النسخة الثانية من المنتدى العربي للإعلام والتواصل العلمي تستشرف المستقبل

الجمهور العربي بعد انتشار فيروس كورونا حوّل أنظاره بقوة نحو الإعلام العلمي بعدما كان غير مبال به، وواجهت المؤسسات الإعلامية صعوبات في التعامل مع المستجدات لنقص الكفاءات في مجال الإعلام العلمي.

المنتدى العربي للإعلام والتواصل العلمي في نسخته الثانية المصدر: الصفحة الرسمية للمنتدى على فيسبوك
النسخة الأولى للمنتدى العربي للإعلام والتواصل العلمي عرفت مشاركة أكثر من 500 شخص ونحو 73 متحدثا من 27 دولة (مواقع التواصل)

تنطلق غدا السبت 26 فبراير/شباط الجاري، وعلى مدار 3 أيام، فعاليات المنتدى العربي للإعلام والتواصل العلمي في نسخته الثانية التي ستعقد تحت شعار "استشراف المستقبل".

ويعد المنتدى العربي للإعلام والتواصل العلمي أكبر حدث متخصص في الإعلام العلمي بالوطن العربي، إذ اكتسب اهتماما جماهيريا وزخما إعلاميا كبيرين، وذلك بفضل المشاركة النوعية للمتحدثين فيه من الإعلاميين ورواد التواصل العلمي في العالم العربي، فضلا عن جودة المواضيع التي تطرح للنقاش والحوارات التي تدار.

كانت الدورة الأولى من هذا المنتدى أقيمت العام الماضي في الفترة الممتدة من 21 إلى 24 فبراير/شباط 2021 تحت عنوان "استغلال الفرص ومواجهة التحديات"، وهي النسخة التي عرفت مشاركة أكثر من 500 شخص ونحو 73 متحدثا من 27 دولة.

بداية الفكرة

كانت فكرة تنظيم هذا المنتدى مدفوعة بعدة أسباب؛ أهمها الحاجة إلى جمع الفاعلين في مجال الإعلام والتواصل العلمي في فترة انتشار فيروس كورونا الذي حال دون عقد لقاءات حضورية، فكان الفضاء الافتراضي الملجأ الوحيد لتحقيق هذا المبتغى.

ويقول محمد السنباطي (صحفي علمي حر وأحد مؤسسي المنتدى) في تصريح للجزيرة نت عبر الهاتف "لاحظنا خلال فترة انتشار فيروس كورونا زيادة الاهتمام بالأخبار العلمية والتواصل العلمي بشكل أكبر من ذي قبل، إذ تم انتشال هذا المجال وبات الجميع مهتما بالأخبار العلمية لحاجتهم لذلك".

وأضاف أن الفكرة تمخضت خلال لقاء جمعه مع الصحفية العلمية بثينة أسامة والصحفي العلمي سعد لطفي، وكلاهما من مؤسسي المنتدى، حيث وجدوا أن الصحفيين العلميين في الوطن العربي -على كثرتهم- لا يتواصلون جيدا في ما بينهم ولا يتبادلون الخبرات ولا يستفيدون من خبرات بعضهم البعض، وهو ما جعل فكرة إقامة المنتدى ضرورة ملحة.

المنتدى العربي للإعلام والتواصل العلمي في نسخته الثانية المصدر: الصفحة الرسمية للمنتدى على فيسبوك
نضال قسوم أستاذ الفيزياء وعلوم الفلك بالجامعة الأميركية بالشارقة يشارك في النسخة الثانية (مواقع التواصل)

وأوضح السنباطي أن النسخة الأولى من المنتدى التي أقيمت تحت شعار "الفرص والتحديات في مجال التواصل العلمي" كانت ناجحة جدا من حيث عدد المشاركين والمتحدثين ونوعية المواضيع العلمية التي تم التطرق إليها، بالإضافة إلى أنها سمحت بالربط بين الإعلاميين العلميين العرب ومد جسور التواصل والتعاون في ما بينهم، وهو ما شكّل حافزا كبيرا لمواصلة المغامرة وإقامة النسخة الثانية".

وعرفت النسخة الأولى مشاركة العديد من القامات العلمية في الوطن العربي، مثل رئيسة جمعية تقدم العلوم في الوطن العربي الدكتورة رنا الدجاني، وهشام الغيلي وهو صانع أفلام ومنتج متخصص في التواصل العلمي، ونضال قسوم أستاذ الفيزياء وعلوم الفلك بالجامعة الأميركية بالشارقة وصاحب برنامج "تأمل معي"، وأمين عام جمعية "عرب وايز" جواد الخراز، وغيرهم من المتحدثين الذين أثروا المحتوى إلى جانب كثير من الإعلاميين العلميين العرب.

النسخة الثانية لاستشراف المستقبل

يرى منظمو المنتدى أنه من الضروري أن يكون الإعلاميون ورواد التواصل العلمي على دراية مستمرة بالتحولات التي يعرفها هذا المجال في عصر السرعة، ولذلك فإن مناقشة هذه التغيرات وتقييم التحديات ضروري جدا من أجل مواكبة التطورات وإثراء المحتوى العلمي العربي.

أستاذة الإعلام البيئي بالجامعة اللبنانية راغدة حداد تشارك في النسخة الثانية للمنتدى (مواقع التواصل)

ولأن أفضل طريقة لاستشراف المستقبل هي المشاركة في صنعه، فإن النسخة الثانية جاءت من أجل عرض التوقعات وقراءة مستقبل الإعلام العلمي العربي الذي لا يزال يصارع من أجل وضع قدم له مقارنة بما يحدث في كثير من مناطق العالم.

