وحش بحيرة "لوخ نس" الأسطوري قد يكون سمك ثعبان ضخما

Said سعيد - لوحة تخيلية لوحش لوخ نس الأسطوري - ويكيميديا كومنز – متاح الاستخدام - وحش لوخ نس قد لا يكون إلا أنقليس ضخم
لوحة تخيلية لوحش "لوخ نس" الأسطوري (ويكيميديا كومونز)

محمد رمضان

يبدو أن إماطة اللثام عن لغز "وحش بحيرة لوخ نس" أصبحت قريبة، حيث يعتقد فريق من الباحثين أن ذلك الكائن قد يكون مجرد أنقليس (سمك الثعبان) ضخم الحجم، وفقا لتحليل بيانات الحمض النووي الموجود بمياه البحيرة.

ونشرت تفاصيل تلك الدراسة مطلع سبتمبر/أيلول الجاري بالموقع الخاص بالمشروع البحثي، الذي يسعي إلى نفي أو إثبات وجود وحش لوخ نس، حيث قام فريق بحثي دولي بقيادة جامعة أوتاغو النيوزيلاندية بأخذ مئات العينات من بحيرة لوخ نس وتحليل الحمض النووي الموجود بها، ومن ثم الكشف عن هوية كافة الكائنات التي تعيش بها من البكتيريا إلى الأسماك، مرورا بأية كائنات أخرى يحتمل وجودها.

وخلصت نتائج الدراسة -عبر تحليل خمسمئة مليون تتابع من الحمض النووي- إلى أن مياه بحيرة لوخ نس وشواطئها تأوي 11 نوعا من الأسماك، وثلاثة أنواع من البرمائيات، و22 نوعا من الطيور، و19 من الثدييات، بالإضافة إلى آلاف الأنواع من الكائنات الدقيقة كالبكتيريا.

لكن الأمر الملفت للنظر كان وجود كميات كبيرة من الحمض النووي الخاص بالأنقليس بمياه البحيرة؛ مما دفع الباحثين لطرح فكرة أن يكون وحش لوخ نس مجرد أنقليس ضخم.

أسطورة "نيسي" وحش البحيرة
نشرت أولى مشاهدات وحش لوخ نس بإحدى الصحف الأسكتلندية عام 1933، حيث وصفته بأنه وحش ضخم ذو رقبة طويلة يسبح ببحيرة لوخ نس الواقعة شمال أسكتلندا. ومنذ ذلك الحين تعددت الروايات حول رؤية هذا الكائن -الذي أطلق عليه "نيسي" للتدليل- تضمنت شهادات شهود عيان وصورا فوتوغرافية وتسجيلات صوتية وأفلاما، إلا أن بعضها قد ثبت لاحقا أنه خدعة تمت فبركتها باحترافية.

بحيرة لوخ نس شمال أسكتلندا موطن الوحش المزعوم (بيكساباي)
بحيرة لوخ نس شمال أسكتلندا موطن الوحش المزعوم (بيكساباي)

انتشار صيت ذلك الكائن كواحد من أشهر أساطير المخلوقات الخرافية حول العالم؛ دفع العديد من العلماء لمحاولة نفي أو إثبات وجوده عبر دراسات علمية رصينة، ومن بين تلك الدراسات إجراء مسح لكامل البحيرة باستخدام موجات السونار، أجري القرن الماضي، ولم يسفر عن اكتشاف وجود هذا الكائن.

التفسيرات التي طُرحت حول حقيقة نيسي تضمنت أن يكون أحد أنواع الديناصورات البحرية المنقرضة المعروفة باسم البلصورات، أو نوعا ضخما من أسماك القرش أو أسماك السلوريات (القراميط) أو أسماك الأنقليس.

إلا أن نتائج الدراسة العلمية الجديدة تنفي أن يكون ذلك الكائن ديناصور البلصور أو سمكة القرش أو سمكة السلور، حيث لم توجد أية آثار للحمض النووي الخاص بتلك الكائنات بمياه البحيرة. ولكن ماذا عن احتمالية أن يكون "نيسي" نوعا ضخما من الأنقليس؟

هل هو أنقليس كبير الحجم؟
"اقترح الباحثون سابقا أن الأنقليس الضخم قد يفسر بعض المشاهدات، إلا أن تلك الفكرة فقدت شعبيتها مع شيوع النظريات الخاصة بالديناصورات المنقرضة". وذلك حسب ما صرح به الفريق البحثي عبر موقع المشروع. ولا يستبعد الباحثون أن يكون الكائن المزعوم أنقليسا ذا حجم ضخم، حيث إن بقايا الحمض النووي للأنقليس تنتشر بمياه البحيرة بشكل ملحوظ.

إلا أن تلك العينات تخص فقط الأنقليس الأوروبي -المعروف علميا باسم "أنغويللا أنغويللا" (Anguilla anguilla)– الذي لا يتجاوز حجمه 1.5 متر عادة، في حينن يعتقد أن يكون وحش البحيرة ذا حجم أضخم، وفقا للمشاهدات غير المجزوم بصحتها.

الأنقليس (سمك الثعبان) الذي يعتقد الباحثون أن وحش
الأنقليس (سمك الثعبان) الذي يعتقد الباحثون أن وحش "لوخ نس" نوع ضخم منه (بيكساباي)

لكن في الوقت ذاته، فإن عينات الحمض النووي الخاصة بالأنقليس تلك لا يمكنها إخبارنا بحجمه، وبالتالي يرى العلماء ضرورة إجراء مزيد من الأبحاث لتأكيد أو نفي تلك النظرية، كما تم دحض النظريات الأخرى الخاصة بالديناصورات والقروش والسلوريات.

ورغم عدم البت بشكل قاطع حول وجود وحش بحيرة "لوخ نس" أو أنه مجرد سمكة أنقليس ضخمة، فإن تلك الدراسة أظهرت التطبيقات الواعدة لدراسة الحمض النووي البيئي (eDNA)، حيث وفرت الدراسة قاعدة بيانات هائلة حول الحياة الطبيعية في تلك البحيرة، الأمر الذي يمكنه أن يلقي الضوء على التغيرات البيئية التي قد تحدث بالبحيرة مستقبلا.

المصدر : مواقع إلكترونية