لأول مرة.. اليونسكو تختار الباحثة الجزائرية حسينة موري لتولي كرسي الجيولوجيا الطبية في أفريقيا

حصلت الباحثة الجزائرية في جامعة جوهانسبرغ حسينة موري Hassina Mouri، على كرسي اليونسكو للجيولوجيا الطبية في أفريقيا، لأول مرة في تاريخ برنامج كراسي اليونسكو.

ونشرت جامعة جوهانسبرغ -التي تنتمي إليها الباحثة- الخبر يوم 26 مايو/أيار الجاري، على موقعها الرسمي بعد الانتهاء رسميا من توقيع الاتفاقية المبرمة بينها وبين اليونسكو لتأسيس كرسي في الجيولوجيا الطبية في أفريقيا.

تدريب الطلاب الأفارقة

قالت حسينة موري، في اتصال مع الجزيرة نت، عبر البريد الإلكتروني، إنها تلقت الخبر بكثير من الحماس والسعادة والفخر، بعد نجاحها في حصد الكرسي الذي تعتبره تتويجا لمجهوداتها في تطوير هذا التخصص العلمي في أفريقيا.

وأكدت أن "الجيولوجيا الطبية تخصص يعمل على تحسين صحة السكان والذي يتجاهله العالم، مع الأسف، إلى حد كبير، رغم أنه مهم جدا، نظرا لطبيعته المتعددة والشاملة باعتباره مجالا علميا متعددة التخصصات ومواءمته مع معظم أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة".

وعن القيمة التي يضيفها هذا الكرسي للجيولوجيا الطبية، تقول حسينة موري للجزيرة نت "هذا المنصب المرموق، سيساعد في الترويج للجيولوجيا الطبية والاعتراف الدولي بها، وبالتالي تطويرها بشكل أكبر". وهو ما تراه الباحثة دافعا لتطوير الجيولوجيا الطبية بشكل أكبر خاصة في أفريقيا، لكونه تخصصا ناشئا يتمتع بإمكانات كبيرة ليصبح مجالا مهما جدا للبحث في المستقبل.

وتنصح موري في حديثها مع الجزيرة نت الباحثين الذين يفكرون في دخول برنامج كراسي اليونسكو، أن تكون لديهم أهداف وخطة عمل واضحة تتماشى مع رؤية ورسالة اليونسكو والتي يمكن أن تعود بالنفع على المجتمع ككل، وخاصة أولئك الذين تخلفوا عن الركب.

وتعبر الباحثة عن طموحها للجزيرة نت، قائلة "حلمي أن أكون قادرة على تدريب أكبر عدد ممكن من الطلاب الأفارقة في هذا المجال العلمي، وجعلهم سفراء ورسلا هذا التخصص، والمنقذين لمجتمعاتهم".

بدأ اهتمام الباحثة موري، بمجال الجيولوجيا الطبية منذ سنوات طويلة، حيث عملت قبل الانضمام إلى جامعة جوهانسبرغ، في جامعة "باريس 7″، والمتحف الوطني للتاريخ الطبيعي بباريس (MNHN)، وجامعة هلسنكي، مركز المسح الجيولوجي في فنلندا، والمتحف السويدي للتاريخ الطبيعي، وجامعة مينيسوتا الأميركية وجامعة بريتوريا في جنوب أفريقيا.

مناصب عدة في العلوم الجيولوجية

وطوّرت حسينة موري اهتمامها بالجيولوجيا الطبية منذ عام 2013 مع التركيز على القضايا المتعلقة بالقارة الأفريقية، حيث قامت بتدريب العديد من طلاب الدراسات العليا من الدول الأفريقية، وقدمت أعمالها في العديد من المؤتمرات الدولية ونشرت في عدد من المجلات الدولية.

وهو ما جعلها تحصل على لقب أول امرأة أفريقية تنتخب لمنصب نائب رئيس الاتحاد الدولي للعلوم الجيولوجية (IUGS) أحد أكبر المنظمات العلمية في العالم، خلال الفترة من 2020 إلى 2022، كما تم اختيارها للظهور في كتاب لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا (UNECA) الذي نشر شهر مارس/آزار المنصرم، من بين أكثر من 100 امرأة أفريقية مرشحة لهذا الظهور.

وهي كذلك الرئيس السابق للجنة جنوب أفريقيا الوطنية للاتحاد الدولي للعلوم الجيولوجية (IUGS) خلال الفترة من 2017 إلى 2020، وعضو سابق في المجلس الاستشاري لمجلة جنوب أفريقيا للعلوم، وهي حاليا عضو في لجنة تقييم المنظمة الوطنية لعلوم الأرض (NRF).

يذكر أنه قد تم إطلاق برنامج كراسي اليونسكو في عام 1992، ويضم أكثر من 850 مؤسسة في 117 دولة ويعزز التعاون الدولي بين الجامعات والشبكات لتعزيز القدرات المؤسسية من خلال تبادل المعرفة والعمل التعاوني.

ويدعم البرنامج إنشاء كراسي اليونسكو في المجالات ذات الأولوية الرئيسية المتعلقة بمجالات اختصاص اليونسكو، على سبيل المثال العلوم الطبيعية والاجتماعية، والثقافة والاتصال، وبجعل مؤسسات التعليم العالي والبحث قادرة على استخدام مواردها لمواجهة التحديات الملحة والمساهمة في تنمية مجتمعاتها.