لقاء اليوم

عصام الحداد.. الساحة المصرية والعلاقات الخارجية

تستضيف الحلقة مساعد رئيس الجمهورية المصرية للشؤون الخارجية عصام الحداد ليتحدث عن آخر المستجدات السياسية في الساحة المصرية، وعن حقيقة تصريحاته حول المحكمة الدستورية العليا.

– الخلاف بين المحكمة الدستورية والرئاسة
– العلاقات المصرية الأميركية بعد الثورة

– تورط دول خارجية بعرقلة المشهد المصري

– التداعيات الأمنية لدول الجوار

– الجهود المصرية في حرب غزة

– مستقبل العلاقات المصرية الخليجية

– فتور العلاقات المصرية الإيرانية

 

‪عبد الفتاح فايد‬ عبد الفتاح فايد
‪عبد الفتاح فايد‬ عبد الفتاح فايد
‪عصام الحداد‬ عصام الحداد
‪عصام الحداد‬ عصام الحداد

عبد الفتاح فايد: مشاهدينا الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأهلا ومرحبا بكم في هذا اللقاء الذي نستضيف فيه أحد ابرز الشخصيات في مؤسسة الرئاسة المصرية، ضيفنا اليوم هو مساعد رئيس الجمهورية للشؤون الخارجية الدكتور عصام الحداد، مرحباً بكم دكتور عصام.

عصام الحداد: أهلا وسهلا.

الخلاف بين المحكمة الدستورية والرئاسة

عبد الفتاح فايد: ندخل بالموضوع مباشرةً لعلنا نبدأ بأحدث المستجدات وهو التصريحات التي نسبت إليكم حول المحكمة الدستورية العليا وردود الأفعال التي ثارت حول هذا الموضوع ومطالبة أحد أهم الأعضاء في المحكمة الدستورية العليا لكم بالاعتذار عما بدر منكم خاصة الوصف الذي نسب إليكم للمحكمة الدستورية العليا بأنها واحدة من القوى المناوئة للثورة المصرية أنتم في الأساس ملفكم هو ملف العلاقات الخارجية ما علاقة ذلك بالمحكمة الدستورية العليا؟

عصام الحداد: بسم الله الرحمن الرحيم الحقيقة أشكرك انك بدأت بهذا السؤال لأنه أنا فوجئت بحجم التضخيم والحديث والاهتمام الذي لم يسبق له مثيل ومرة واحدة وفجأة وكل الصحف وكل النشرات مما يعطي إشارتين الحقيقة، أولا: أن هناك اهتمام عالي جداً في هذه الأمور ولكن إشارة أخرى إننا عندنا استعداد عالي أن نضخم  أي شيء من لا شيء وأنا بقول لا شيء لأن الحقيقة..

عبد الفتاح فايد: يعني هذا لم يصدر عنكم وصف المحكمة الدستورية بأنها من القوى المناوئة للثورة.

عصام الحداد: لا يمكن أن أصف هذا الأمر.

عبد الفتاح فايد: لم يحدث.

عصام الحداد: لا يمكن لم يحدث طبعا نحن..

عبد الفتاح فايد: حُرفت التصريحات؟

عصام الحداد: بالتأكيد نحن نصدر بيانا على صفحة التواصل الاجتماعي وليس قضية انه إحنا نخاطب الإعلام الغربي، الإعلام الغربي له آليات التواصل معاه وله طرق التواصل معاه معروفة ويلجأ لها وقت الحاجة ولكن نحن نصدر بيانا للتعريف بمجريات التحول الديمقراطي، لأن العالم كله ينظر إلى مصر ويريد يطمئن على اللي يحدث في مصر، فكان لا بد أن نقول ما الذي يحدث؟ ما هي الخطوات التي تتم؟ ما هي التفاعلات التي تتم؟ لم نذكر المحكمة الدستورية إلا في نقطة واحدة وليست مباشرة لمحكمة الدستورية، ذكرنا أن هناك قرار غامض بحل مجلس الشعب وهذا قرار حل المجلس وليس حكم المحكمة، حكم المحكمة شيء آخر والنقطة الثانية التي ذكر بها هذا الأمر أنه وردت إشارات تقول أن المحكمة من دوائر متعددة وليس منها المحكمة تقول أن المحكمة ستحل الجمعية التأسيسية ومجلس الشورى، هذا ليس سراً كل الدوائر كانت تتحدث عن هذا الأمر بالعكس نحن قلنا في حديثنا نريد أن ننزهه القضاء عن استغلاله في العراك  السياسي هذه نظرتنا للقضاء.

