محاربو الصحراء.. مسيرة شاقة نحو مونديال روسيا

بين متفائل ومتشائم، تباينت ردود فعل الجزائريين من نتائج قرعة التصفيات المؤهلة لنهائيات روسيا 2018، التي أوقعت منتخبهم ضمن المجموعة الثانية التي وصفت بـ"مجموعة الموت".

ورغم أن القرعة التي جرت أمس بمقر الاتحاد الأفريقي بالعاصمة المصرية القاهرة، جنبت الجزائر مواجهة المنتخبات العربية، فإنها لم تكن برأي الشارع الرياضي رحيمة بمنتخبهم حينما أوقعته في مجموعة نارية أطلق عليها اسم "مجموعة الموت"، تضم منتخبات قوية لها تاريخ عريق في سجل كرة القدم الأفريقية، وهي الكاميرون ونيجيريا وزامبيا.

وبعد انتهاء عملية القرعة غصّت مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات النشطاء والمغردين، وتباينت مواقفهم ومشاعرهم تجاه ما أسفرت عنه القرعة بين متفائل بقوة رفقاء رياض محرز، ومتشائم وخائف على مسيرة فريقهم نحو مونديال روسيا 2018.

وعلى الورق، يشدد نجم "الخضر" في الثمانينيات لخضر بلومي على أن "منتخب بلاده هو الأقوى والأوفر حظا لتمثيل مجموعته في نهائيات روسيا 2018″، لكن على الميدان يقول للجزيرة نت إن "المأمورية لن تكون سهلة مطلقا".

ورغم ذلك يكشف أن هناك العديد من المقومات التي يمتلكها "الخضر" حاليا وتشكل له أسبقية في التأهل، أهمها صدارته لقائمة أفضل المنتخبات العربية والأفريقية حاليا، وهذا الأمر يشكل برأيه عامل ضغط على المنتخبات المنافسة للجزائر، و"على الجزائر أن تستغل هذا العامل وأن تبرهن على أنها فريق قوي ولديه القدرة على تجاوز أي فريق".

حظوظ الخضر
ولأسباب يقول إنها تتعلق بتشكيلة المنتخب، فإن حظوظ "الخضر"، حسب الصحفي بالقسم الرياضي لصحيفة "وقت الجزائر" أحمد حفاف، وافرة في الترشح لمونديال روسيا، فهو يضم "مجموعة من النجوم يتقدمهم أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز رياض محرز، وأفضل هداف أفريقي في أوروبا، إسلام سليماني مهاجم سبورتينغ ليشبونة البرتغالي، إلى جانب ياسين براهيمي جناح نادي بورتو البرتغالي".

وبرأيه فإن "المنتخب الجزائري سيكون أقوى بعودة قائد التشكيلة، وقائد الدفاع رفيق حليش الذي يتوق لكتابة اسمه بأحرف من ذهب بالمشاركة في المونديال للمرة الثالثة على التوالي".

وبالعودة إلى تاريخ المواجهات الكروية بين الجزائر ومنافسيها، واجهت الجزائر الكاميرون في سبع مناسبات، حققت فيها الجزائر فوزا يتيما مقابل ثلاثة انتصارات وثلاثة تعادلات، وواجهت زامبيا في 12 مناسبة حققت فيها سبعة انتصارات، مقابل خسارتين وثلاثة تعادلات.

وبالمقارنة مع آخر النتائج المسجلة للمنتخبات المنافسة، يسجل "للخضر" أفضلية في سجل النتائج، فالجزائر حققت فيه تأهلا سهلا لنهائيات أمم أفريقيا 2017، في حين أقصيت كل من نيجيريا وزامبيا، كما تأهلت الكاميرون بصعوبة على حساب المنتخب الموريتاني.

المجموعة الأصعب
وعلى الرغم من تراجع نتائج المنتخب الكاميروني مؤخرا، والمشاكل التنظيمية التي تعرفها الكرة النيجيرية، فإن المنتخب الجزائري برأي الدكتور محمد عماري المختص في علوم الرياضة بوسعه العودة إلى الواجهة في أي وقت، لأن المشاركة في المونديال حافز قوي جدا في هذا المستوى، لكنه حذّر من "التغافل عن المستوى الذي وصلته الكرة الزامبية التي استعادت بريقها بوجود اتحاد قوي جدا يقوده النجم السابق كالوشا بواليا".

ورغم تأكيده أن المجموعة الثانية التي يوجد فيها "الخضر" هي الأصعب على الإطلاق، فإن المنتخب الجزائري برأيه هو "الأفضل على الإطلاق في القارة الأفريقية".

وقال للجزيرة نت "شاهدنا بالأمس في القاهرة كيف أن الجميع كان يأمل تفدي مواجهة الخضر، ولذلك فهو المرشح الأول، نظريا، للوصول إلى روسيا".

والمنتخب الجزائري برأيه قد يكون محظوظا بمواجهة منتخبات تلعب كرة القدم جيدا، فمحاربو الصحراء معتادون على أداء مباريات قوية عندما ينافسون منتخبات تلعب كرة جميلة، حسب قوله.

وأشار إلى أن الاتحاد الجزائري مطلب بإنهاء التعاقد مع المدرب الجديد في أسرع وقت، "فقد بدا غريبا" ثم يقول إن "أفضل منتخب أفريقي يوجد من دون مدرب حاليا".