تقول الإعلامية العلمية بثينة أسامة (من مؤسسي المنتدى) في تصريح عبر البريد الإلكتروني للجزيرة نت "ارتأينا هذا العام تنظيم المنتدى تحت شعار "استشراف المستقبل" ليكون محطة استمرار للنسخة الأولى التي كانت مخصصة لبناء القدرات والتأسيس للمنتدى.

ولاحظ الجميع أن الجمهور العربي بعد انتشار فيروس كورونا حوّل أنظاره بقوة نحو الإعلام العلمي بعدما كان غير مبال به، وواجهت المؤسسات الإعلامية صعوبات في التعامل مع المستجدات لنقص الكفاءات في مجال الإعلام العلمي، واليوم نحن مطالبون بالتحضير لفترة ما بعد كورونا من خلال قراءة مستقبل القطاع والاستعداد الجيد لما نتوقع حدوثه".

المنتدى العربي للإعلام والتواصل العلمي في نسخته الثانية المصدر: الصفحة الرسمية للمنتدى على فيسبوك
حسان طاهري المنسق الإعلامي لمدينة العلوم بتونس يشارك في نسخة المنتدى الثانية (مواقع التواصل)

من المنتظر أن تعرف النسخة الثانية مشاركة قامات علمية متميزة، مثل الدكتور فاروق الباز، والدكتورة علياء أبو كيوان، ومن الإعلاميين العلميين تشارك دينا أبو غزالة التي ستقدم ورشة صحافة الحلول العلمية، والمنسق الإعلامي لمدينة العلوم بتونس حسان طاهري الذي سيستعرض تجربة المدينة في التواصل العلمي عبر شبكات التواصل الاجتماعي، فضلا عن أستاذة الإعلام البيئي بالجامعة اللبنانية راغدة حداد التي ستشارك في جلسة العمل المناخي في الوطن العربي.

كما أكدت بثينة أسامة أن المنتدى هذه السنة أفرد جزءا كبيرا للمشاكل والتحديات التي تواجه الإعلاميين العلميين أثناء أداء عملهم، مثل الترجمة العلمية وضبط المصطلحات بالعربية وتدقيق المعلومات والتحقق من مصادر المعلومات، وأيضا كيفية تأليف الكتب العلمية، وذلك مقابل عرض قصص نجاح ومبادرات لبعض الصحفيين الذين تألقوا بتنفيذ أفكار جديدة في الإعلام والتواصل العلمي.

دعم وتنظيم كبيرين

تشرف على تنظيم المنتدى العربي للإعلام والتواصل العلمي شركة "سايكوم إكس" (SciComm X)" المتخصصة في ترقية الإعلام والتواصل العلمي ومديرها التنفيذي الصحفي المصري سعد لطفي، وهي الشركة نفسها التي تقوم بتنظيم المنتدى الدولي للصحافة العلمية، وتصدر مجلة "ساينتيفيك عرب" وتدير منصة الكيمياء العربية.

المنتدى العربي للإعلام والتواصل العلمي في نسخته الثانية المصدر: الصفحة الرسمية للمنتدى على فيسبوك
الدكتورة علياء أبو كيوان تشارك في النسخة الثانية للمنتدى العربي للإعلام والتواصل العلمي (مواقع التواصل)

يقول سعد لطفي -في تصريح عبر الهاتف- للجزيرة نت "أقمنا شراكات عمل مع العديد من المنظمات والهيئات العالمية مثل اليونسكو، ومعهد غوته الألماني، والمركز الثقافي البريطاني، وغيرها من الهيئات التي تعد من أكبر الداعمين للمنتدى العربي للإعلام والتواصل العلمي، الذي نتوقع أن يصل عدد المشاركين فيه إلى نحو500 شخص".

أما الشركاء الإستراتيجيون في هذه النسخة فهم شركة ميتا (فيسبوك سابقا)، ومنصة أريج الأردنية للصحافة الاستقصائية، والشبكة العربية لمدققي المعلومات، ومنظمة أطباء بلا حدود، ومنصة إيجاب.

أما عن برنامج هذه السنة فأوضح سعد لطفي أن ما يميزه عن النسخة الأولى هو تقسيمه إلى 3 أجزاء: "الجزء الأول عبارة عن ورشات عمل تدريبية، وتمت برمجتها في اليوم الأول، مثل ورشة صحافة الحلول العلمية، وورشة عن مهارات التواصل العلمي والتبسيط العلمي، وورشة عن أساسيات صناعة البودكاست".

المنتدى العربي للإعلام والتواصل العلمي في نسخته الثانية المصدر: الصفحة الرسمية للمنتدى على فيسبوك
المديرة التنفيذية لرابطة المراكز العلمية بالشرق الأوسط مايسة عزب (مواقع التواصل)

"ويتعلق الجزء الثاني بالجلسات العامة، وستكون مخصصة للدراسات والنقاشات المتعلقة بموضوع النسخة الثانية، وهو "استشراف المستقبل" مثل جلسة التغيرات المناخية في الوطن العربي، وجلسة حول إستراتيجية مواجهة التغيرات المناخية في مصر في فترة بين 2020 و2030، وجلسة حول مستقبل المتاحف العلمية في الوطن العربي، وجلسة حول مدينة العلوم في تونس، وجلسة حول دور العلماء في دعم التواصل العلمي على مواقع التواصل الاجتماعي".

أما الشق الثالث فهو عبارة عن معرض تفاعلي مخصص لعرض نشاط المنظمات والهيئات المشاركة في المنتدى، وكيف تقوم بترقية الثقافة العلمية، مثل المجلس الثقافي البريطاني ومنصة أريج، حيث سيتم التطرق إلى أهمية ما تقوم به هذه الهيئات في سبيل ترقية العلوم.

المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي