التلميذ ناغلسمان يتفوق على الأستاذ مورينيو

Soccer Football - Champions League - Round of 16 Second Leg - RB Leipzig v Tottenham Hotspur - Red Bull Arena, Leipzig, Germany - March 10, 2020 RB Leipzig coach Julian Nagelsmann celebrates after the match REUTERS/Annegret Hilse
ناغلسمان يحتفل بتأهل فريقه إلى ربع نهائي أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه (رويترز)

في سن الـ32 تفوق المدرب "التلميذ" الألماني يوليان ناغلسمان على "الأستاذ" البرتغالي جوزيه مورينيو، وبات أصغر مدرب في تاريخ مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم يبلغ ربع النهائي بقيادة فريقه لايبزيغ الألماني على حساب توتنهام الإنجليزي.

وكان المدرب الألماني الشاب في أبهى صور السعادة أمام وسائل الإعلام مساء أمس الثلاثاء عقب فوز فريقه على النادي اللندني وصيف بطل النسخة الأخيرة بثلاثية نظيفة في إياب ثمن النهائي، بعدما تغلب عليه في العاصمة الإنجليزية بهدف وحيد.

وكان ناغلسمان واعيا بالإنجاز الذي حققه في مسيرته التدريبية الشابة والواعدة وخطوته المهمة نحو مستقبل مشرق.

وقال إن "هذه نتيجة مهمة جدا بالنسبة للنادي، إنها جيدة جدا جدا!" مذكرا بأن لايبزيغ في تاريخه القصير (تأسس عام 2009) لم يصل أبدا إلى هذه المرحلة من المسابقة.

وأضاف أنها "لحظة مهمة بالنسبة لكتابة (التاريخ)، لأنها المرة الأولى، إنه إنجاز سيكون في الصفحة الأولى، يمكننا تصفح الكتاب وقراءة ما حققناه مع هذا النادي".

مورينيو يواسي نجمه لوكاس مورا الذي انهمرت دموعه بعد الهزيمة القاسية أمام لايبزيغ (رويترز)
مورينيو يواسي نجمه لوكاس مورا الذي انهمرت دموعه بعد الهزيمة القاسية أمام لايبزيغ (رويترز)

وستحكي الكتب أيضا أن ناغلسمان أطاح بخبير كبير في عالم التدريب والمسابقة، وهو مورينيو (57 عاما) المتوج بلقبين في البطولة القارية العريقة، لكنه لم يتمكن من الوصول إلى ربع النهائي منذ عام 2014.

توخيل وغوارديولا 
وقبل هذه المواجهة المزدوجة اعترف المدرب الألماني بأن مورينيو أثار إعجابه في شبابه، وقال "لقد استلهمت كثيرا من الفترة التي قضاها في بورتو، والطريقة التي فاز بها مورينيو معه بلقب دوري أبطال أوروبا عام 2004 ضد موناكو (الفرنسي) -رغم أنه لم يكن أكبر الأندية الأوروبية- أثارت إعجابي كثيرا".

وأضاف "وقتها كان (مورينيو) لا يزال مدربا شابا جدا (41 عاما)، ولم يكن هو نفسه لاعبا رائعا، وبالتالي كانت لديه مسيرة مماثلة إلى حد ما لمسيرتي".

لكن المقارنة تتوقف عند هذا الحد، لكن من حيث السجل من ناحية وفلسفة كرة القدم من ناحية أخرى فإن الرجلين على كوكبين مختلفين.

وتابع ناغلسمان ردا على المقارنة بينه وبين المدرب البرتغالي "لقد فزت بلقب واحد مع فريق للشباب، وهو فاز بأكثر من 20 لقبا" على المستوى الاحترافي.

ومن الناحية التكتيكية، فإن أساتذته هم من الفنيين الذين يعتمدون الأسلوب الهجومي والإبداعي، مواطنه توماس توخيل مدرب باريس سان جيرمان الفرنسي والإسباني جوسيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي الإنجليزي.

وبالنسبة لناغلسمان "يتقاسم توخل وغوارديولا طريقة لابتكار كرة القدم تعتمد على السيطرة في جميع مراحل اللعب"، وهي الطريقة التي اعتمد عليها لايبزيغ في مواجهتيه ضد توتنهام.

مدرب رقمي 
المدرب الشاب ناغلسمان يتمتع أيضا بسمعة يطلق عليها الألمان "مدرب حاسوب محمول" أو "المدرب الرقمي"، ويسارع المدرب الشغوف بالبيانات دائما في اختبار جميع البرامج القادرة على مساعدته في إدارة الحالة البدنية للاعبين، وجهودهم في التدريبات، ونومهم وأمور أخرى.

كما أنه اعترف بـ"التجسس عبر الإنترنت" على النادي اللندني، في محاولة لفهم الأجواء التي سادت داخليا في صفوف سبيرز.

وقال "أستمع إلى جميع المؤتمرات الصحفية، وأشاهد جميع الأحاديث الصحفية، وفي أكثر الأحيان إن تصريحات اللاعبين في نهاية المباراة هي انعكاس لما يطلبه منهم المدرب، إنها طريقة جيدة لفهم الأجواء".

وأجبر ناغلسمان صاحب الطول الفارع (1.90 متر) على اعتزال لعب كرة القدم في سن العشرين بسبب إصابة خطيرة في الركبة، لكنه اكتشف شغفه بمهنة التدريب من خلال عمله مساعدا لتوخيل في أوغسبورغ في عام 2008 مع فرق الفئات العمرية.

وقد دفعت عبقريته المبكرة في مجال التدريب هوفنهايم إلى تعيينه مدربا لفريقها الأول عام 2016 ليصبح في الـ28 من عمره أصغر مدرب بدوري الدرجة الأولى في تاريخ البطولات الأوروبية الخمسة الكبرى.

والتحق بلايبزيغ مطلع الموسم الحالي بهدف قطع شوط كبير في مشروع النادي والذي أطلقه منذ عقد من الزمن مالك شركة مشروبات الطاقة "ريد بول" ديتريخ ماتيشيتس، وبعد ثمانية أشهر من وصوله أظهر أنه في مستوى التطلعات.

المصدر : الفرنسية