هكذا تحول الكروات من "الكومبارس" لدور البطولة

Soccer Football - World Cup - Semi Final - Croatia v England - Luzhniki Stadium, Moscow, Russia - July 11, 2018 Croatia's Mario Mandzukic celebrates scoring their second goal with teammates REUTERS/Carl Recine TPX IMAGES OF THE DAY

كشفت كرواتيا نقاط الضعف في إنجلترا بالشوط الثاني في مواجهتهما بنصف نهائي كأس العالم لكرة القدم، إذ قلب فريق المدرب زلاتكو داليتش تأخره بهدف ليفوز 2-1 بعد وقت إضافي.

وعلى الرغم من أن اللاعبين هم الذين يحرزون الأهداف، فإن التغيير الخططي في أسلوب داليتش الحذر، حوّل -بلا شك- شكل المواجهة.

ولم يكن القرار بمنح الجناحين أنتي ريبيتش وإيفان بريشيتش حرية القيام بأدوار أكبر صعبا، لكنه قلب الأمور رأسا على عقب.

وبلغت إنجلترا بقيادة المدرب غاريث ساوثغيت نصف النهائي بأسلوب يعتمد على تمرير الكرة بشكل دائم، وكان ذلك كافيا في أول 45 دقيقة ليحقق الفريق التفوق بعدما أحرز كيران تريبيير هدف التقدم (5).

وعانت كرواتيا منذ البداية ومنحت إنجلترا مساحات كبيرة في خط الوسط مما سمح للظهيرين آشلي يونغ وتريبيير بالتقدم للأمام وتقديم المساعدة.

وكان الأمر المقلق لداليتش أن نقاط القوة المعتادة لفريقه كانت غائبة، فالتمريرات لم تكن متقنة في أغلب الأوقات، وعانى الدفاع في التعامل مع سرعة رحيم سترلينغ، ولم يحصل ماريو ماندزوكيتش على مساعدة كبيرة في الهجوم.

undefined

وبالنسبة لفريق كان منظما وفعالا طيلة البطولة بدا ذلك غريبا، لكنه نجح في قلب الأوضاع ولم تملك إنجلترا الرد.

إذ تقدم ريبيتش وبريشيتش إلى الأمام مع وجود تعليمات واضحة للوكا مودريتش وإيفان راكيتيتش بسرعة تمرير الكرة إليهما، وفجأة وجد تريبيير ويونغ نفسيهما في مأزق.

ومع مواجهة تريبيير ويونغ خطورة مزدوجة بدأ خط وسط إنجلترا في التفكك، مع تحمل جوردان هندرسون عبئا لم يستطع السيطرة عليه، وانشغال جيسي لينغارد وديلي آلي بمساعدة الظهيرين بدلا من تشكيل خطورة على دفاع كرواتيا.

وتغيرت كفة المباراة، ولم يكن مفاجئا أن يدرك بريشيتش التعادل لكرواتيا (68).

ولم يملك "منتخب الأسود الثلاثة" الرد، سواء على أرض الملعب بعد تحول أسلوبه المعتمد على التمريرات إلى إبعاد الخطر عن منطقة الجزاء وإرسال تمريرات طويلة، أو على مقاعد البدلاء إذ لم يستطع ساوثغيت إجراء التحول الذي ربما كان يمكن أن يعدل الكفة مرة أخرى.

وقال فرساليكو ظهير كرواتيا إن "النظرة العامة كانت أن إنجلترا الجديدة غيرت أسلوبها في إرسال التمريرات الطويلة، لكن عندما ضغطنا عليها وضح أن ذلك لم يحدث".

undefined

وعندما سارت الأمور لصالح كرواتيا كانت تملك كفاءة مودريتش وراكيتيتش اللذين نجحا في السيطرة على إيقاع المباراة وسيرها كما كان متوقعا.

وكان رد ساوثغيت الوحيد هو إشراك ماركوس راشفورد بدلا من ستيرلينغ والحفاظ على الخطة ذاتها، لكنه فشل في إيقاف سيطرة كرواتيا.

ولم تكن مشكلة افتقار إنجلترا للاعب الوسط المبدع جديدة، وتوصل ساوثغيت إلى نظام يمكن أن يعوض نقطة الضعف.

لكن الفريق -الذي يفتقر للخبرة- فشل في استعادة تمريراته وتحركاته، وكان كفاحه فقط هو ما ساعده على بلوغ الوقت الإضافي.

المصدر : وكالات