هالغريمسون للجزيرة نت: تأهلت بمنتخب آيسلندا لمونديال روسيا وكنت أعمل طبيبا ومدربا

هيمير مدرب أيسلندا من تصويري
هالغريمسون أثناء تدريب فريق العربي القطري (الجزيرة)

حاوره-ناصر صادق

يعد مدرب فريق العربي هيمير هالغريمسون من أبرز المدربين بالدوري القطري لكرة القدم الذي تنطلق منافساته للموسم الجديد اليوم الأربعاء، كما يعد الأشهر في آيسلندا، حيث أسهم في وصول منتخب هذا البلد الذي لا يتعدى عدد سكانه 340 ألفا لربع نهائي يورو 2016، في أول تأهل له لأمم أوروبا، كما قاده إلى التأهل لكأس العالم 2018 في روسيا، وحقق التعادل مع منتخب الأرجنتين بقيادة ميسي 1-1. 

الجزيرة نت التقت هالغريمسون وأجرت معه الحوار التالي:

في البداية سألناه عن مدى جاهزية الفريق لمواجهة الأهلي مساء الجمعة المقبل بملعب الجنوب في مستهل مشواره، ومدى طموحه بالدوري القطري؟

الفريق جاهز تماما للمباراة والدوري بشكل عام، فقد حظي بفترة إعداد جيدة بدأت في الدوحة ثم تواصلت في إسبانيا لمدة ثلاثة أسابيع، وتم تدعيم صفوفه بلاعبين مميزين في كل خطوط الملعب، وذلك في إطار خطة لاستعادة أمجاد العربي وتكوين شخصية مستقلة للفريق تساعد في الوصول للمرحلة الأولى من الطموح بالوصول هذا الموسم إلى المربع الذهبي والتأهل لدوري أبطال آسيا.

 المدرب الآيسلندي مع الجزيرة نت (الجزيرة)
 المدرب الآيسلندي مع الجزيرة نت (الجزيرة)

رغم تلقيك العديد من العروض الأوروبية فإنك فضلت التعاقد لتدريب فريق العربي القطري نهاية العام الماضي، فما أسباب ذلك؟

السبب الأول، أردت أن أدرب ناديا وليس منتخبا، فقد أردت التغيير وأن أكون كل يوم في ملعب كرة القدم، وكوني مدربا لمنتخب وطني يجعلني أرى اللاعبين قبل المباراة بأربعة أو خمسة أيام فقط، عكس النادي الذي تكون فيه يوميا مع اللاعبين بالملعب، وهذا شيء افتقدته كثيرا.

أما السبب الثاني لمجيئي إلى قطر فهو التحدي ومحاولة انتشال فريق العربي من الكبوة التي يمر بها منذ عشرين عاما تقريبا والعودة به إلى القمة مجددا، كما أن استضافة قطر كأس العالم عام 2022 حمّسني كثيرا أيضا لأن أكون في هذا البلد.

وهناك العديد من الأسباب الأخرى التي سمعت عنها وسعيت لأن أعيشها مثل أكاديمية أسباير التي تعد من أفضل البيئات التعليمية لكرة القدم في العالم، والطفرة الكبيرة التي تعيشها الكرة القطرية وأدت إلى تتويجها بلقب كأس آسيا.

بعد أن عشت بضعة أشهر -جزءا من المنظومة- ما انطباعك عن كرة القدم القطرية؟

بصراحة مستوى اللاعبين المرتفع في معظم الفرق فاجأني، وأعتقد أن الكرة القطرية تتقدم بشكل سريع خاصة على مستوى المنتخبات الوطنية لأن القائمين عليها وضعوا إستراتيجية جيدة وجعلوا الأولوية للمنتخب الأول ومن تحته بقية المنتخبات، وهو ما يجعل المنتخب يتجمع لفترات تدريبية طويلة معا، مما أكسبه الانسجام والتناغم والقوة في الأداء التي ظهرت بالبطولات الأخيرة.

كما أن مستوى لاعبي المنتخب يتقدم بشكل ملحوظ بفضل مدربهم الجيد، مما جعل المنتخب القطري ينافس على الألقاب الكبيرة ويحتل بمكانة خاصة لدى جميع القطريين، وذلك كان حافزا إضافيا للاعبي المنتخب.

وما رأيك في منشآت وملاعب كأس العالم 2022، حيث سيخوض فريق العربي أولى مبارياته على ملعب الجنوب الذي سيستضيف بعض مباريات المونديال؟

الملاعب والمنشآت القطرية لكأس العالم 2022 على أعلى مستوى ممكن، كما أن أرضية جميع الملاعب من أجود الأنواع التي شاهدتها في حياتي، وهو ما يساعد اللاعبين والمدربين في الأداء بشكل أفضل.

كيف استطعتَ الجمع بين عملك طبيبا للأسنان وتدريب المنتخب الآيسلندي الأول، في آن واحد؟

الاحتراف لم يعرف طريقه بعد إلى الكرة في آيسلندا، لذلك فجميع اللاعبين والمدربين لديهم أعمال ووظائف أخرى بجانب كرة القدم، وكنت أعمل طبيبا للأسنان بالمستشفى في الصباح وبعد الظهيرة أعمل مدربا لكرة القدم. هذه كانت حياتي والسبب وراء قراري بأن أصبح مدربا فقط هو شغفي وتفضيلي كرة القدم عن الطب.

وقد اضطررت إلى الجمع بين العملين في بلدي، لأن مهنة التدريب ليست آمنة تماما، فمن الممكن أن يفقد المدرب وظيفته في أي لحظة.

هالغريمسون يقود منتخب بلاده بمباراة الأرجنتين في مونديال روسيا (رويترز)
هالغريمسون يقود منتخب بلاده بمباراة الأرجنتين في مونديال روسيا (رويترز)

ما سر قرار رحيلك عن المنتخب الآيسلندي بعد كأس العالم في روسيا رغم الإشادة بك وبمنتخبك المغمور الذي أحرج الأرجنتين بقيادة ميسي وتعادل معها؟

بصراحة كان القرار صعبا للغاية لكن كان لا بد منه، فقد عملت مدربا للمنتخب الوطني لمدة سبعة أعوام وهي مدة طويلة للمدرب مع فريق واحد، وكنت محظوظا بالعمل في مكان جيد لهذه الفترة الطويلة، لكن كان عليّ الرحيل لأخوض تجربة جديدة وأمنحهم الفرصة لتجربة مدرب آخر، لقد أردت أن أجرب أشياء جديدة وأذهب لدولة أخرى أتعرف على ثقافتها.

كيف استطعت بفريق غير محترف التأهل لمونديال روسيا بل ومناطحة الأرجنتين المدججة بالنجوم الكبار يتقدمهم ميسي؟

اللاعبون هم أصحاب الفضل في ذلك، فالمدرب لا يستطيع الفوز في المباريات دون لاعبين جيدين، ولاعبو آيسلندا من هذا النوع الجيد رغم أنهم غير محترفين، وذلك لعدة أسباب منها أنهم أقوياء وأصحاب شخصيات جيدة، يعرف كل منهم أهمية اللعب بروح الفريق الذي يقدمون مصلحته على مصلحتهم الشخصية، مما يجعلهم يتفانون في الملعب.

ما أحلامك في مجال التدريب؟

حلمي الحالي أن أستمر مع فريق العربي القطري حتى أحقق الإنجاز الذي جئت لأجله، وهو إعادة الفريق إلى منصة التتويج، وأتمنى أن يتحقق ذلك الحلم، هذا الموسم.

المصدر : الجزيرة