رياضة الغولف بتونس.. طموح رغم الصعاب

ندرة ملاعب الغولف المهيئة تظل أكبر العوائق أمام الاتحاد التونسي الذي يرأسه عبد الحكيم بن حليمة منذ 2012
ندرة ملاعب الغولف المجهزة تظل أكبر عوائق تطور اللعبة في تونس (الجزيرة نت)

مجدي بن حبيب-تونس

بدأت رياضة الغولف في تونس منذ سنوات قليلة تتحسس طريقها نحو البروز، وتتطلع إلى موقع تحت الأضواء على الصعيد القاري والدولي، رغم تعدد العراقيل المتمثلة أساسا في ضعف موارد التمويل وقلة الملاعب ومراكز التكوين.
 
ومنذ اندلاع ثورة "الحرية والكرامة" تراجع إقبال المؤسسات الراعية لهذه الرياضة، مما دفع الاتحاد التونسي للعبة إلى اعتماد مصادر تمويل ذاتية للحفاظ على مكانته المرموقة على المستويين العربي والأفريقي.

ووضع الاتحاد الجديد للعبة إستراتيجية عمل على مدى أربع سنوات تهدف إلى زيادة عدد الأندية والناشطين وتوسيع قاعدة شعبية الرياضة لبلوغ مراتب متقدمة في تصنيف الاتحاد الدولي.

وانتُخب المكتب الجديد للاتحاد في يونيو/حزيران 2012، علما بأن مروان المبروك صهر الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي ترأس الاتحاد المحلي للعبة حتى يناير/كانون الثاني 2011 قبل أن يترك المنصب بعد الثورة.

وكشفت السكرتيرة العامة لاتحاد للغولف مروى ساسي أن الكلفة الباهظة لملاعب الصولجان وغياب المعلنين أثر على هذه الرياضة، وأدى إلى تراجع عدد المجازين الناشطين إلى 800 لاعب في العام الجاري بعد أن كان يناهز 1200 في العام 2010.

وقالت ساسي للجزيرة نت إن أهداف الاتحاد الأولى هي إعادة الإشعاع لرياضة الغولف وتحسين التصنيف الدولي ورفع عدد المجازين إلى أكثر من ألف لاعب خلال العام 2014 رغم الصعوبات المادية، مؤكدة أن "طريق إعادة إشعاع الغولف يمر عبر صيانة الملاعب".

‪مروى ساسي‬  (يمين):(الجزيرة نت)
‪مروى ساسي‬ (يمين):(الجزيرة نت)

غير صالحة
وتتوزع ملاعب الغولف العشرة في تونس على مدن العاصمة تونس والحمامات والمنستير وطبرقة وتوزر وسوسة وجربة، ولكن أربعة من هذه الملاعب تصنف على أنها غير صالحة للدورات الكبرى نتيجة عدم مطابقتها المواصفات الدولية، حسب ساسي.

وحول الخطوات الفعلية لضمان انطلاقة جديدة للعبة في تونس، أكدت المتحدثة أن الاتحاد وضع الأسس الأولى لإنشاء أكاديمية وطنية وأربعة مراكز للنهوض بالغولف لتكوين الفئات السنية بالاستعانة بخبراء ومدربين لهم مكانتهم على الصعيد الدولي.

يذكر أن الغولف من الرياضات المكلفة، إذ تصل كلفة إنجاز ملعب للصولجان وتجهيزه إلى 35 مليون دينار (نحو 22 مليون دولار)، في حين تبلغ أسعار التجهيزات الرقمية المعتمدة في المباريات الدولية 50 ألف دينار (نحو 31 ألف دولار).

وتأسس الاتحاد التونسي للغولف عام 1992، ويشرف المكتب الحالي برئاسة عبد الحكيم بن حليمة على تنظيم بطولة الدوري ومسابقة الكأس لمختلف الفئات السنية، فضلا عن تأمين مشاركة المنتخبات الوطنية في التظاهرات الإقليمية والقارية والدولية واستضافة دورات دولية.

‪منتخب تونس يخوض الشهر المقبل الألعاب الأفريقية للشباب في بوتسوانا‬ (الجزيرة نت)
‪منتخب تونس يخوض الشهر المقبل الألعاب الأفريقية للشباب في بوتسوانا‬ (الجزيرة نت)

صعوبات وعراقيل
من جهته قال رئيس نادي القنطاوي بسوسة للغولف المنذر العذاري أن كل النوادي تعاني من صعوبات في التمويل تفاقمت بعد الثورة بسبب تراجع المؤسسات الراعية للعبة وافتقار أغلبها لملاعب مجهزة.

بدوره اعتبر المدير الفني لمنتخب تونس سمير الولاني أن إشعاع هذه الرياضة وتوسيع قاعدتها الجماهيرية وعدد الناشطين فيها يمر حتما عبر الاحتكاك بمنتخبات عريقة، مشيرا إلى أن الكلفة العالية للتربصات الخارجية "تضعنا أمام خيار وحيد هو تكثيف مشاركاتنا في البطولات الأفريقية والعربية والدولية".

وتخوض تونس أواخر الشهر الحالي البطولة الأفريقية للأصاغر في زامبيا، كما تشارك خلال مايو/أيار المقبل في الألعاب الأفريقية (بوتسوانا) التي ستكون مؤهلة للألعاب الأولمبية للشباب (الصين 2015) قبل أن تسجل حضورها في دورة إنجلترا المفتوحة (يوليو/تموز 2014) والبطولة العربية بالمملكة العربية السعودية (سبتمبر/أيلول 2014).

وتعد بطولة العالم في اليابان في الفترة من 6 إلى 15 سبتمبر/أيلول المقبل بمشاركة 65 بلدا، أكبر المسابقات الدولية التي ينتظر منتخب تونس المشاركة فيها وبلوغ مراتب مرموقة.

يذكر أن منتخب تونس للغولف أحرز المركز الأول في البطولة الأفريقية للشباب (موريشيوس 2014) التي شهدت مشاركة 12 منتخبا.

المصدر : الجزيرة