النسبة الذهبية في مقاييس الجمجمة البشرية
فكرت المهدي
وتتحقق هذه النسبة عندما يكون مجموع عددين مقسوم على أكبرهما يساوي النسبة بين أكبر العددين إلى أصغرهما، وهو عبارة عن ثابت رياضي معرف تبلغ قيمته 1.618 تقريبا.
وقد نشرت نتائج البحث بدورية "ذي جورنال أوف كرانيوفيشيال سيرجيري" في سبتمبر/أيلول الماضي.
ثلاثة مقاييس
عام 1509 ادعى عالم الرياضيات الإيطالي لوكا باتشولي أن للنسبة الهندسية علاقة كبيرة بالجمال، مشيرا إلى كونها قد أقنعت ليوناردو دافنشي الذي استخدمها لتحديد الأبعاد الرئيسية في فنه.
غير أن رافائيل تامارجو وجوناثان بيندريك أخصائيي الأعصاب بجامعة جونز هوبكنز الأميركية يعتقدان بأن هناك شيئا مثيرا للاهتمام حول الدلالة التطورية التي تشير إليها النسبة الذهبية بالجمجمة البشرية.
وقارن الباحثان بين مئة جمجمة بشرية وسبعين جمجمة تعود لستة أنواع من الثدييات الأخرى. واهتما بشكل خاص بقياس ثلاثة أطوال كالتالي: يمثل الطول الأول القوس الأنفي القمحودي، الذي يربط نقطة على عظام الأنف مع عظمة صغيرة أسفل الجمجمة تسمى العظمة القذالية الوحشية.
أما الطول الثاني فيمثل المسافة ما بين ذات النقطة الأنفية وبين نقطة اليافوخ، وهي نقطة التقاء العظمتين الجداريتين بالعظمتين الجبهيتين. ويأتي الطول الثالث ليعبر عن المسافة ما بين اليافوخ والعظمة القذالية الوحشية.
النسبة الذهبية
وقد وجد الباحثان أن النسب بين تلك المسافات الثلاث لم تكن عشوائية، بل على العكس يرى الباحثان أنه تم اختيار هذه المسافات بما يتوافق مع البنى العصبية الأساسية الهامة في كل من البشر والحيوانات الأخرى.
وقد خلصت الدراسة إلى أنه في حال قمنا بتقسيم المسافة ما بين اليافوخ والعظمة أسفل الجمجمة على المسافة ما بين النقطة الأنفية واليافوخ، فإن الناتج يساوي ناتج قسمة طول القوس القمحودي على المسافة ما بين اليافوخ والعظمة أسفل الجمجمة. ويقدر ناتج تلك النسب بحوالي 1.6 وهو قريب بشكل مثير للفضول من النسبة الذهبية.
واختبر الباحثون سبعين جمجمة تعود لأنواع أخرى من الثدييات، وقد وجدوا أنه كلما ازداد تعقيد النوع اقتربت القياسات من النسبة الذهبية. ويتوقع أن يكون لهذا الاستنتاج آثار أنثروبولوجية وتطورية مهمة.