جدل التطبيع الرياضي.. ملاكمة تونسية ترفض مواجهة إسرائيلية
مجدي السعيدي-تونس
طفت مجددا قضية التطبيع الرياضي مع إسرائيل على سطح الأحداث الرياضية في تونس، بعد رفض الملاكمة التونسية ميساء العباسي صباح الثلاثاء مواجهة منافسة إسرائيلية ضمن دورة دولية في روسيا.
وبينما رفض الاتحاد التونسي للملاكمة الإدلاء بأي معلومات حول الحادثة، قال مصدر مقرب من الاتحاد إن ميساء التي تشارك مع منتخب تونس للملاكمة للسيدات في الدورة الدولية مع ثلاث ملاكمات أخريات، فضلت الانسحاب من المنازلة بمجرد سحب القرعة التي وضعتها في مواجهة لاعبة إسرائيلية.
وقال المصدر الذي رفض كشف اسمه للجزيرة نت إن ميساء خسرت المباراة بالانسحاب بعدما رفضت التقدم إلى الحلبة قبيل انطلاق المواجهة التي تقام في إطار استعدادات منتخب تونس لخوض دورة تأهيلية للألعاب الأولمبية تستضيفها السنغال في أغسطس/آب المقبل.
رفض التطبيع
وأعادت مقاطعة ميساء العباسي لمواجهة الملاكمة الاسرائيلية الحديث حول رفض الرياضيين العرب مواجهة منافسيين من إسرائيل.
وعبر عدد من النشطاء عبر منصات التواصل عن فخرهم بما أقدمت عليه ميساء، واعتبروا أنها حققت نصرا معنويا على الكيان الصهيوني، لكن عددا آخر من المتابعين اعتبر أن المواجهة وهزم إسرائيل رياضيا قد يكونان خيارا أفضل من المقاطعة والانسحاب.
وتكررت حالات مقاطعة المباريات التي تجمع رياضيين تونسيين بمنافسين إسرائيليين في البطولات والمسابقات الدولية في سائر الاختصاصات، كنوع من التعبير عن رفض تونس للتطبيع مع الكيان الصهيوني في المجال الرياضي.
وسبق للتونسية عزة بسباس أن رفضت مواجهة الإسرائيلية ناعومي مليس في بطولة العالم للمبارزة التي أقيمت في كتانيا الإيطالية عام 2011.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2013 انسحب لاعب التنس التونسي مالك الجزيري من دورة طشقند الدولية بعد رفضه مواجهة منافسه الإسرائيلي أمير واينتروب، في حادثة أثارت جدلا واسعا بعد اتهام السلطات بممارسة ضغوط على اللاعب لدفعه إلى الانسحاب.
وفي العام ذاته انسحبت لاعبة التنس أنس جابر من ربع نهائي دورة "باكو" الأذرية عندما كانت متقدمة على البولندية ماغدا لينيت 6-3 و4-1. وقالت مصادر إعلامية آنذاك إن جابر التي انسحبت بذريعة الإصابة، لا يعدو قرارها أن يكون رفضا لمواجهة الإسرائيلية شاهار بير في حال تأهلها حسب القرعة.
وكانت وزارة الرياضة في تونس أخضعت عام 2013 مصارعيْ تايكواندو للتحقيق بعد خوضهما مباراتين ضد منافسين إسرائيليين ضمن دورة دولية في بلجيكا.
المقاطعة هي الحل؟
ولم يقتصر رفض التطبيع الرياضي على اللاعبين، بل شمل أيضا الحكام، ففي بطولة العالم لرياضة الكاراتيه عام 2017 في تينيريفي الإسبانية، انسحب الحكم الدولي التونسي محمد علي الشريف من إدارة مباراة بين لاعب من الكيان الصهيوني وآخر من الدانمارك، رافضا قيادة أي نزال يكون طرفه لاعبا إسرائيليا.
وتعليقا على تلك الحادثة وظاهرة مقاطعة الرياضيين الإسرائيليين، قال الشريف للجزيرة نت إن "قراري كان شخصيا وعن قناعة راسخة.. لم يدفعني أي طرف للخروج من البساط ورفض إدارة المباراة.. لا يمكنني أن أكون طرفا في لقاء يوجد به لاعب إسرائيلي".
وأوضح أنه تعرض للمساءلة من اللجنة المنظمة لبطولة العالم ومن الاتحاد الدولي للكاراتيه الذي سلط عليه عقوبة بالتجميد مدى الحياة، قبل أن يخفض مدة العقوبة إلى الإيقاف عن النشاط لمدة ستة أشهر.
ويرى الحكم الدولي أن المقاطعة هي الحل الأنسب للتعبير عن عدم الاعتراف بدولة الكيان الصهيوني ومساندة القضية الفلسطينية، حسب قوله.
يذكر أن الاتحادات الدولية لمختلف الرياضات عادة ما تسلط عقوبات تصل حتى الإيقاف عن النشاط لفترات متفاوتة، ضد الرياضيين الذين ينسحبون من تلقاء أنفسهم قبل مواجهة منافسين إسرائيليين، كما تهدد بسحب عضوية الاتحادات المحلية لتلك الرياضات.