عبد الفتاح فايد: فلماذا لم يوضح هذا دكتور عصام للمحكمة الدستورية مباشرة ولا يترك هذا الأمر لهذا الجدل واللغط والتضخيم كما ذكرت؟

عصام الحداد: الحقيقة أنت تثير سؤال جميل، وهذا السؤال موجه إلى من أثار هذه الزوبعة لأنه لن يتصل بي أحد من المحكمة الدستورية ولن يسألني احد عن هذا الأمر، بل أن السياق الذي صدر فيه بيان المحكمة ولو إني لم اطلع على البيان إلا من خلال وسائل الإعلام التي نشرت أجزاء منه، السياق كأنه هناك جريمة كبرى ارتكبت يجب أن يشنق بها عصام الحداد في ميدان عام، هذا الكلام حقيقة لا يليق، لا يليق بقامة القضاء أن تتدخل هذا المعترك ولا يليق بنا أن نقول مثل هذا الأمر، إحسان الظن يا أستاذ عبد الفتاح الأصل الذي نحتاج إليه.

عبد الفتاح فايد: ربما دكتور عصام يعني ما دفع الناس للتضخيم وللتصديق هو وجود أولا متظاهرين حول المحكمة الدستورية العليا ورد ذكر اسم المحكمة الدستورية كثيرا ولهذا اسأل إن لم يبادروا هم إن لم تبادر المحكمة الدستورية، ألا يمكن أن تبادر مؤسسة الرئاسة بخطوة للتفاهم أو مع المحكمة الدستورية أو توضيح الصورة مع المحكمة الدستورية؟

عصام الحداد: أحب أن أطمئنك أن هذا قد تم، وتم الاتصال بالمستشار بجاتو أنه نقل أن يطلب مني اعتذار، فقلت له اعتذر عن ماذا؟ إذا لم يكن هناك إذا كان هناك شي يستحق الاعتذار يعتذر عنه الإنسان، والإنسان القوي يستطيع أن يعتذر إن كان ارتكب خطأ إما اعتذر عن شي غير موجود.

عبد الفتاح فايد: ما هي نتيجة الاتصال؟

عصام الحداد: سنلتقي إن شاء الله الليلة وأفهم منه لماذا تم فهم هذا التصريح بهذا الشكل وأوضح له ماذا نفعل بالضبط وأنا على يقين..

عبد الفتاح فايد: نعتبر هذه خطوة ربما لبدء ربما لتصحيح العلاقة بين مؤسسة الرئاسة والمحكمة الدستورية العليا بعدما ما شابها على مدار الشهور الماضية.

عصام الحداد: أنا اختلف معك في قضية تصحيح العلاقة لأن هناك علاقة احترام متبادل بين المحكمة الدستورية ومؤسسة القضاء لأنه مؤسسة مستقلة وبين مؤسسة الرئاسة هذه العلاقة كانت وستظل وستبقى دائما علاقة احترام متبادل، هناك أشياء تجري من بعض القضاة ما انزل الله بها من سلطان حتى أكون واضحا وصريحا يعني حين  يأتينا اليوم أن  رئيس نادي القضاة صرح تصريحا يقول فيه فليعلم الجميع أن القضاة إذا ما شاءوا فلا رادة لمشيئتهم وإذا لم يشاء فلا معقب عليهم، حين يصدر هذا التصريح وإن كان هذا التصريح صحيحا من رئيس نادي القضاة فعليه أن يعجل بتصحيح هذا الأمر لأن هذا التصريح لا يجوز لقاضٍ.

