نافاس.. وريث كاسياس المغضوب عليه

Football Soccer - Real Madrid v Kashima Antlers - FIFA Club World Cup Final - International Stadium Yokohama - Japan , 18/12/16 Real Madrid's Keylor Navas looks dejected after Kashima Antlers' Gaku Shibasaki scores their second goal Reuters / Toru Hanai Livepic
نافاس ارتكب أخطاء متعددة ولكنه أنقذ الريال من أهداف محققة (رويترز)

قبل عامين تقريبا، أعربت جماهير ريال مدريد بشكل لا لبس فيه عن عدم ثقتها في حارس مرمى فريقها آنذاك إيكر كاسياس، وها هي تعود مرة أخرى للتعبير بالطريقة نفسها عن استيائها من الحارس الكوستاريكي كيلور نافاس، لتعيد فتح قضية قديمة.

ولعب كاسياس آخر مبارياته بقميص ريال مدريد في 23 مايو/أيار 2015 ووضع نهاية لجدال طويل تسبب في انقسام غير مسبوق بين جماهير الفريق.

وعاني الحارس الإسباني المخضرم من صافرات الاستهجان في كل مباراة تقريبا من قبل الجماهير، 
وها هو التاريخ يعيد نفسه من جديد ولكن هذه المرة مع نافاس.

وعاش نافاس الليلة الأكثر قسوة له مع ريال مدريد في مباراته أمام ضيفه ريال بيتيس الأحد الماضي، حيث سمع لأول مرة منذ ثلاث سنوات -عندما انضم لصفوف النادي الملكي- صافرات استهجان الجماهير توجه إليه، وهي الجماهير نفسها التي كانت قبل وقت ليس بالطويل تكيل إليه المديح.

وحتى لا نذهب بعيدا، فقد كانت آخر إيماءات وعلامات الإشادة بالحارس الكوستاريكي من قبل أنصار النادي الإسباني في الوقت بدل الضائع لمباراة الأحد، بعد أن تصدى لهدف محقق للفريق الزائر.

وبدا في فترة محددة أن الصراع القديم قد انتهى، ولكن الجدال حول مركز حراسة المرمى في ريال مدريد تجدد مرة أخرى خلال المراحل الأخيرة من مسابقة الدوري الإسباني وصولا إلى مباراة ريال بيتيس، التي ارتفعت فيها وتيرة الاستياء من الحارس الكوستاريكي.

وكاد نافاس يتعرض للطرد في الدقيقة 22 من المباراة بعد عرقلته للاعب ريال بيتيس داركو براسانيتش، قبل أن يرتكب خطأ فادحا بعد ذلك التوقيت بثلاث دقائق فقط عندما أمسك بتسديدة عشوائية من اللاعب سانابريا، ثم تأرجحت الكرة بين يديه الحائرتين لتعبر في نهاية المطاف خط المرمى، 
معلنة الهدف الأول لبيتيس وفتحت الباب أمام صافرات الاستهجان التي ملأت جنبات ملعب سانتياغو بيرنابيو.

وكان قائد ريال مدريد سيرخيو راموس أول زملاء نافاس تشجيعا له، تبعه في ذلك لاعبون آخرون، بيد أن الحارس الكوستاريكي لم يجد في مبادرة زملائه عزاء كافيا.

وبعد ذلك، وجه نافاس ناظريه إلى الأرض قبل أن يومئ بالاعتذار إلى جانب من الجماهير، بيد أنه لم يستطع منذ تلك اللحظة تحاشي همهمة  الجماهير وصافراتهم.

نافاس لقي دعما خاصا من رفيقه سيرخيو راموس (غيتي)
نافاس لقي دعما خاصا من رفيقه سيرخيو راموس (غيتي)

ويزداد الموسم الحالي صعوبة بالنسبة لنافاس الذي عاد لصفوف ريال مدريد في بداية الموسم بعد أن أجرى عملية جراحية في وتر أكيليس، ولم يستطع العودة منذ ذلك الحين إلى مستواه الذي قدمه في الموسم الماضي الذي شهد تقييمه كأحد أفضل اللاعبين في الفريق المدريدي.

وبدأت احتمالات عودة نافاس إلى مقاعد البدلاء تتعاظم أكثر فأكثر في الشهور الأخيرة بسبب أخطائه، فقد ارتكب على سبيل المثال خطأ في مباراة ذهاب دور الـ16 أمام نابولي الإيطالي، كما أخطأ مرة أخرى أمام لاس بالماس، وهو ما أثرى الشكوك في نفوس جماهير ريال مدريد.

وترددت تقارير عن اتجاه المسؤولين في ريال مدريد إلى التعاقد مع حارس من الطراز الرفيع في الموسم المقبل، حتى أن أسماء مثل يبو كورتوا وديفد دي خيا بدأت تطرح نفسها بقوة، وهي نفسها التي كانت مقصدا قديما للنادي الإسباني.

ولكن كرة القدم دائما ما تقدم فرصا للتعويض وبسرعة كبيرة تتغير فيها المواقف والأحوال، فقد صنع نافاس معجزة بالتصدي ببراعة لتصويبة اللاعب سانابريا، التي كادت تمنح ريال بيتيس هدف التعادل في الوقت بدل الضائع من المباراة.
     
"من السذاجة إلى البطولة"، هكذا جاء عنوان صحيفة "ماركا" الأسبانية لوصف أداء نافاس خلال تلك المباراة.

وبعد ذلك التصدي الإعجازي، انطلق جميع زملاء نافاس لتهنئته، وبدا لاعب وسط الميدان ناتشو فيرنانديز وكأنه يلوم جماهير ريال مدريد على صافراتهم السابقة في مواجهة الحارس الكوستاريكي.

وقال لاعب وسط الميدان الكرواتي لوكا مودريتش متحدثا عن نافاس "إنه حارس عملاق"، بينما قال لاعب ريال بيتيس أنطونيو أدان "إنه جيد للغاية، التصدي الذي قام به في نهاية المباراة يكفيه".

المصدر : الألمانية