قافلة شريان الحياة - بلا حدود / صورة عامة - 6/1/2010
بلا حدود

كواليس رحلة شريان الحياة إلى غزة

تستضيف الحلقة رئيس حزب الاحترام البريطاني ورئيس قافلة شريان الحياة جورج غالاوي ليكشف للجزيرة كواليس رحلة القافلة لغزة وأسباب التضارب والخلافات بينه وبين الحكومة المصرية.

– الإشكالات حول الدخول عبر العريش أو نويبع
– التصريحات الرسمية المصرية والاتفاق مع الوفد التركي

– دوافع عرقلة القوافل وإشكالية المركبات

– طبيعة الدور التركي واستمرارية قوافل شريان الحياة

الإشكالات حول الدخول عبر العريش أو نويبع

أحمد منصور
أحمد منصور
جورج غالوي
جورج غالوي

أحمد منصور: مشاهدينا الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أحييكم على الهواء مباشرة وأرحب بكم في حلقة جديدة من برنامج بلا حدود. هذه هي قافلة شريان الحياة3 حينما انطلقت من بريطانيا قبل شهر من الآن وهذه القافلة حينما وصلت إلى تركيا وهذا استقبالها، بعد تركيا وصلت إلى سوريا واستقبلت هناك بهذا الاستقبال، ثم وصلت بعد ذلك إلى الأردن واستقبلت بشكل حافل في الأردن، ودعت في الأردن ووصلت بعد ذلك بعدما ذهبت إلى اللاذقية وصلت إلى مصر وهي في ميناء العريش، هذه صور من ميناء العريش حينما وصلت القافلة وللأسف تعرضت لصدامات في محطتها الأخيرة، لكنها بعد معاناة وصلت إلى غزة. ومعي الآن من غزة رئيس القافلة النائب جورج غالوي رئيس حزب الاحترام البريطاني، جورج مرحبا بك والحمد لله على السلامة. بعد شهر كامل وصلت القافلة قبل قليل إلى غزة حتى إنكم لم تصلوا إلى المدينة نفسها، الآن أنت في الطريق التقطناك، كنت معك خلال الأيام الماضية ساعة بساعة نتابع معكم الرحلة بكل تفصيلاتها، كيف تنظر الآن إلى هذه المسيرة وإلى شريان الحياة3 بعدما وصلتم إلى غزة لا سيما بعد المعاناة الأخيرة التي عانيتموها خلال الأيام الماضية؟


جورج غالوي: حسنا دعني أولا أبدأ بالقول إنه شرف عظيم لي دائما أن أكون مع السيد أحمد منصور، واحد من أعظم الصحفيين في العالم. رغم أنني لم أنم في السرير لمدة ثلاث ليالي وأنام في السيارات وعلى الأرض وأنا آسف أقول إنني لم استحم لمدة ثلاثة أيام للأسف لأنها كانت أوقات عصيبة وصعبة حقا خاصة منذ وصولنا إلى مصر وبالطبع فنحن سعداء جدا أخيرا وبعد 31 يوما أن نصل إلى فلسطين والترحيب هو تماما غامر كأنه بركان من الفرح انفجر من الشعب لأنهم هم أيضا راقبوا تقدمنا إنشا بإنش بوصة ببوصة بلدا بعد بلد ورأونا ليلة أمس ونحن نبذل دمنا من أجل أن نصل إلى فلسطين، فتخيلوا الأمر احتاج إلى إراقة دم من الناس لكي نصل إلى الفلسطينيين تحت الحصار وأين؟ في بلد عربي، أنا الآن يمر علي 31 عاما وأنا مع العرب، لو أردت حياة هنية حياة رخاء والله لانضممت إلى الطرف الآخر لأنهم يهتمون بأصدقائهم، أما العرب كما كان حال العرب ليلة أمس بشكل حكومة مصر هكذا يعاملون أصدقاءهم من 17 بلدا قطعوا آلاف الأميال ليساعدوا فلسطين لكن انتهى بهم المطاف في مستشفيات انتهوا ينزفون دما وكسرت عظام من قبل أحجار كبيرة رماها عليهم ضباط شرطة، وقد سجلنا بالصور، أنا نفسي صورت ذلك من السقف الذي كنت أقف عليه، ضباط شرطة وهم يرمون بصخور كبيرة على رؤس مدنيين جريمتهم الوحيدة كانت محاولة الوصول إلى غزة حاملين معهم الدواء لمن لا يملك دواء، والله إن هذا أمر خاطئ فعلا في العالم العربي.


أحمد منصور: سيد جورج أشكرك على تقريظك لي وأتمنى أن أكون كما وصفتني واحدا من الصحفيين المميزين في العالم. لكن الحكومة المصرية تتهمك وتتهم القافلة أنها هي التي افتعلت تلك الأزمة التي حدثت وهي التي أدت إلى تلك الإشكالات التي وقعت.


جورج غالوي: حسنا كاميراتكم تلتقط الصورة الآن لكل الشباب من كل أفراد قافلتنا ورؤوسهم معصوبة والدم لا يزال على وجوههم وملابسهم، لدينا 55 شخصا مصابا بجراح من بين خمسمائة من أفراد القافلة، هذا يمثل أكثر من 10% من القافلة وصلوا وهم ينزفون، لماذا؟ كل هذا لأنهم يكرهون أن نذهب إلى ميناء العريش وهو ميناء صغير جدا ثم حبسونا وراء أبواب مغلقة وبدون حمامات وبدون قدرة على الحصول على طعام أو ماء، حاصرونا وخانونا وبعد ذلك يقولون إننا افتعلنا هذا، الدم لا يمكن أن يفتعل بسهولة، العظام المكسرة لا يمكن أن تفتعل وللأسف الشديد بالنسبة إليهم الجزيرة وكاميرات قنوات أخرى كانت هناك موجودة داخل المجمع الذي كنا فيه وهم يصورون الجريمة التي ارتكبت بحقنا ليلة أمس، ويا للأسف لقد توسلت إلى مصر المرة تلو المرة نرجوكم نرجوكم نرجوكم لا تجعلوا يوم الـ 27 من ديسمبر مشكلة لكم، لنجعها مشكلة لإسرائيل في ذكرى جريمتها الكبرى ضد شعب غزة، دعونا نجعل كل الأنظار وكل أصابع الاتهام تتوجه صوب إسرائيل توسلت إليهم لا تفعلوا ذلك لكنهم أصروا، عندما يتخذون قرارا سيئا يتمسكون بهذه المشكلة، بلدان أخرى يمكن أن تركب قرارات خاطئة لكن عندما تتاح الفرصة وتتبين أن هناك مشكلة يغيرون رأيهم، يا أحمد وصلنا إلى مطار العريش على متن ثلاث طائرات، حتى لم يمتلكوا ملصقات لسمات الدخول لعدد من الناس كانوا يعرفون مسبقا بوصولهم، لذلك أبقونا سبع ساعات ونصف في المطار، طائرة واحدة على متنها 162 شخصا، سبع ساعات ونصف في المطار، وعندما اكتشفنا السبب لم يمتلكوا ملصقات فيزة سمة دخول ومع ذلك قالوا للعالم كان علينا أن نذهب للعريش لأنه المكان المناسب، المكان المجهز بكل المرفقات والتسهيلات! عندما كنا على بعد أربع ساعات من مصر في العقبة على عبارة تجارية مزودة بكل التسهيلات نويبع ميناء دولي فيه كل التسهيلات والتجهيزات كان ممكن أن نكون في غزة ثماني ساعات بعد يوم عيد الميلاد واليوم والآن نحن بعد أن انتهينا من الأسبوع الأول من شهر يناير وكل هذه الدماء التي أريقت والأموال التي صرفت وكل هذا الخزي والعار الذي لحق ببلد عظيم كمصر، ذلك البلد الذي هو القلب النابض للعالم العربي يتعرض لهذا الخزي والعار الكل الآن يشير بإصبعه إلى مصر ويدين مصر بسبب هذه الأعمال الخرقاء من قبل حكومتها وأنا أعتقد من أعماق قلبي أنه على الأقل 80% من شعب مصر هم مستاؤون بقوة وغير سعداء بالمرة إزاء ما حدث لنا.


أحمد منصور: جورج اسمح لي، أرجو أن تفرق في كلامك بين الشعب المصري وبين الحكومة المصرية لو سمحت، لا تقرن بين الشعب المصري ومواقفه من أهل غزة ومن القضايا العربية بشكل عام وبين تصرفات أنت تنتقدها للحكومة المصرية، أرجو أن تفرق في كلامك وأن تحرص أن تقول الحكومة المصرية ولا تقل مصر لأن مصر لا تقبل بهذه التصرفات على ما أعتقد.


جورج غالوي: بالتأكيد، بالتأكيد نعم.


أحمد منصور: جورج، وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في تصريحات له..


جورج غالوي: نعم، أنا أعتذر عن ذلك وقد قلت للتو.


أحمد منصور: وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في تصريحات له في 26 ديسمبر الماضي قال إنه حدد لكم العريش من البداية في أول رسالة وصلت إلى مكتبك في يوم 10 نوفمبر  و6ديسمبر كما قال الناطق باسم الخارجية المصرية أرسلوا لك رسالة أيضا إلى مكتبك وفي 10 ديسمبر خطابا مفتوحا اتصلوا على مكتب 17 ديسمبر كل هذا يؤكدون لك أن العريش هي المنفذ الذي يجب أن تدخل منه ومع ذلك يقولون إنك الذي خالفت وإنك الذي تريد أن تفرض على الحكومة المصرية في هذا الأمر وأنت تريد أن تسرح وتمرح بالقافلة في الأراضي المصرية.


جورج غالوي: أولا كما قلت قبل لحظة أنا أعتقد إنه على الأقل 80% من الشعب المصري غير مرتاح أبدا بالطريقة التي عوملت بها قافلتنا والأهم من ذلك الناس الفلسطينيون في غزة وكيف.. الكيفية التي تعاملها شعب مصر. نعم من المهم أن نقول دائما شعب مصر، ليس شعب جمال عبد الناصر ولا الذين حرروا قناة السويس ولا القلب النابض العظيم للعالم العربي، أنت كالشخص الذي ذكرته الآن يكذب على العالم باسم بلد عظيم، في 17 من ديسمبر عندما قالوا هذه الرسالة وصلت كانت قافلتنا منطلقة وفي الطريق من الـ6 من ديسمبر كنا في سوريا -في الـ 17 من ديسمبر- وقد تمت الترتيبات والحجوزات للذهاب إلى العقبة لنبحر لمدة أربع ساعات مقابل 55 دولار لنذهب إلى نويبع، بدلا من ذلك أجبرونا أن نقود الرحلة مرة أخرى برا إلى اللاذقية ولأن هذا المبلغ الذي أنفقناه كان ينبغي أن ننفقه على شعب غزة، أنفقناه على مصروفات تذاكر عبارات وطائرات، لماذا لأن هذه الشروط التي يفرضون عشوائية قاسية وسخيفة تماما، كما قلت لك القصة حول ما حدث في العريش، نويبع ميناء دولي كبير العريش قرية صغيرة فيها منفذ امتلأ تماما بمائتي سيارة من قافلتنا وبمطار لا يملك حتى ملصقات لصق سمة الدخول لعدد من المسافرين يعرف بوصولهم فورا، وزارة الخارجية المصرية وخاصة المتحدث باسم السيد زكي يحاول أن يذر الرماد في عيون الشعب العربي لكنني واثق تماما أن هناك قصتين أو جانبين.


أحمد منصور: ما هما؟


جورج غالوي: جانب من القصة هي رواية السيد زكي، الجانب الآخر هي رواية جورج غالوي وأنا متأكد تماما أي من الروايتين الناس الذين يشاهدون هذا البرنامج يصدقون، وصدقني لو كنت ممن يصدقون رواية السيد زكي ستكون لوحدك حتى داخل مصر.

التصريحات الرسمية المصرية والاتفاق مع الوفد التركي


أحمد منصور: خليني أقول لك باختصار رواية السيد زكي التي نشرتها وكالة أنباء الشرق الأوسط وأيضا تصريحات أحمد أبو الغيط وزير الخارجية وهناك بيان لوزارة الخارجية نشرته وكالة أنباء الشرق الأوسط صدر في أول يناير اتهمك -جورج غالوي- بالتضليل للمشاركين في القافلة وقال إنها تدرك أن السيد غالوي يهوى الظهور الإعلامي ويتقن فن الترويج لبطولات زائفة ومواقف لا تقوم على حقائق، السيد زكي في روايته في الرواية التي نشرت في 4 فبراير عن طريق وكالة أنباء الشرق الأوسط قال في 10 نوفمبر أرسلوا خطابا إلى مكتبك ولم ترد وفي 6 ديسمبر لم تتلق السفارة في لندن أيضا أي رد منك على هذا، وفي 10 ديسمبر خطاب مفتوح لك وفي 17 ديسمبر اتصلوا على مكتبك، هذه رواية السيد زكي وهذا بيان الخارجية المصرية يتهمك بالتضليل وأنك بددت أموال المتبرعين ولو احترمت الإجراءات المصرية من البداية ما حدث ذلك، ما هي روايتك؟


جورج غالوي: لا تقلق بشأن المال لأن الناس في الخليج أعطونا المال لكي ندفع نفقات ما تسبب به السيد زكي ورفاقه، لم يتحمل أي طرف من القافلة أي مبالغ إضافية فلا تقلق حول هذا. السيد زكي الذي هو خائف..


أحمد منصور (مقاطعا): السيد زكي موظف هو يتحدث باسم الخارجية لكنه موظف يعكس السياسة ويتحدث باسم الرأي الحكومي.


جورج غالوي: نعم ربما يكون الأمر كذلك ولكنه لو كف عن الكذب حولي سأكف أنا عن قول الحقيقة حوله، لا حقيقة في رسالة نوفمبر، رسائلهم دائما يرسلونها دائما بالبريد المسجل إذاً ليظهروا وصلا أو إيصال الرسالة المسجلة، الرسالة عندما أستلمها يجب أن يوقع عليها شخص، أنا أتحداهم الآن ليظهروا أمام العالم شهادة أو وصل، لديهم وصل لرسالة ديسمبر ليظهروا أمامنا إيصال رسالة نوفمبر،لكن قافلتنا غادرت في 6 ديسمبر بوصول وقت وصول الرسالة في 17 ديسمبر كانت كل القافلة في سوريا وكل الأردن كان ينتظرنا والسفينة من العقبة قد تم حجزها من قبلنا، إذاً كل هذا هو محاولة لتضليل الناس لكن الدليل كما نقول باللغة الإنجليزية هو عندما ترى العين تصدق الأذن، قالوا لنا يجب أن نذهب إلى ميناء العريش وذهبنا وطبقنا ما قالوا، انظر إلى المهزلة، انظر إلى الكارثة التي كانت زيارتنا إلى العريش قد أظهرتها، صدقوني لا أحد من المسافرين الأجانب ولا أحد في بلدانهم سينسى كلمة العريش لكن للأسف سيتذكرون المكان للأسباب الخطأ، هو المكان الذي اضطر فيه الكثيرون لقطع آلاف الأميال لحاملي الدواء والغذاء ليتعرضوا للضرب والاعتداء من شرطة مكافحة الشغب بدون سبب، هذا هو المكان الذي وصلنا إليه إلى مطار لا يملك حتى ملصقات الفيز على المطار، انتظرنا سبع ساعات ونصف للتعامل مع 162 شخص، هذه مهزلة، خطة العريش التي قالت حكومة مصر عنها، كلا السيد زكي هو الذي توجه له الاتهامات، نعم أنا أقبل الكلام هو موظف ولكن الفارق بيني وبينه وبيني وبينهم أنا لا أريد أن أشن حربا على مصر، أنا توسلت إلى مصر لكي لا تفعل ذلك، بالضبط لأنني أعرف أن الوضع سينتهي كما هو عليه الآن وأخيرا إذا ما كنت أريد الدعاية لهذه القافلة فإن حكومة مصر هي التي ضمنت لي دعاية أكثر مما كنت أتخيل لأنه لو قافلتنا دخلت بهدوء من العقبة لدخلت وغادرت غزة بدون أي حوادث وبدون أي اهتمام من قبل أي مكان في العالم بدلا من ذلك تحولنا إلى قصة كبيرة من بريطانيا إلى ماليزيا، من الولايات المتحدة إلى ايرلندا، إنه أيضا خطأ حسابات آخر من قبل أولئك الناس الذين حاليا يتحملون مسؤولية حكم شعب مصر العظيم، لكن النقطة المهمة هنا هذه هي القافلة الثالثة، كل قافلة ترافقها مثل هذه الكوارث، في مارس من السلوم في يوليو تموز من القاهرة، أنتم تعلمون ذلك، أنا انتظرت أسابيع مع قافلة من الولايات المتحدة لكي أدخل لمدة 24 ساعة إلى غزة من دون المركبات التي اشتريناها في مصر لكي نستخدمها لحمل الدواء الذي جلبناه، كل قافلة رافقتها هذه الصعوبات، ليس قافلتي أنا فقط، كل قافلة تأتي إلى مصر تعاني هذه المصاعب..


أحمد منصور: لماذا يا جورج؟ لماذا؟


جورج غالوي: نقطة أخرى دعوني أضيف.


أحمد منصور: أضف نقطتك.


جورج غالوي: لأن حكومة مصر هي جزء من الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني في غزة ولم ولا مجال لإخفاء ذلك، أنا أمضيت وقتا طويلا دون أن أحاول كشف هذه الأمور، أردت أن ألوم إسرائيل فقط.


أحمد منصور: ما مصلحة الحكومة المصرية في ذلك؟


جورج غالوي: حسنا دعني أقل لك إذاً، إنهم يبنون جدارا الآن، جدار عار حول غزة، جدار عار للمساعدة على خنق شعب غزة ولأسباب سياسية، ولماذا؟ لأن شعب فلسطين صوت في انتخابات حرة ونزيهة وهذا أمر المصري المسكين لا يتمتع بمثل هذه الفرصة ولكنهم صوتوا لحزب كل من مصر وإسرائيل وبريطانيا وأميركا لا يحبونهم، في الحقيقة أنا لست شخصيا ممن يدعمون حماس، أنا كنت مع أبو عمار ياسر عرفات طيلة حياتي، لكن الشعب الوحيد الذي له حق اختيار قيادة الشعب الفلسطيني هو الشعب الفلسطيني، ليس مصر ولا إسرائيل ولا الولايات المتحدة ولا بريطانيا، لهذا السبب هم يخنقون شعب غزة ولهذا العالم كله يعلم أن جدار العار الذي يبنونه ليس هو ما يبنونه وبمساعدة من الولايات المتحدة وقواتها العسكرية لخنق هذا الشعب من خلال إغلاق الأنفاق، إنها حرب عار شاملة لسياسة التواطؤ التي يقومون بها مع إسرائيل لتجويع شعب غزة آملين أن هذا الشعب سيستسلم، لكن تعلم إنني كنت في غزة ثلاث مرات هذا العام، شعب غزة لن يستسلم وكل من يتأمل ذلك سواء كان ذلك في إسرائيل أو أي طرف آخر هم كل من يريد أن يرى أن شعب غزة سيستسلم بسبب الجوع لا يعرف هذا الشعب، لا يعرف هذا الشعب الفلسطيني فهم لن يستسلموا أبدا فقطعوا كل هذا الشوط وقدموا كل هذه التضحيات لن يستسلموا حتى لو حاصرتموهم لمائة عام.


أحمد منصور: جورج، منذ أن وصلتم إلى العريش وحتى خروجكم قبل ساعات منها كانت هناك أشياء كثيرة تدور وراء  الكواليس، الكاميرات سجلت بعض الأشياء ولكن بقيت تفاصيل كثيرة للمفاوضات قبل أن يؤدي الأمر إلى الصدام، هل يمكن أن تذكر لي باختصار أهم ما دار وراء الكواليس بينكم وبين السلطات المصرية مما أدى إلى حدوث الصدام الذي وقع يوم أمس والذي كان يمكن تجنبه كما يقول المسؤولون المصريون؟


جورج غالوي: لقد خدعونا.


أحمد منصور: كيف؟


جورج غالوي: توصلوا إلى اتفاق مكتوب معنا لأن حكومة مصر والمفاوضين الأتراك توصلوا إلى وثيقة كلا الطرفين وافقوا عليها وكلا الطرفين وافقوا على هذه الوثيقة التي كانت ستسمح للكل ربما عدا أربع أو خمس مركبات لتعبر عبر رفح ولكن بدلا من ذلك أصدروا أوامر إلينا يوم أمس لإزاحة 58 مركبة، هذا يعني جزءا كبير أكثر من 25% من القافلة هذا كان خداعا، لهذا السبب تركنا العقبة بسبب هذه الاتفاقية المكتوبة الموقعة، وفي الساعات الأخيرة قبل افتراض عبورنا للحدود قالوا لنا ليس الأمر يتعلق بأربع أو خمس مركبات بل 58، حقيقة أنا كنت على وشك أن أمشي على قدمي، حتى في اللحظة الأخيرة أخذوا سيارتي مني، السيارة سيارة قيادة القافلة التي قادت القافلة على مدى 31 يوما صادرتها مصر قبل ساعة ونصف من الآن وأنا كنت أقود السيارة، قالوا لي كلا هذه السيارة لن تذهب إلى غزة، هذا نوع الخداع الذي كانوا يمارسونه، نحن صدقنا وبغباء منا، أنا شخصيا صدقت بمبعوثيهم الذين قالوا لنا إنهم يقومون بكل شيء لتسهيل الأمر بسلاسة لكن في الحقيقة تلك الليلة انتهت بإراقة الدماء وبعظام مكسورة، لذا أنا شخصيا أبدا لن أتفاوض مع أي فرد من حكومة مصر وفي الحقيقة من المستبعد تماما أنني بعدما سأغادر هذا المكان يوم غد ستطأ قدمي أرض مصر أبدا طالما أن جدار العار هذا وسياسة جدار العار هذه تحيط بهذه القضية، نعم حكومة مصر ستفرح بذلك ولكن الناس وكثيرون منهم سيسعدون بالحزن لكن بعد أن قضينا كل هذه الأيام نتطلع في عيون ناس قالوا لي إلى أي مدى أحبوا فلسطين واحترموا عملنا وأرادوا مساعدة غزة ثم خانوننا وأراقوا الدماء وكسروا العظام، أنا شخصيا لن أغفر لهم أبدا، ولكن قوافل تحيا فلسطين وشريان الحياة ستستمر شهرا بعد شهر سيصلون من فنزويلا قافلة هوغو تشافيز ستأتي وستكون قافلة من روسيا ومن الصين ومن ماليزيا ومن جنوب أفريقيا سيقودونها من كيب تاون إلى القاهرة، لن نستسلم أبدا ولن نتوقف أبدا ولن تتوقف محاولاتنا لتزويد مواد الحياة والدواء والطعام لشعب غزة حتى ولو عرفنا أن هذه ليست سوى قطرة في المحيط، والطريقة الوحيدة لإنقاذ الفلسطينيين من هذه الكارثة هي من خلال رفع هذا الحصار ونحن نكافح من أجل ذلك أيضا.


أحمد منصور: أما تعتبر إعلانك الآن عدم العودة إلى مصر مرة أخرى في ظل النظام الحاكم الحالي وفي ظل بناء الجدار هو نوع من رسالتك التي مضى عليها ثلاثين عاما أنك تنهيها بهذا القرار وبهذه الطريقة، أما ينبغي أن تستمر لتناضل وتكافح وأن الدماء التي سالت كما تقول هي جزء من المسيرة  التي تقوم بها من أجل القضية الفلسطينية منذ ثلاثين عاما؟ أسمع منك الإجابة بعد فاصل قصير، نعود إليكم بعد فاصل قصير لمتابعة هذا الحوار مع رئيس قافلة شريان الحياة جورج غالوي الذي أعلن أنه لن يعود إلى مصر مرة أخرى ولن يتفاوض مرة أخرى مع الحكومة المصرية، لنعلم تفاصيل ذلك بعد الفاصل فابقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

دوافع عرقلة القوافل وإشكالية المركبات


أحمد منصور: أهلا بكم من جديد بلا حدود، معي على الهواء مباشرة عبر الأقمار الاصطناعية من غزة رئيس قافلة شريان الحياة رئيس حزب الاحترام البريطاني، النائب في البرلمان البريطاني جورج غالوي الذي وصل للتو بعد رحلة استمرت 31 يوما لقافلة شريان الحياة بدأت من لندن ووصلت للتو من الدوحة لكن محطتها الأخيرة في العريش كانت دامية، وجورج يتحدث عن أنه لن يعود إلى مصر مرة أخرى طالما هذا النظام موجود فيها وطالما أن جدار العار كما وصفه يفصل بين الشعب المصري والشعب الفلسطيني. جورج هذا القرار يعتبر قرارا خطيرا تتخذه، أما تعتقد أنه سوف يؤثر على قوافل شريان الحياة التي تقول إنها ستصل تباعا من عواصم مختلفة؟


جورج غالوي: حسنا لو أن مصر تريد أن تختلق مشكلة لقافلة هوغو تشافيز هذا سيكون خطأ كبيرا آمل ألا يفعلوا ذلك، لو أن قافلتنا ستغادر من كيب تاون إلى القاهرة جاكوب زوما رئيس جنوب إفريقيا يودعهم ويبعث برفاقه من حزب المؤتمر الوطني ومصر تريد أن تتسبب بمشكلة لأن هذا سيكون خطأ كبيرا، سبب عدم عودتي هو كالآتي هذا سيحرم أولئك الذين يرغبون في مهاجمتي أنا شخصيا ويدعون إنهم مع القوافل ولكن المشكلة تكمن معي شخصيا، هذا سيزيل هذه المشكلة لأنهم لن يحتاجوا إلى التعامل معي شخصيا، وسنرى هل سيتعاملون مع القوافل بطريقة أكرم، لو كان هذا هو الحال فهذا ثمن مناسب أدفعه أنا ولو بألم لكي أفصل نفسي عن مصر التي هي في قلبي أصلا.


أحمد منصور: يعني أنت الآن تتهم الحكومة المصرية أنها عرقلت القافلة بسببك أنت على رأسها وأنه لو هوغو تشافيز أو رئيس جنوب إفريقيا على رأس القوافل القادمة لن يحدث ذلك؟


جورج غالوي: أنا لا أعتقد ذلك ولا أعتقد أن شخصية تحظى بهذه الشعبية في العالم العربي وفي شوارع مصر يربط نفسه بقوافل تحيا فلسطين لإنهاء الحصار، لا أستطيع أن أتخيل أن حكومة مصر سوف توقفها ما لم أكن مخطئا تماما فهذا سيكون  خطأ سياسيا فادح الأبعاد، أنا لا أعتقد أنهم يقفون ضد القوافل لأنني أنا على رأسها ولكنهم يستخدمونني كذريعة لذا سأحاول أن أزيل هذه الذريعة وقوافل شريان الحياة سوف تقودها شخصيات بارزة من بلدان أخرى وأنا آمل أن حكومة مصر ستعاملهم بشكل مختلف ولكنني أشك في ذلك لأنني أراقب من شاشات التلفزة كيف أن قوافل مسيرة الحرية يضربون بالعصي وهناك أيادي مشدوعة ترفع في أوجه نساء وفي مدينة عظيمة مثل القاهرة في قلب موسم السياحة يتعرض الناس للضرب ويجبرون على الإقامة في فنادقهم لماذا؟ لأنهم يريدون الوصول إلى فلسطين ويعبرون عن دعمهم وتضامنهم مع الشعب الفلسطيني الذي أعطت مصر 120 ألف شهيد، حياة 120 ألف شهيد مصري بذلت من أجل إنقاذ فلسطين وتحريرها والآن حكومة مصر تأمر قواتها الأمنية بأن تضرب بقبضة اليد نساء أوروبيات في وجوههن لأنهم جاؤوا إلى القاهرة ليعبروا عن تضامنهن مع الشعب الفلسطيني، أي ضرب من الجنون هذا؟


أحمد منصور: وزير الخارجية المصري والمسؤولون المصريون يقولون إنهم يدافعون عن السيادة المصرية وإن ما قام به هؤلاء وما قمت به أنت هو انتهاك للسيادة المصرية.


جورج غالوي: نحن ذهبنا إلى العريش كما قالوا وانظر ماذا حدث؟ هم اتهمونني أنني أدخل من النافذة وليس من الباب، ولكن نويبع ميناء دولي كبير، العريش منفذ صغير، العريش هي النافذة ونويبع كانت الباب الذي أردت أن أدخل عبره، لماذا لم يسمحوا لنا؟ إنهم أجبرونا على عدم الذهاب إلى نويبع لأنهم أرادوا أن يتسببوا لنا بأكبر قدر ممكن من المتاعب لأنهم حمقى لهذه الدرجة لم يحسبوا أن النتيجة النهائية ستكون التشهير باسمهم في كل بقاع العالم حتى في بلدهم هم، رغم أنني نصحتهم ودعني أقل لك أنا بعثت برسالة خاصة وشخصية إلى السفارة المصرية وعادة لا أكشف عن أي رسالة سرية وخاصة أبعثها ولن أفعل ذلك هذه الليلة سوى أن أقول وهم يعلمون ذلك فرسالتي عندهم، توسلت إليهم أرجوكم لا ترتكبوا هذا الخطأ أرجوكم لا تفعلوا هذا لأن النتيجة ستضر بسمعة مصر والآن العالم كله يدرك إنني كنت على صواب وهم كانوا على خطأ وقد آن الآن لتغيير وزرائهم وسياسات حكومتهم إذا كانت هذه هي نوعية المشورة والخدمة التي يقدمها وزراء مصر لشعب مصر العظيم.


أحمد منصور: أنت تتهم هؤلاء الوزراء أنهم يسيؤون إلى مصر وشعبها؟


جورج غالوي: نعم، أنا أفعل ذلك وأعتقد أن معظم المصريين يشاركني هذا الشعور ومعظم العرب يشعرون كذلك، هذا أمر يدمي القلب، هذا الفصل بين مصر والعالم العربي، مصر هي عاصمة العالم العربي هي القلب.. أيام جمال عبد الناصر مصر حاولت توحيد العالم العربي كله الآن مصر تلعب دور تقسيم العرب وتبقي على أشقائها في فلسطين، الحكومة المصرية تبقي على أشقائها في فلسطين المسلمين إخوتهم من العرب والمسلمين في فلسطين تبقيهم تحت الحصار وتبني جدار عار لتخنق وتزيد من شدة الحصار لكي لا يبقى نبض وحياة فيهم، لا أعتقد أن أي شخص يشاهد هذا البرنامج هذه الليلة يعتقد أن الشعب المصري يستحق هذه الحكومة التي تحكمه الآن، أنا أناشد الرئيس مبارك، أرجوك انظر إلى منطق ما أقول، أنا صديق للعرب، لقد قضيت 35 عاما مع العرب بإمكاني أن أريك الندبات التي أحملها لأنني أقف إلى جانب العرب وأنا لا أقول هذا لأنني أكرهكم، أنا أقول هذا لأنني لا أكرهكم ولأنني أريد أن أنقذكم من هذا الخطأ الذي وقعتم فيه.


أحمد منصور: جورج باختصار قصة السيارات هذه التي قيل إنها أزمت الموقف أنت تقول إنها ستة سيارات وصادروا كما تقول أو رفضوا دخول 58 مركبة وصادروا سيارتك لأنهم كما يقولون أنت أخبرتهم أن سيارتك دفع رباعي من ماركة تويوتا ثم اكتشفوا أنها لاندغروزر يعني الوضع كان مختلفا ولذلك صادروا السيارة، هم يتهمونك أنك خدعت الأتراك وبلغت الأتراك بأشياء غير صحيحة حول السيارات ولهذا هم اتخذوا هذا القرار.


جورج غالوي: حسنا، هذا ممتاز أحمد، أنت لديك صور تظهر فيها سيارتي، وهي في الصور التي موجودة في مكتبتكم وأرشيفكم، إنها ليست لاندغروزر، إنها لاندروفر من الحجم الصغير وهم يعرفون أنها لاندروفر منذ اليوم الذي انطلقت فيه القافلة لأننا أعطيناهم قائمة بكل مركبات القافلة وعندما وصلنا إلى العقبة وقعوا اتفاقية معنا والتي قالت إن أكبر المركبات حجما فقط لن يسمح لها بالعبور، ولكن بدلا من ذلك كل المركبات الكبيرة عبرت ولكن أصغر المركبات تمت مصادرتها ومركبتي تمت مصادرتها، هذه كذبة أخرى مثل الكذبات التي قالها زكي قال إنني تخليت عن القافلة مع عمان لكي أرعى مصالحي الإعلامية ولكنني كنت في الأردن منذ الحدود السورية حتى العقبة ومن العقبة طول الطريق إلى جفر وإلى سوريا ولم أترك الأردن على الإطلاق مع ذلك قالوا هذه الكذبة عني، اسألهم لماذا يكذبون أمام الرأي العام ووسائل الإعلام لديهم؟ أنا لا أمتلك سيارة تشيروكي ولا لاندغروزر، لدي لاندروفر صغيرة وقدمت أوراق ثبوتية للسيارة منذ اليوم الذي غادرت فيه القافلة لندن إضافة إلى كل الأوراق الثبوتية لكل المركبات الأخرى، لا أحد يشاهد هذا البرنامج يصدق ما يقولون ولا أحد يشاهد هذا البرنامج يمكن أن يصدق المنطق وراء السماح لمركبة كبيرة شاحنة كبيرة ولا يسمح لمركبة صغيرة، لماذا فتحت الحدود أمامنا لمدة 48 ساعة؟ هذا وقت لا يكفي لتفريغ الحمولة من مركباتنا ولنأخذ الأدوية التي أخذناها لهم لكي نقول لهم مرحبا مع السلامة ثم نغادر، لماذا تعاملون أناسا من مختلف أنحاء العالم في غزة بهذه الطريقة؟ لماذا تقولون لنا لديكم 48 ساعة فقط؟ هذه فكرة سخيفة، أنا أضلل الناس؟! إنهم هم الذين يضللون الناس وكل من يشاهد هذا البرنامج هذه الليلة يدرك ذلك وأيضا حتى الحكومة المصرية من يشاهدنا يدرك ذلك أيضا.


أحمد منصور: جورج هناك قصة أخرى للسيارات التي صودرت أو منعت في شريان الحياة2 وربما شريان الحياة1، ما مصير هذه السيارات السابقة وما مصير السيارات التي تقول إنها صودرت هذه المرة؟


جورج غالوي: كل السيارات التي تمت مصادرتها اليوم بما فيها سيارتي الخاصة والتي كنت أريد أن أتبرع بها لشعب غزة للأطباء في غزة حقيقة، كل هذه السيارات قالوا لنا إن علينا أن نذهب ونطلب موافقة من إسرائيل لكي ندخلها إلى غزة، أنا لم أطلب أبدا أي شيء من إسرائيل طيلة حياتي ولا أنوي أن أفعل ذلك الآن..


أحمد منصور (مقاطعا): لماذا يا جورج؟


جورج غالوي: (متابعا): ثانيا، إسرائيل أبدا أبدا لن تسمح بذلك، أنا لا أعترف بإسرائيل طالما أن الشعب الفلسطيني مشتتون في بقاع المعمورة وطالما أن القدس المقدسة والضفة الغربية تحت الاحتلال وأن هذه المدن التي تسمى مستوطنات يتم بناؤها وطالما يبقى شعب غزة تحت الحصار وطالما يتعرض الشعب الفلسطيني للقتل من الجو بسلاح محرم وطالما يتم اغتيال الفلسطينيين في بيوتهم أمام أعين نسائهم وأطفالهم، لا يطلب مني أحد أن أعترف بإسرائيل طالما هذه الأمور تحدث، أنا لم أطلب أبدا ولن أطلب أبدا من إسرائيل، وإسرائيل لن توافق أبدا حتى لو أعطينا السيارات إلى نقاط التفتيش الإسرائيلية اليوم لن تصل إلى غزة أبدا، لذلك رفضنا وبدلا من ذلك سنعيد شحنها مرة أخرى إلى تركيا وبعد ذلك سوف نسلمها لمخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا ولبنان على الأقل ستذهب إلى منظمات خيرية ومستشفيات، مدارس فلسطينيين، منظمات خيرية، لن نسمح لهذه الأمور التي أعطاها لنا أناس خيرون طيبون في أيدي هؤلاء المستوطنين المجرمين القتلة الإسرائيليين أبدا أبدا.

طبيعة الدور التركي واستمرارية قوافل شريان الحياة


أحمد منصور: ما طبيعة الدور التركي ومعكم 17 نائبا من البرلمان التركي بينهم نائب رئيس البرلمان، ما طبيعة الدور التركي باختصار؟


جورج غالوي: إن الدور التركي كان دورا مهما، رئيس الوزراء أردوغان بطل في أعين العالم العربي وما وراء العالم العربي بسبب الموقف الذي وقفه ضد الجدار في غزة، في دمشق ومن خلال برامجكم وبرامج قناتكم قال في مؤتمر صحفي حي إنه يناشد الرئيس مبارك أن يسمح لهذه القافلة بدون إعاقة لكن تم تجاهل مناشدته للأسف، إن الدور التركي الدبلوماسي من خلال منظمات غير حكومية هي المحرك لهذه القافلة، نحن تعلمنا أكثر فأكثر كيف نحترم شعب تركيا ورئيس وزرائها وحكومتها ومنظماتهم أكثر مما يصدقه العقل، كل.. أتمنى لو أن العرب كان لديهم رئيس وزراء مثل أردوغان، أتمنى لو أن مصر كان لديها رئيس وزراء مثل أردوغان أو أن بريطانيا كان لديها رئيس وزراء مثل أردوغان.


أحمد منصور: جورج كيف سيسجل التاريخ هذه الأيام؟ ثلاثة أعوام مليون ونصف المليون عربي ومسلم محاصرون، الذي يسعى لنجدتهم ويقود القوافل لهم شخص غير مسلم بريطاني اسمه جورج بينما يشارك في حصارهم محمد وأحمد وحسني وجمال وغيرهم من الأسماء الأخرى، كيف سيسجل التاريخ هذه الأيام يا جورج؟


جورج غالوي: غريب حقا عندما تصف الأمر بهذه الطريقة، غريب حقا، وآمل.. وكانت هذه خطتنا من البداية منذ أول قافلة شريان حياة أعلنا أن ما نقوم به أملنا أنه سيكون منطلقا لأعمال أخرى في العالم وفي العالم العربي، تعلمون أن بغداد والقدس هما من أجمل كنوز العالم العربي وكلاهما الآن في أيدي غريبة يفعلون بهما ما يشاؤون، يجعلون شعبيهما يعانون، بغداد محتلة من قبل مئات الآلاف من الجنود الأجانب والقدس محتلة من قبل مئات الآلاف من المستوطنين والجنود الأجانب، والناس المؤمنون لا يستطيعون دخول المدينة المقدسة ليصلوا ويعبدوا الله، غزة تحت الحصار وتجوع، مليون ونصف مليون شخص يعاقبون لأنهم صوتوا في انتخابات حرة ونزيهة لطرف القوى الكبرى وإسرائيل لا تحبه، أمر غريب حقا إن ثلاثمائة مليون عربي حتى الآن لم يستطيعوا مد يد العون لفلسطين! أحمد، آخر مرة كنت هنا التقيت بطفلة صغيرة قالت لي أين هذا العالم العربي العظيم الذي يدرسوننا حوله في المدارس؟ أين هذه الأمة التي يدرسونها لنا في المدارس؟ لماذا يتركوننا هكذا؟ لماذا تركونا لوحدنا لنواجه كل هذا؟ ماذا فعلنا لنستحق كل هذا، أن نترك هكذا لوحدنا؟ الشعب الفلسطيني يستحق من ذلك وكل شخص مؤمن يدرك ذلك في قلبه، كل شخص مؤمن يدرك هذا في أعماق قلبه وقد آن الآوان لنقف من أجل فلسطين.


أحمد منصور: هل أكد لك الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز بأنه سيكون على رأس قافلة شريان الحياة4؟


جورج غالوي: بالطبع نحن نأمل من أنه سيأتي هو شخصيا إلى مصر إذا ما كان محل ترحيب وأن يدخل غزة، ولكننا نرتب لقافلة شريان الحياة رقم 4 باسم الرئيس هوغو تشافيز مع حزب الرئيس وقد فعلنا الشيء نفسه مع جنوب إفريقيا بدعم كامل من حزب المؤتمر الوطني، شخصيا أنا سوف أبذل جهودي لأرى هوغو تشافيز في غزة، ولو تصورتم إنني أنا حفلت باستقبال حافل، انتظروا هذا الشخص العظيم الزعيم العربي هوغو تشافيز الذي سيلقاه ليس في غزة ولكن من مراكش إلى البحرين.


أحمد منصور: أيضا مفارقة أن يكون على رأس القوافل هوغو تشافيز الذي تقول إنه زعيم عربي وأنت جورج غالوي، جورج من أين ستبدأ ومتى شريان الحياة4؟


جورج غالوي: علينا أن نرتب أولا هل سنحتاج إلى أن نذهب إلى تركيا ونشتري المركبات الفنزويلية هناك ثم نذهب برا إلى سوريا وأفترض أن علينا أن نبحر إلى العريش، ربما هذه المرة سيوفرون لنا عددا كافيا من ملصقات تأشيرات الدخول ولن يغلقوا أبواب مينائهم الصغير ولن يجوعوا الرئيس تشافيز ويتركوه من دون حمام وماء وطعام يوما بعد يوم في مينائهم الصغير، ولكن إذا ما أصروا على تكرار هذه المهزلة في العريش إذاً قافلة تشافيز سوف تذهب إلى العريش أيضا ويبقى السؤال مطروحا هل مرة أخرى سوف تمر عبر تركيا وتتحالف مع تركيا؟ آمل أن يفعلوا ذلك، آمل أن يذهبوا إلى سوريا مباشرة ويشتروا مواد الإغاثة من سوريا ولكن أيا كان الحال القافلة الفنزويلية ستأتي، القافلة الجنوب إفريقية ستأتي، قافلة الدكتور مهاتير محمد ستأتي من ماليزيا، نحن لن نختفي عن الأنظار، الشعب الفلسطيني سيبقى إلى الأبد، إسرائيل قتلت 140 ألفا من.. لكن ما شاء الله في الـ 22 عاما التي قتلت فيها إسرائيل 1400 منهم، ما شاء الله هم أولادهم كثر، هم لن يختفوا وأصدقاؤهم لن يختفوا كذلك.


أحمد منصور: أفهم منك أنه يتم الإعداد الآن لثلاث قوافل قافلة هوغو تشافيز، قافلة جنوب إفريقيا باسم رئيس جنوب أفريقيا، وقافلة من ماليزيا على رأسها رئيس الوزراء السابق مهاتير محمد؟


جورج غالوي: نعم، مهاتير محمد في الحقيقة لديه عدد كبير من القافلات تبرعوا بها مع قافلتنا وتبرع بمبلغ كبير لشراء المركبات ومواد الإغاثة ورفاقه كانوا معنا في هذه القافلة ولكننا سنقوم بترتيب قافلة خاصة من ماليزيا وقد أسسنا فرعا لشريان الحياة هناك ونأمل من أن زوجة الدكتور مهاتير ستكون الرئيس الفخري وأنا سأذهب في وقت لاحق من هذا الشهر لإطلاق فكرة القافلة الماليزية، نحن لن نكل ولن نمل وأنا شخصيا لن أحظى بمتع العريش مرة أخرى شخصيا ولكن قوافل شريان الحياة باقية وسوف تستمر.


أحمد منصور: ربما الحكومة المصرية ستعتبرك شخصا غير مرغوب فيه وهم الذين سوف يمنعونك يا جورج.


جورج غالوي: لقد تأخر ذلك لكي يعلنوني شخصا غير مرغوب، أنا أعلنت نفسي شخصا لن يعود إلى بلدهم، لكن هذا لن يكون من الحكمة بمكان إذا ما فعلوا ذلك، نحن جمعية خيرية منظمة إنسانية، هذا البلد..


أحمد منصور (مقاطعا): اسمح لي يا جورج، اسمح لي أنا كمصري أرحب بك وفي بيتي أيضا.


جورج غالوي: شكرا لك أنا أعتقد أن هذا هو حال الغالبية العظمى من الشعب المصري، بالمناسبة حتى بعض رجال الشرطة والجيش المصريين الذين كانوا يبكون ليلة أمس وأنا أقول كانوا يبكون ليس من الغازات المسيلة للدموع التي أطلقوها كانوا يبكون قبل ذلك، كانوا يبكون عندما يصلي الناس أمامهم ويدعون ويقولون لهم قولوا آمين، كانوا يصلون من أجل فلسطين حتى بعض الجنود المصريين كانوا يبكون، الشعب المصري شعب عظيم، هم يستحقون أفضل مما يلاقون الآن، لكن لكل بلد هناك قافلة شريان حياة مستقلة تماما، كلهم سيرسلون قوافل إلى غزة، لذلك إذا أعلنوني أنا شخصا غير مرغوب به لن يحلوا هذه المشكلة، لن يستطيعوا أن يعلنوا مهاتير محمد..


أحمد منصور (مقاطعا): شكرا لجورج غالوي.


جورج غالوي: لا يمكن أن يفعلوا ذلك، أن يعلنوا هؤلاء أشخاصا غير مرغوب فيهم.


أحمد منصور: جورج غالوي أشكرك شكرا جزيلا على هذا الحوار الخاص الذي آثرتنا به قبل الجميع أتمنى لك إقامة جيدة في غزة وأقول لك بيوت كثير من المصريين مفتوحة لك دائما أينما شئت، وننتظر شريان الحياة4 وفك الحصار بالكامل عن غزة. في الختام أنقل لكم تحية فريقي البرنامج من الدوحة وغزة وهذا أحمد منصور يحييكم بلا حدود من غزة، أشكر المترجمين علي مطر وموفق فائق توفيق الذي تسمعون صوته دائما، في الختام هذا أحمد منصور يحييكم بلا حدود.