عبد الفتاح فايد: عموما  ملف القضاء  ملف كبير جداَ ربما لا تتسع له كل هذه الحلقة لندخل في الموضوع الأساسي معكم وهو علاقات مصر الخارجية الآن بعد زيارة لكم للولايات المتحدة الأميركية هناك حديث أولا حول الترتيب لزيارة الرئيس المصري محمد مرسي للولايات المتحدة وهي الزيارة الأولى له وهناك أيضا ربما حديث في الشارع المصري عن أن العلاقات المصرية الأميركية الآن لم تختلف عنها في عهد النظام السابق ربما نفس العلاقات، نفس منظومة العلاقات الدولية سواء مع الدول الغربية وكذلك مع المؤسسات الدولية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وليست هي طبيعة العلاقات المنتظرة من مصر الثورة التي باستمرار تعيد تصحيح وإصلاح هذه المؤسسات الدولية ولا تخضع لقبضتها وهيمنتها.

عصام الحداد: هذا السؤال تطول الإجابة عليه ولكن دعني خليني أكون مركزا، الحقيقية أن القول أن العلاقات الخارجية مثل سابقتها قول يجب أن يستقر، كيف نقيس؟ ما هي الضوابط؟ كيف نحكم على هذا الأمر؟ هناك اختلاف جذري؛ جذري في المنطلقات، جذري في الآليات، جذري في المنهج، مصر بعد 25 يناير ليست هي مصر قبل 25 يناير.

عبد الفتاح فايد: كيف؟

عصام الحداد: مصر التي كانت..

العلاقات المصرية الأميركية بعد الثورة

عبد الفتاح فايد: في العلاقات المصرية الأميركية ما الذي تغير؟

عصام الحداد: أقول لك التي كانت تتعامل مع أميركا أنها قوة عظمى علاقتها بقوة تابعة لم يعد هذا الأمر كما كان، وأنا لمست هذا بنفسي لمست بكل الزيارات التي تمت حين تتم الزيارات على أعلى مستوى، ويكون الحرص كل الحرص على توصيل رسالة واضحة، نحن نريد التعاون مع مصر على كافة المستويات ونحن حريصون على علاقة مع مصر لأنها مصلحة لأميركا، الآن العلاقة تتم على أساس مصلحة متبادلة واحترام متبادل وليس تبعية لأحد ولا المشي في فلك احد، هذا الأمر محترم هناك ومحترم عندنا، أميركا قوة عظمى لا يمكن أن ينكر أحد ذلك ومصر قوة في المنطقة لها رياداتها لها وضعها لها تاريخ لها شعبها لها ثقلها في العالم العربي لها مكانتها في العالم الإسلامي لها بعدها الإفريقي.

عبد الفتاح فايد: وعلى هذا الأساس ستتم زيارة الرئيس للولايات المتحدة.

عصام الحداد: زيارة الرئيس تم الدعوة إليها  يوم 17 ديسمبر، ولكن طبعا نظرا للظروف التي كانت تمر بها فتم الاعتذار عن هذا التوقيت وتم الاتفاق على توقيت آخر إن شاء الله في فبراير، وهذا الأمر…

عبد الفتاح فايد: في فبراير.

عصام الحداد: فبراير المقبل.

عبد الفتاح فايد: تحدد موعدا نهائيا.

عصام الحداد: هذا الأمر يتم تحديده حسب جداول ومواعيد كل رئاسة بحيث أنه هو يتم التحديد النهائي في وقت الاقتراب منه، لكن هذا الموعد الذي تم الترتيب عليه إن شاء الله، وهي الزيارة التي يعد لها من النواحي الاقتصادية وفي النواحي السياسية وفي نواحي التبادل العلمي وفي النواحي الرؤى التي يمكن أن تتطابق وتختلف لأن مصر لها رؤيتها وأميركا لها رؤيتها.

عبد الفتاح فايد: هل هناك ملفات معينة دكتور عصام يجري الإعداد لها، ما هي ابرز هذه الملفات في هذه الزيارة؟

عصام الحداد: طبعا نحن خلينا نكون صرحاء  وهذا الذي هو أيضا عنصر أساسي في علاقاتنا الخارجية، الملف الاقتصادي من أهم الملفات، ولذلك كانت زيارتنا الأولى للصين لأن الصين عملاق اقتصادي الكل يسعى إليها وتم التوجيه الدعوة إلينا واستجبنا مباشرة،  والحمد لله زيارة الصين كان لها نتائج ممتازة آثارها تأتي ولو بعد حين، بل أن هناك زيارات تتم وستتم في القريب العاجل لمتابعة النتائج وان شاء الله يستقر هذا الأمر، وكانت زيارتنا أيضا للاتحاد الأوروبي بالجزء الاقتصادي والسياسي والثقافي والتبادلي، وأيضا زيارتنا لإفريقيا لنفس هذه الأسباب، أميركا تخضع أيضا لهذا الأمر، أميركا كانت الشريك الأكبر لمصر في ملفات متعددة لها ملفات الموانئ العسكرية التي هي ليست معونة وإنما هي نوع من العلاقة التي تتم على أساس منفعة متبادلة هذا هو الذي يحكمنا في العلاقة، الوضع الاقتصادي أميركا لها ديون، يعني لمصر لأميركا ديون كثيرة، هناك حديث عن مبادلة هذه الديون وتنفق في مصر، هناك حديث عن دعم أميركي لنا وهذا نقبله طالما انه غير مشروط، هناك كلام عن علاقة تبادل علمي ومنح علمية ودراسات في أميركا في الجامعات الأميركية، والجميل والرائع أن هناك ترحيب شديد في هذا الأمر وهناك أيضا علاقة أمنية هناك قلق أميركي من قضايا الحدود وقضايا السلاح وتهريب السلاح وهذه نكون واضحين فيها وهناك برضه حاجة لا بد أن نذكر أن هناك تقدير أميركي رائع للدور الذي قامت به مصر في وقف إطلاق النار في غزة، وهذا تقدير..

عبد الفتاح فايد: نعم سنأتي لموضوع غزة أيضا لأن العلاقات المصرية الفلسطينية واحدة من المحاور المهمة، ولكن أيضا في العلاقة مع الغرب ذكر على سبيل المثال أن ألمانيا قالت أن زيارة الرئيس محمد مرسي تأجلت بسبب الاضطرابات أو الوضع المحلي ما حقيقة ذلك؟

عصام الحداد: اليوم وأمس بمجرد أن ظهر هذا بالإعلان، اتصل بي مسؤولون من ألمانيا واتصلت بي السفارة الألمانية، وصدر تصريح  رسمي من وزير الخارجية من وزارة الخارجية وتصريح رسمي من المستشارة الألمانية أن هذا الكلام لا صحة له، العلاقات مع ألمانيا متميزة اهتمام ألمانيا بما يحدث في مصر اهتمام حقيقي خلينا نكون واقعيين وصرحاء..

عبد الفتاح فايد: هل لعبت دراستكم في ألمانيا دور في هذا ربما وجودكم وعلاقتكم مع..

عصام الحداد: الحقيقة إني هذا كلام تاريخي يعني كبير، لكن كان لي زيارة لألمانيا في الشهر الماضي الحقيقية وقابلت فيها معظم المسؤولين هناك، والذي لمسته هو اهتمام غير عادي بمصر، مصر يا أستاذ عبد الفتاح لها وزن فوق ما نتصور وتم تقزيمها تقزيما هائلا، مصر لديها فرص غير عادية لنمو اقتصادي لدور دولي لمساهمة في عالم جديد أكثر عدلاَ أكثر استقراراَ.

تورط دول خارجية بعرقلة المشهد المصري

عبد الفتاح فايد: هل هذا يعني ما يشعر الرئاسة المصرية وقطاع كبير من الشعب المصري ربما بأن الدور المصري مستهدف وأن هناك دول خارجية تضخ أموالا لعرقلة هذا الدور أو لإرباك المشهد المصري؟

عصام الحداد: يعني أي ناجح وأي فرص نجاح يجب أن يتوقع أن هناك من يردون تعويقها، هذه قواعد في  الحياة يعني والعالم ليس كله حب وود  ولكن هناك عالم ذئاب أيضا.

عبد الفتاح فايد: بحكم إنكم مسؤول العلاقات الدولية بالتأكيد يعني هذا الكلام قيل أكثر من مرة هل بالفعل تعتقد وجود دول خارجية إقليمية أو دولية تضخ وتلعب دور لعرقلة وإرباك السلطات المصرية؟

عصام الحداد: نحن على يقين أن هناك دوائر تريد إرباك الحالة المصرية لأنها غير مطمئنة أن هذا يصب في صالحها ونحن على يقين بذلك، ولكن  على يقين أيضا..

عبد الفتاح فايد: لديكم أدلة ومستندات؟

عصام الحداد: نحن على يقين من ذلك، ولكن على يقين أيضا إننا نستطيع كمصريين أن نتغلب على الأمر وأن نقيم نموذج  حضاري متميز الجميع ينظر إليه بإعجاب.

عبد الفتاح فايد: عظيم هذا يجرنا إلى النموذج دكتور عصام يعني هناك المقارنات تحلو كثيرا للكثيرين، هناك من يقول أن مصر في عهد الرئيس محمد مرسي تقتدي النموذج التركي أو تحذو حذو النموذج الإيراني، النموذج التركي بنهضته الاقتصادية الكبيرة أو النموذج الإيراني بانحيازه للقيم الدينية الإسلامية بشكل اكبر ربما من غيره من النماذج إلى أي نموذج تميلون انتم؟

عصام الحداد: الحقيقية انه أن ينظر إلى مصر أنها تميل هنا وهناك هذا لا يليق بمصر، مصر نموذج فريد كانت فريدة وستظل فريدة، المربط هو المصريين، هذا الذي يجعل من هذا النموذج قيمة وتميز أو غير ذلك، دعني أخوض النموذج التركي اقتصاديا رائعا لكنة أيضا ثقافياَ واجتماعياَ يختلف عن النموذج المصري نحن لسنا دولة علمانية كما هي  العلمانية في تركيا هناك علمانية كانت متوغلة واستطاع النموذج التركي من خلال جهد جهيد أن يخفف من غلواء هذه العلمانية قد يغضب هذا البعض لكن هذه تقييمنا  ورؤيتنا، النموذج الإيراني يعكس هذا الأمر إلى ناحية أخرى نموذج لم ينسجم مع العالم الخارجي وحاول أن ينغلق على نفسه ولم يستطع الحقيقة أن يكون منسجما حتى مع جيرانه، مصر لا تستطيع أن تكون هكذا لأن مصر بموقعها وبأهلها.

عبد الفتاح فايد: عظيم إذن هي مختلفة.

عصام الحداد: النموذج المصري نموذج حضاري متميز مختلف يعتمد على المواطن المصري الكفيل بإجراء هذا النموذج وتحقيقه.

التداعيات الأمنية لدول الجوار

عبد الفتاح فايد: عظيم حتى نأخذ الملفات الأخرى، الملف الفلسطيني هناك ربما شعور بأن النظرة المصرية للملف الفلسطيني والملف السوداني وهما دولتا الجوار بالقرب؛ هي ما زلت نظرة أمنية وأن هذا الملف هو لدى المخابرات المصرية وهي نفس نظرة النظام السابق لهذه القضايا الحيوية والتي ترتبط بالأمن القومي المصري، هل ما زال هذا هو الانطباع أو هذه هي النظرة؟

عصام الحداد: لماذا لم تذكر الملف الليبي أيضا هذه دول الجوار حقيقية الأمر أن السياسة الخارجية الجديدة لا تعتمد مطلقا على فرد أو جهاز واحد فقط، السياسة هي منظومة متكاملة مؤسسة الرئاسة لها دور ووزارة الخارجية لها دور الأمن القومي له دور، تناغم هذه المؤسسات  الثلاثة مع الأذرع الأخرى هو الذي يشكل هذه السياسة يديرها ويوجهها، وبالتالي لو تحدثنا عن السودان..

عبد الفتاح فايد: ولكن لماذا فلسطين مع المخابرات باستمرار ملف غزة والملف الفلسطيني؟

عصام الحداد: هناك، هناك بعد امني .

عبد الفتاح فايد: دون تقليل من قيمة أو جهد المخابرات العامة.

عصام الحداد: هناك أيضا مرة أخرى أقول هناك تناغم بين الجميع وهناك تواصل مع الجميع وهناك تبادل معلومات قائم بين الجميع، ولكن هناك بعد أمني لا يقوم به إلا البعد الأمني وهناك بعد سياسي يشترك به الجميع وهناك بعد اقتصادي.

عبد الفتاح فايد: مرتبط بهذا دكتور عصام أيضا مسألة العلاقة بينكم وبين وزارة الخارجية المصرية هل تستفيدون من الكوادر الوطنية في وزارة الخارجية المصرية هل هناك تنسيق أم أن انطباع لدى الناس ربما بأن هناك أكثر من وزير خارجية لمصر وكل واحد لديه اتجاه أو ربما توجه مختلف عن الآخر؟

عصام الحداد: والله اعتقد أن النجاح الذي حققته السياسة الخارجية المصرية في الفترة السابقة والذي شاهدها الجميع وينظر لها الجميع بإعجاب يؤكد أن النجاح هذا يرجع إلى تناغم الجهد وتناغم العمل، الخارجية المصرية مؤسسة عريقة ذات كوادر متميزة تساهم مساهمة فعالة وأكيدة في تشكيل هذه السياسة.

عبد الفتاح فايد: تتعاونون معها.

عصام الحداد: نتعاون معها بشكل شبه يومي وبتنسيق كامل وبتبادل كامل لكن أنا أدي لك النموذج الألماني المستشارة الألمانية لديها مستشار للعلاقات الخارجية، مساعد للعلاقات الخارجية وهو الذي ينسق مع وزارة الخارجية الألمانية، هذه المنظومة موجودة في عدة دول لأنها تساعد في التناغم في وضع السياسة واتخاذ القرار وتنفيذ هذه السياسة، وأنا اعتقد أن العمل المؤسسي للعلاقات الخارجية الآن أظن انه مضى خطوات إلى الأمام  ويشهد بذلك العاملين في وزارة الخارجية.

الجهود المصرية في حرب غزة

عبد الفتاح فايد: عظيم، النجاح الذي حدث في غزة ووقف إطلاق النار ولعب فيه الجانب المصري بالتأكيد دورا مهما ثمنّه واعتبره البعض أيضا سيرا على نفس السياسة القديمة، سياسة الضغط على المقاومة، لصالح الطرف الإسرائيلي المعتدي كيف تقيّمون أنتم العملية؟

عصام الحداد: أنا أرجع التقييم لأهل غزة، ماذا فعلوا أهل غزة؟ عندما زارهم الأستاذ هشام قنديل رئيس الوزراء،  ماذا فعل لأهل غزة عندما تم إيقاف إطلاق النار؟ ماذا يفعل أهل غزة الآن؟ نحن الآن بفضل الله حالة جديدة لأن مصر الآن بعد الثورة ليست مصر قبل الثورة، مصر بعد الثورة تقوم بدور إقليمي متميز ترعى فيه السلام والعدل بين الجميع ولذلك نحن نسعى إلى إحداث مصالحة بين الفصائل الفلسطينية المختلفة حتى يكون الصوت الفلسطيني صوتا واحدا متناغما، هذا ما نسعى إليه، وهذا أظن يقدره الجميع وبغير هذا لا نستطيع أن نحل ما يحدث في فلسطين.

عبد الفتاح فايد: هل هناك خطوة مرتقبة في المستقبل القريب دكتور؟

عصام الحداد: هناك خطوات تمت وفي المستقبل القريب، سيعلن عن خطوات تتم من اجل تحقيق المصالحة، والاتصالات تتوالى بين المجموعات الفلسطينية وإن شاء الله الثمرة ستكون قريبا بإذن الله.

عبد الفتاح فايد: نتوقع موعدا معينا لإعلان ذلك؟

عصام الحداد: الدبلوماسية أحيانا تكون متحفظة في المواعيد.

مستقبل العلاقات المصرية الخليجية

عبد الفتاح فايد: عظيم، ننتقل إلى ملف العلاقات المصرية ملف مهم جدا هو العلاقات المصرية الخليجية، هناك شعور بأن العلاقات المصرية الخليجية ورغم الروابط والوشائج القوية من العمالة إلى غيرها تضررت كثيرا بعد الثورة بسبب ما يقال عن الثورة المضادة ودعم كثير من دول الخليج لهذه الثورة المضادة ولأركان النظام السابق، ما حقيقة ذلك وكيف تنظرون إلى مستقبل  العلاقات المصرية الخليجية؟

عصام الحداد: دعنا نبدأ أولا بما نحدده في العلاقة المصرية الخليجية والسيد الرئيس قد حدد هذا الأمر وذكره في عدة محافل وفي معظم لقاءات التي قد تمت مع الزيارات الخارجية التي جاءت لمصر وفي أثناء زيارة السيد الرئيس أيضا إلى المملكة السعودية والتي كانت مرة زيارة خاصة ومرة على هامش لقاء المؤتمر الإسلامي، الأمن الخليجي خط احمر بالنسبة لمصر، امن الخليج  من امن مصر الحقيقة  أي نظرة غير هذا تكون نظرة قاصرة، ولذلك العلاقة بيننا وبين الخليج يجب أن تكون جيدة ومثمرة وفاعلة، لأسباب متعددة لا نريد أن نخوض فيها وأنا أظن..

عبد الفتاح فايد: ولكن كيف يمكن أن يحدث هذا في ظل بالفعل  أصابع تشير بوضوح إلى دول معينة وإلى أطراف معينة؟

عصام الحداد: لا دعنا نقول، دعنا نقول أن هناك كثيرا من عدم الفهم لما هي الثورة المصرية وكثير من التوجس من كلمة  تصدير الثورة أو مثل هذا الأمر، وهذا الأمر أوضحناه وسنوضحه ونكرره، مصر الآن مصر الجديدة هي نموذج حضاري يريد أن يحقق نجاح يستفيد منه الجميع لا نصدر ثورة ولا عايزين نستورد ثورات من حد، نحن نريد أن تعيش مصر عيشة حرة ذات قيمة عادلة.

عبد الفتاح فايد: هل اقتنع دول الخليج بذلك، هل هناك تواصل مع هذه الدول؟

عصام الحداد: نعم هناك تواصل  نحن نريد أن نؤكد على الرسالة مرة واثنين وثلاثة ولكن لا ننسى أن هناك دوائر يعني ليست واثقة من هذا الأمر، الحل بالنسبة لنا أن نؤكد على هذه الرسالة وأيضا أن نؤكد أن مصلحتنا مشتركة وأيضا أن نؤكد- يا أخ عبد الفتاح- مصر المستقرة مصلحة للجميع..

أنا تاج العلاء في مفرق الشرق               ودراته فرائد عقدي

أنا إن قدر الإله مماتي                 لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدي

عبد الفتاح فايد: المهم أن يقتنع الطرف الآخر بذلك.

عصام الحداد: نحن على يقين أن الأيام ستأتي بهذا يعني خليني اضرب مثال ثاني..

فتور العلاقات المصرية الإيرانية

عبد الفتاح فايد: طيب العفو يا دكتور لأن الوقت بالفعل يضغط بشدة علينا، العلاقة مع إيران؛ ما هي طبيعة العلاقة الآن خاصة وأنه ربما يتصور البعض في الشارع المصري أن العلاقة الإيرانية ليست سعيدة بنمو الدور المصري؟

عصام الحداد: حقيقية علاقات الدول مصالح في الآخر، وإيران لها رسالتها ولها مشروعها ونحن يجب أن نتعامل مع هذا الواقع، مصر لها رسالتها ولها مشروعها ويجب أن ندعو الجميع أن يتعاونوا مع هذا الواقع وبالتالي علاقتنا مع إيران ليس لدينا مشكلة مع الشعب الإيراني ، ليس لدينا مشكلة في أن تكون هناك علاقة، لكن نحن نرى أن الموقف الإيراني في سوريا والموقف الإيراني مع بعض دول الخليج أمر يحتاج منا  إلى وقفة و إلى تفهم، ولذلك نحن نعالج موضوع سوريا بالمبادرة المصرية دعونا إيران إلى طاولة المفاوضات لماذا؟ لان إيران بدل من أن تكون جزء من المشكلة.

عبد الفتاح فايد: لكن يبدو أن النتائج لم تكن جيدة.

عصام الحداد: من قال هذا؟ نحن لا زلنا على تواصل، ولا زلنا على موقف للحل، وأريد أن أطمئنك أن الدور المصري الآن في الأزمة السورية يكاد أن يكون من أفضل الأدوار التي يجمع عليها الجميع، ولكن ليس كل ما يعمل يقال.

عبد الفتاح فايد: لكن الآن المعارضة السورية يبدو أنها اتخذت من القاهرة مقرا لها، هل انتم يعني بالفعل وافقتم بشكل نهائي على هذا الأمر؟

عصام الحداد: وافقنا وهم ضيوف عندنا واتخذنا من الإجراءات الكفيلة بدعم عملهم بكافة الطرق وبنفس الوقت نتواصل مع كل  الأطراف لإيجاد حل، يا أستاذ عبد الفتاح نحن نريد حقن الدم السوري لأن هذا دم يجب أن لا يراق، نريد وحدة الأراضي السورية، نريد عدم اقتتال طائفي، نريد انتقال سلمي للسلطة، هذه الأهداف متفق عليها وسنعمل لها وستتحقق نتائج إن شاء الله.

عبد الفتاح فايد: الآن أيضا مسألة تتعلق بكم شخصيا ربما وبمؤسسة الرئاسة هناك حديث دكتور عصام حول أن الفريق حول الرئيس محمد مرسي ربما تسبب له في كثير من المشاكل وحدثت استقالات..

عصام الحداد: مش الخارجية..

عبد الفتاح فايد: ربما بالتأكيد الملف الخارجي أفضل بالتأكيد من الملف الداخلي وهذه نظرة انطباع الناس، لكن حدث استقالة لأحد مساعدي الرئيس لشؤون التحويل الديمقراطي، عدد من مستشاري الرئيس كيف يصنع القرار داخل مؤسسة الرئاسة وهل بالفعل هناك أزمة في المستشارين أو في مستويات المستشارين والنصائح التي يقدمونها للرئيس؟

عصام الحداد: الحقيقة أنا اعتقد أنه حسب فهم كل إنسان لدوره، وكيف يمكن أن يساهم في صنع القرار حسب تفاعله في هذا الأمر وأنا اشهد أن السيد الرئيس يحسن الاستماع ويتشاور الكثير الكثير ويقلب الأمور لكن في الآخر هو مسؤول عن القرار ويجب أن يكون مسؤولا عن القرار فنحن وأنا أظن إننا نعمل في مؤسسة الرئاسة بتناغم وكلٌ يعمل في مجاله هذا في العلاقات الخارجية نحن نعمل هكذا، وأتمنى أن يكون في كل هذه المجالات أيضا نفس هذه النتيجة.

عبد الفتاح فايد: لكن هل يصنع القرار داخل مؤسسة الرئاسة أم ما يشاع كثيرا عن أن القرار يأتي من الخارج ويسقط حكم المرشد كما تسمع؟

عصام الحداد: الحقيقة المرشد غلبان استغفر الله يعني أنا من الإخوان المسلمين وأشعر بفخر وأحمد الله على انه جعلني من هذه الدعوة المباركة ولكن لن يأتيني مرة لن يأتيني مرة احد يقول لي افعل أو لا تفعل وإنما ما نقوم به هنا هو لدولة مصر، نحن الآن نتحمل هذه المسؤولية التي حملنا لها للشعب.

عبد الفتاح فايد: نعم، تحملنا يا دكتور عصام..

عصام الحداد: والله تحملنا.

عبد الفتاح فايد: ولكن صدور أكثر من قرار ثم العودة فيه أعطى انطباعا بأن هناك حالة ارتباك في مؤسسة الرئاسة، ودفع البعض لئن يقول أن مؤسسات الدولة لا تفككها المحكمة الدستورية ولكنها تنهار بآخر القرارات، آخر قرار النائب العام باتخاذ قرار ثم العودة فيه وبالأمس قدم استقالته.

عصام الحداد: القرارات التي يتم التراجع عنها هذه قوة في القرار، لأنه الضعيف الذي يعند ولا يستطيع أن يرجع إما القوي فإن وجد ما هو خير منه فهو يرجع إليه.

عبد الفتاح فايد: أشكرك أستاذ عصام مساعد رئيس الجمهورية للعلاقات الخارجية شكرا جزيلا لكم.

عصام الحداد: شكرا جزيلا لك.

عبد الفتاح فايد: كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن المتابعة وهذا عبد الفتاح فايد يحييكم من القاهرة على وعد بلقاءات أخرى بإذن الله تعالى.