أوّل أثر لحضارات ذكية ضمن برنامج فضائي

alien mega structure, Dyson sphere around a distant star in front of the Milky Way (3d illustration, elements of this image are furnished by NASA)
غلاف دايسون يطوّق النجم بشكل شبه كامل -حسب الفرضية- ليستغل جلّ الطاقة المنبعثة منه، ولا توجد أيّ وسيلة أو قواعد هندسية قادرة على تحقيق ذلك ضمن العلوم والتكنولوجيا الحالية المتاحة (شترستوك)

في ظل سعي مراكز الأبحاث المستمر للعثور على حضارات ذكية أخرى في العوالم النائية، أعلن مجموعة من الخبراء أنّهم عثروا على آثار وبصمات تقنية لما يُعرف بـ"غلاف دايسون" لحضارة ذكية متقدمة وفقا لنتائج أولية.

وغلاف دايسون هيكل افتراضي ضخم يطوّق نجمًا ما بشكل كامل، فيحصل على أكبر قدر ممكن من الطاقة المنبعثة منه أشبه بالألواح الشمسية، ويعكس هذا الهيكل الفضائي تصنيف العلماء لمستوى الحضارة من حيث التقدّم التكنولوجي وحاجتها من الطاقة لتلبية طموحاتها.

ويعتقد العلماء أنّ غلاف دايسون لا يمكن بناؤه إلا من خلال حضارات متقدمة علميا وتقنيا بشكل كبير كي تكون قادرة على بناء مجسم كروي ضخم وثابت يعمل بكفاءة عالية ويحيط بالنجم من جميع الجهات.

ووفقا لمقياس "كارداشيف" لتصنيف الحضارات، فإنّ مثل هذه الهياكل الفضائية الضخمة يمكن لحضارة ما أن تكون قادرة على بنائها فقط عندما تصل إلى المستوى الثاني، علمًا بأنّ الحضارة البشرية اليوم تقبع في المستوى الصفري وفقا للتصنيف.

"مقياس كارداشيف".. معايير استغلال الطاقة التي ترسم سلم الحضارات الكونية المصدر: الجزيرة الوثائقية
الحضارة البشرية اليوم تقبع في المستوى الصفري وفقا لتصنيف "مقياس كارداشيف" لتصنيف الحضارات (الجزيرة)

العثور على علامات تقنية

وشكّل الفريق البحثي مجموعة من العلماء من الولايات المتحدة وبريطانيا والهند والسويد، وقدّموا أطروحتهم بعنوان "برنامج هيفايستوس.. مرشحو غلاف دايسون"، ليطرحوا نتائج عملهم الذي تناولوا فيه تحليل مجموعة ضخمة من البيانات لنحو 5 ملايين نجم لغرض البحث عن آثار لأيّ حضارة متقدمة.

وكان سرّ عملية البحث هو تفقّد الأشعة تحت الحمراء الناتجة من هذه الهياكل التي تحيط بالنجوم، إذ يعتقد العلماء بأنّ الطاقة الحرارية الهائلة التي تختزلها هذه الهياكل قد يدفع بالأشعة تحت الحمراء إلى خارج الهيكل. هذا على الرغم من وجود العديد من الأجرام السماوية الطبيعية التي تُنتج الأشعة تحت الحمراء مثل السدم وحلقات الغبار المحيطة بالنجوم، وهذا ما يرفع مستوى التحدي في تحليل البيانات.

وللحصول على نتائج حقيقية تخدم أهداف البرنامج، أقدم الفريق العلمي على تطوير سلسلة من الخطوات لمعالجة البيانات، وكانت الخطوة الأولى الكشف عن أيّ شذوذ في الأشعة تحت الحمراء، ثمّ دراسة التباين البصري، وهو تحديد مستوى التغير والتوافق في درجة سطوع النجم مع مرور الوقت إذا كانت هذه التغيرات طبيعية أو أنّها تنبئ بوجود هيكلٍ ما حولها.

ثمّ دراسة انبعاثات "إتش ألفا" المرتبطة بخطوط الطيف الهيدروجينية، وتدلّ هذه الانبعاثات على وجود نشاط محتمل قرب المصدر، وهو ما يساعد في التمييز بين الظواهر الطبيعية والعمليات الصناعية مثل غلاف دايسون.

وبعد عمل طويل من الاستبعاد والترشيح، ومن أصل 5 ملايين مرشح، تمكنت 7 مصادر فقط من العبور إلى المرحلة الأخيرة من التقييم، ويعتقد العلماء بأنّ هؤلاء المرشحين اجتازوا جميع التحاليل، وأنّ هناك احتمالا لوجود غلاف دايسون، وبالتالي وجود حضارة ذكية.

ويسعى العلماء إلى الكشف عن هويّة الاحتمالات السبعة الأخيرة، وإجراء المزيد من التحليل الطيفي لمصدر الأشعة، آملين بذلك أن يصلوا إلى نتائج مفاجئة وصادمة.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية