المرصد

أقوى من كورونا.. مسنون يهزمون الوباء وينتصرون للحياة

سلطت حلقة (2020/4/20) من برنامج “المرصد” الضوء على وضع المسنين في مقاومة كورونا بين قصص الموت الصامت وملاحم التحدي والإصرار على الحياة.

فرضت قصص كثير من المسنين في مختلف أرجاء العالم نفسها بقوة على وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، بعد أن أهملهم الحكام بسبب جائحة كورونا، وجاءت قصصهم مضيئة تارة، ومأساوية ومؤلمة تارة أخرى.

وعرض "المرصد" في حلقته بتاريخ (2020/4/20) تجارب بعض المسنين حول العالم، حيث رحل معمرون في صمت داخل غرف نومهم، وقاوم آخرون بصلابة؛ فهزموا الفيروس وأسكتوا ألسنة كثيرة روّجت لانتهاء أدوارهم، وتركهم لمصيرهم.

ففي مدينة سانتياغو الأميركية، احتفلت "راث" أمام بيتها بعيد ميلادها الـ104، وهي التي كانت من أولى نساء المارينز في الحرب العالمية الثانية، وما زالت -رغم عمرها المديد- تحتفظ بذاكرة وقّادة وحب للحياة، مما جعلها تتحدى الأزمة الصعبة بسبب فيروس كورونا.

وفي بريطانيا، هزم آلبرت تشامبرز وعمره 99 عاما فيروس كوفيد-19، وغادر المستشفى معافى وسط تصفيق الأطباء والممرضين، وهو جندي سبق له الفوز في ساحات الحرب العالمية الثانية بالعزيمة ذاتها والإصرار نفسه.

كما تحدت البريطانية كوني تتشن الوباء، وهي في عامها الـ106، وغادرت المستشفى وسط فرحة الطاقم الطبي الذي أشرف على علاجها لمدة ثلاثة أسابيع، وتعتبر كوني الأكبر من بين الذين تعافوا من الوباء عبر العالم.

أما المعمر البريطاني والضابط السابق توم مور فقد أنشأ صفحة خاصة بالتبرعات لصالح الهيئة الصحية البريطانية، جمعت مبالغ كبيرة في وقت قياسي، وتعهد بأن يسير حول منزله عشر مرات يوميا، إلى حين بلوغه مئة عام هذا الشهر، متسلحا بابتسامة تفاؤل، وبأوسمة الحرب العالمية.

وفي البرازيل، جسّد إرماندو بفيتا روح المحاربين القدامى، وصلابة الجنود السابقين، وهو الذي خاض الحرب العالمية الثانية ملازما في الجيش البرازيلي بأفريقيا، وواجه فيروس كورونا، وتغلب عليه في عمر ناهز 99 عاما، وغادر مستشفى القوات المسلحة في برازيليا مرتديا قبعته العسكرية، وهو يقول للحشد الذي اصطف محتفلا به: "الفوز بهذه المعركة كان بالنسبة لي أكبر من الانتصار في الحرب".

غير أن صمود المسنين في وجه القاتل الصامت ليس متاحا دائما، حيث عرفت إحدى دور الرعاية الطبية للعجزة بالعاصمة الفرنسية باريس قصصا مؤلمة كثيرة، إذ تركت بعض الجثث لأيام في غرف النوم بسبب تأخر الدفن.

ومنذ بداية الجائحة مات العديد من المسنين في مثل هذه المراكز وفي البيوت الخاصة أيضا، ومن دون أن تضمهم الإحصاءات الخاصة بضحايا كورونا.

وفي الولايات المتحدة، شدت انتباه الأميركيين حكاية الرسام التشكيلي هاورد سميث وزوجته، وهي قصة حب ثم زواج في باريس منذ خمسين عاما، حيث مرضت الزوجة منذ خمس سنوات وأخذت للعلاج بمركز شمال نيويورك، وكان هاورد يزورها ستة أيام في الأسبوع ليحدثها ويقرأ لها القصص، ويذكرها بالتفاصيل الصغيرة لحياتهما معا، لكنه مُنع من هذه الزيارة بعد أن سجلت في المركز حالات إصابة بكورونا، ليدخل في أزمة نفسية حادة.