تأجيل وتساؤلات.. اليابان تواجه معضلة اقتصادية وتنظيمية بعد إرجاء الأولمبياد

Fake blood in seen in test tubes labelled with coronavirus disease (COVID-19) in front of a displayed Tokyo 2020 Olympics logo in this illustration taken March 19, 2020. REUTERS/Dado Ruvic/Illustration
أعلنت اللجنة الأولمبية الدولية واليابان الثلاثاء إرجاء دورة الألعاب الأولمبية الصيفية المقررة هذا العام في طوكيو بعد مطالب متزايدة بذلك من الرياضيين، في سابقة خارج زمن الحرب، يرجح أن تسبب تداعيات اقتصادية هائلة بعد أعوام من التحضير.
 
وجاء الإعلان في بيان مشترك بين الطرفين بعد اتصال هاتفي بين رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني توماس باخ ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي. ولم يحدد الطرفان موعدا جديدا للدورة، لكنهما اتفقا على أن يتم تأجيلها "إلى ما بعد العام 2020، لكن ليس أبعد من صيف 2021".
 
ويفرض قرار التأجيل تحديات كبيرة أمام اليابان التي كانت تستعد لاستضافة الحدث الرياضي الأكبر بين 24 يوليو/تموز و9 أغسطس/آب المقبلين، من بينها:
 
إعادة جدولة المنافسات
إقامة الأولمبياد في صيف 2021 ستكون بمثابة كابوس بالنسبة للرياضيين ومالكي حقوق البث التلفزيوني، لأن هذا العام يتضمن أساسا مواعيد رياضية عدة.
 
وقد يتعارض الموعد الجديد للأولمبياد في الصيف المقبل مع بطولة العالم لألعاب القوى المقررة في الولايات المتحدة في أغسطس/آب. لكن الاتحاد الدولي لـ"أم الألعاب" أكد الاثنين أنه بدأ بمناقشة احتمال تعديل موعد البطولة بالتنسيق مع مدينة أوريغون المضيفة.
 
ومن المقرر أيضا إقامة بطولة العالم للسباحة في اليابان بين 16 يوليو/تموز والأول من أغسطس/آب  2021، إضافة إلى أن بطولتي كأس أوروبا وكوبا أميركا لكرة القدم كانتا مقررتين في صيف 2020، أرجئتا إلى صيف العام المقبل على خلفية تفشي فيروس كورونا المستجد.
 
undefined
الملاعب والمنشآت
ستقام الألعاب في 43 منشأة أولمبية، بعضها مؤقت، وبعضها بني خصيصا للحدث، والآخر سيعاد استخدامه لأغراض مختلفة بعد الدورة، وكلها ستواجه تحديات صعبة بعد قرار التأجيل.
 
وذكرت اللجنة الأولمبية في وقت سابق أن "عددا من المنشآت التي نحتاج إليها للألعاب قد لا يكون متاحا" في حال التأجيل.
 
ولا يقتصر الأمر على المنشآت الرياضية، إذ حجز المنظمون مركز معارض ضخما في طوكيو لتحويله إلى المركز الصحافي الذي يتوقع أن يستخدمه الآلاف خلال تغطيتهم الحدث العالمي.
 
ويعتبر مركز "بيغ سايت" من الأضخم في آسيا، ويستضيف مؤتمرات وفعاليات كبيرة، وعادة ما يكون محجوزا قبل أشهر. وسيكون تعديل موعد حجزه من أجل الألعاب الأولمبية، أو إقناع من سبق لهم حجزه بالانتقال إلى مكان آخر (في حال تعارض الموعدين) تحديا كبيرا للمنظمين.
 
القرية الأولمبية
تدور أسئلة كثيرة حول مصير القرية الأولمبية المقامة على عقارات غالية مطلة على خليج طوكيو وناطحات السحاب وجسر "قوس قزح" الشهير.
 
تضم القرية 21 مبنى مؤلفا من 14 إلى 18 طابقا بسعة إجمالية تبلغ 18 ألف سرير خلال الألعاب الأولمبية و8 آلاف للألعاب البارالمبية المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة.
 
وكان المخطط يقتضي إعادة تأهيل القرية وتحويلها إلى آلاف الشقق الخاصة الفخمة وعرضها للبيع أو الإيجار. وطُرحت الدفعة الأولى المؤلفة من 940 شقة للبيع بداية صيف العام 2019، وقد تم بيع القسم الأكبر منها، بحسب ما تفيد التقارير الصحافية اليابانية.
 
وفي ظل تأجيل الألعاب، سيضطر المنظمون لتأجيل أعمال التأهيل، وتاليا تأخير تسليم الشقق للمشترين الذين سبق لهم توقيع عقود.
undefined
 
الفنادق
من بين التحديات التي ذكرتها اللجنة الدولية هو حجوزات الفنادق التي كلفت الملايين والتي سيكون "من الصعب جدا معالجتها".
 
وقبل تفشي فيروس كورونا، ساد قلق في اليابان من عدم توافر غرف كافية في الفنادق للذين سيحضرون لمتابعة الألعاب، وتم اقتراح رسو سفينة سياحية واستخدامها فندقا عائما. لكن يبدو أن هذه الفكرة باتت مستبعدة لا سيما بعد تسجيل إصابة أكثر من 600 شخص على متن سفينة "دايموند برينسس" السياحية بكورونا، ووضع أكثر من ثلاثة آلاف شخص في الحجر الصحي على متنها لأسابيع عدة.
 
حجزت العديد من الغرف الفندقية قبل أشهر عديدة حيث دفع الكثيرون مبالغ طائلة كدفعة أولى قد يخسرونها، إضافة إلى اضطرارهم لإعادة الحجز مجددا في ظل إرجاء الألعاب.
 
ويخشى أن يواجه القطاع الفندقي أزمة كبيرة جراء إرجاء الأولمبياد، علما بأنه يعاني أصلا من تراجع الحجوزات بسبب الانخفاض الحاد في أعداد السياح على خلفية تفشي فيروس كورونا الذي أودى بحياة أكثر من 17 ألف شخص حول العالم وتسبب بفرض قيود واسعة على حركة التنقل والسفر.
 
هل من جانب إيجابي؟
إقامة الأولمبياد في فترة غير الصيف قد تحل معضلة شكلت مصدر قلق كبير في دورة طوكيو، وهي الطقس الحار الذي تشهده البلاد في هذا الفصل. وقد يتيح ذلك إعادة سباق الماراتون إلى العاصمة اليابانية بعدما تم نقله إلى مدينة سابورو الشمالية ذات الطقس الأكثر اعتدالا، خوفا من تأثير الحر الشديد والرطوبة العالية على سلامة العدائين.
 
وسيمنح إرجاء الألعاب الاتحادات الرياضية حول العالم الوقت للتحضير للدورات التأهيلية والتصفيات، وهو أمر شكل مصدر قلق للعديد من الرياضيين كونهم غير قادرين على التدرب في ظروف طبيعية.
المصدر : وكالات