علي أكبر.. قصة بطل رياضي انتهت حياته برصاصة في الرأس خلال احتجاجات العراق

البطل علي اكبر يلوح بالميدالية الذهبية في بطولة غرب اسيا بعمان 2019

علي نوري-بغداد

كان علي أكبر ذو العشرين ربيعا يمني النفس بالاستمرار في اللعبة المفضلة لديه، وأن يواصل رفع اسم بلده عاليا في المحافل الخارجية، إلا أن رصاصة قناص أودت بحياته في الاحتجاجات التي خرجت مطلع أكتوبر/تشرين الأول الحالي وخلفت أكثر من 130 قتيلا إلى جانب آلاف المصابين.

وأحرز البطل علي أكبر ذهبية بطولة غرب آسيا الأخيرة التي أجريت في العاصمة الأردنية عمان خلال شهر يوليو/تموز الماضي، وكان ذلك آخر إنجاز أهداه للعراق قبل مقتله.

ولد علي أكبر في عام 1999، وهو الثالث في الترتيب بين أشقائه وسط عائلة تعاني من شظف العيش في مدينة الصدر، أحد الأحياء الفقيرة في العاصمة بغداد.

مارس هوايته في لعبة الجودو بنادي الحسنين، ثم انتقل بعدها إلى نادي الميثاق، ومثل أيضا ناديي الشرطة والجيش، كما مثل منتخبات العراق بالجودو في كل الفئات العمرية.

علي أكبر (يمين) مع مدربه سلام كامل (مواقع التواصل)
علي أكبر (يمين) مع مدربه سلام كامل (مواقع التواصل)

يروي سلام كامل مدرب علي أكبر وأحد المقربين منه تفاصيل مقتله خلال المظاهرات، وقال إن الراحل كان مع مجموعة من الشباب في شارع فلسطين وهم يرددون شعارات وطنية رافعين الأعلام العراقية، وباغتته رصاصة قناص استقرت في رأسه لتسقطه أرضا ويخسر العراق بطلا رياضيا مميزا.

وكشف كامل أن علي أكبر كان يتلقى راتبا مقداره 350 ألف دينار (نحو 290 دولار) شهريا عندما كان لاعبا في نادي الجيش، وكان يتبرع بجزء كبير منه للعائلات المتعففة في منطقته.

ونعت لجنة الشباب والرياضة في البرلمان العراقي مقتل البطل علي أكبر، وأعربت في بيان لها عن عميق حزنها لخسارة أحد الأبطال الرياضيين خلال المظاهرات.

وقالت اللجنة البرلمانية في بيانها "لقد فقدنا مشروع بطل أولمبي ومشروع شاب عراقي صاحب موهبة، الحكومة قصرت معه، إذ إنها لم تصرف رواتبه الشهرية هذا العام، ولم تتمكن من حمايته إلى جانب المتظاهرين".

ولم يكن البطل علي أكبر يمارس لعبة الجودو فقط، بل كان يواصل دراسته في الصف السادس الإعدادي وكان يطمح لدخول كلية التربية الرياضية، كما كان يعمل في ورشات البناء بحثا عن مورد رزق إضافي يغطي به شيئا من احتياجاته واحتياجات عائلته.

علي أكبر يظهر الأول وقوفا يسارا مع المنتخب العراقي للجودو (مواقع التواصل)
علي أكبر يظهر الأول وقوفا يسارا مع المنتخب العراقي للجودو (مواقع التواصل)

حصد البطل الراحل العديد من الألقاب والأوسمة، منها بطولة العراق عام 2014 ، وبطولة بغداد 2015، بطولة الجمهورية 2015، بطولة السفير الياباني 2018، بطولة آسيا في لبنان، وحصل على المركز السادس بالإضافة إلى الميدالية البرونزية في بطولة سوسة الدولية التي أقيمت بتونس، والميدالية الذهبية لبطولة غرب آسيا التي أجريت في الأردن العام الحالي.

واعتبر رئيس لجنة الشباب والرياضة البرلمانية عباس عليوي في حديث للجزيرة نت أن مقتل البطل علي أكبر خسارة كبيرة للرياضة العراقية.

وأضاف عليوي "لقد علقنا عضويتنا في البرلمان العراقي نتيجة استخدام القوة ضد المتظاهرين، وطالبنا بالتحقيق في مقتل البطل العراقي إلى جانب الكثير من الشباب الذين سقطوا أثناء الاحتجاجات".

ودعا الحكومة العراقية ووزارة الشباب والرياضة للالتفات إلى عائلة الراحل وتكريمها، لأنه كان بطلا عراقيا وحقق للبلد إنجازات كثيرة، وطالب بصرف رواتبه بأسرع وقت ممكن.

من جهته، قال رئيس الاتحاد العراقي للجودو سمير الموسوي للجزيرة نت إن الاتحاد سيقدم طلبا لوزارة الشباب والرياضة من أجل تقديم مبلغ مالي من ميزانية الاتحاد لدعم عائلة البطل الراحل وصرف مستحقاته المتأخرة.

وأكد أن علي أكبر سيكرم بتسمية إحدى البطولات المحلية للجودو باسمه تخليدا له ولشجاعته ولما قدمه للعراق من إنجازات وأوسمة عديدة.

المصدر : الجزيرة