إهانة وعدم احترام.. هل يستحق كومان هذه المعاملة في برشلونة؟

انطباع ولد عند معظم الصحفيين المشاركين في مؤتمر صحفي عقده الهولندي رونالد كومان أمس الجمعة، وهو أن الأخير يحضر المؤتمر مضطرا، فهو مجبر على مواجهة أسئلة الصحفيين -مرة أخرى- حول موعد إقالته التي اقتربت، وهو يعلم ذلك.

وازدادت الضغوط على كومان عقب الخسارة بثلاثية نظيفة أمام بنفيكا الأربعاء الماضي في دوري أبطال أوروبا.

وأشارت تقارير إعلامية إسبانية أمس الجمعة إلى أن رحلة الفريق إلى أتلتيكو مدريد اليوم السبت ستكون آخر مباريات كومان مع الفريق، وذلك بعد أن حقق انتصارا وحيدا فقط في آخر 5 مباريات بكافة المسابقات.

وأخبر خوان لابورتا -رئيس البرسا- محيطه بأنه سيقيل كومان عندما يجد البديل المناسب، والتأخير في الإقالة هو بسبب عدم العثور على مدرب يقبل المهمة، كما أن الفريق لا يملك المال لدفعه لكومان والمدرب البديل.

وذكرت التقارير أن بديل كومان سيتم التعاقد معه خلال فترة التوقف الدولي (بين الرابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري و15 من الشهر ذاته).

وأبعد لويس إنريكي وروبرتو مارتينيز -مدربا إسبانيا وبلجيكا على الترتيب- نفسيهما من دائرة الترشيحات لخلافة كومان هذا الأسبوع.

وارتبط اسم العديد من المدربين العالميين بتدريب برشلونة، ولكن كومان -الذي كان شاهدا على رحيل ليونيل ميسي إلى باريس سان جيرمان في أغسطس/آب الماضي- يشعر أن الموقف سيظل كما هو.

وبينما لم يناقش كومان بعد مستقبله مع لابورتا، أكد مدرب منتخب هولندا السابق ما تقوله التقارير في إسبانيا والصحافة الكتالونية.

وقال -في مؤتمر صحفي أمس قبل مواجهة أتلتيكو اليوم- "للحقيقة، النادي لم يقل لي شيئا بعد". وأضاف "اكتشفت أن رئيس النادي كان هنا في الصباح (الجمعة)، ولكنني لم أره. كنا نتدرب ولكنني ما زلت كما أنا".

وأكد "لدي عينان وأذنان، وأنا أعلم بالفعل أن الكثير من الأشياء تتسرب. بالتأكيد هي صحيحة، ولكن بالنسبة لي -مرة أخرى- لم يقل أي شيء لي".

وبحسب الصحف الإسبانية، فإن لابورتا تعمد عدم الاجتماع بكومان أو تحفيزه قبل مباراة مهمة للفريق، وأكثر من ذلك، فخلال رحلة العودة من لشبونة إثر الخسارة من بنفيكا، لم يتحدث لابورتا مع كومان في الطائرة أبدا، وكان الحوار يجري عبر رسائل ينقلها مستشاروه.

وتشرح صحيفة "ماركا" (Marca) الإسبانية كيف عومل كومان بقلة احترام وطريقة غير مستحقة وصلت لدرجة الإهانة.

ففي يونيو/حزيران الماضي، قيل لكومان إن الإدارة تبحث عن بديل له خلال 15 يوما، وطلبت منه الاستقالة، ولكنه لم يوافق، ولهذا جددت ثقتها به بعد تقليص صلاحياته أمام فريقه التدريبي واللاعبين.

وبعدها، خرجت إلى العلن رغبة مزعومة من لابورتا في تجديد عقد كومان ولكن بشروط. فقام لابورتا بتسريب أخبار عبر أصدقائه الصحفيين مفادها أنه يريد المشاركة في القرارات التدريبية لكومان وطريقة اللعب وتشكيلة اللاعبين، وهذا إهانة أخرى لكومان.

وصحيح أن كومان لم يكن خيار لابورتا، لكن المعاملة التي تلقاها لا يستحقها لأنه أحد أساطير النادي. حتى لو لم يعجب لابورتا الطريقة التي يلعب بها الفريق، ويجب الإشارة إلى أنه خلال الصيف لم يكن هناك أي تعزيزات، وبدلا من ذلك استغني عن الكثير من اللاعبين وفي مقدمتهم ميسي.

ومع ذلك، بعد 3 مباريات فقط ، كان لابورتا يستجوب كومان ويحاول تقليص صلاحياته. في النهاية، كل ذلك يلخص بصراع بين واقعية كومان ووهم لابورتا، لأن الفريق لم يتحسن إذا تغير المدرب؛ فالمشكلة في نوعية اللاعبين المتواجدين والذهنية التي يتم التعامل بها مع ناد بحجم وتاريخ البرسا.