.

– 7 فبراير/شباط 2021، محكمة القضاء الإداري تقضي برفض دعوى منصور، التي تطالب بإلغاء قرار حل مجلس الإدارة.

– 2 مارس/آذار، جامعة سوهاج (حكومية/جنوب) تعلن إحالة أكاديمي للتحقيق؛ إثر وضعه سؤالا في امتحان لطلابه، يفترض وفاة المغربي أشرف بن شرقي، لاعب الزمالك؛ مما أثار غضبا بين جماهير النادي.

– 15 مارس/آذار، المحكمة الإدارية العليا تؤيد قرار القضاء الإداري بشأن حل مجلس إدارة النادي في حكم نهائي.

– 22 مارس/آذار، جامعة المنوفية (حكومية/شمال) تحقق مع أكاديمي طلب من طلابه في امتحان وضع تصميم (شعار) لعبارة "القاضية ممكن"، وهو ما أغضب جماهير الزمالك، لارتباطها بتعليق كروي شهير إبان هزيمة الزمالك من الأهلي في نهائي أبطال أفريقيا العام الماضي.

– 23 مارس/آذار، المطرب المصري الشهير محمد منير (الكينغ)، يقول في مقابلة متلفزة كنت زملكاويا بس (لكن) دلوقتي (الآن) بحب لاعبي الأهلي.

وأشعل هذا الحديث انتقادات من بعض جمهور الزمالك، معتبرين أن منير أنهى تأييدا تاريخيا لناديهم، وذهب لتشجيع غريمه (الأهلي)، وهو ما لم يؤكده المطرب أو ينفه بعد.

ومع تصاعد الانتقادات لوزارة الرياضة، قال الوزير أشرف صبحي، في مؤتمر صحفي منتصف مارس/آذار الجاري، إنه من المستحيل أن يكون هناك تفكير في هدم نادي الزمالك، ويتبقى 3 أشهر ونصف الشهر للدعوة لانتخابات النادي العريق.

المصدر : وكالة الأناضول