الشريعة والحياة في رمضان

محمد راتب النابلسي: علاقة الإنسان بربه بسيطة ولا تحتاج إلى وسطاء

قال الداعية الإسلامي الدكتور محمد راتب النابلسي إن العلاقة بين العبد وربه بسيطة، ولا تحتاج إلى وسطاء، وبمجرد دعاء العبد لله، فإنه يسمعه ويستجيب، فإن دعوته بلسانك يسمعك، وإذا دعوته بقلبك يعلم ما تقول.

وأضاف في حديثه لحلقة (2021/5/9) من برنامج "الشريعة والحياة في رمضان" أن أغلب آيات القرآن، التي ورد فيها تساؤل، متبوعة بكلمة "إلا الدعاء" كما في قوله تعالى (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان).

وتابع النابلسي أن القرآن أورد العديد من القصص على سرعة استجابة الله سبحانه وتعالى لعباده، فمثلا قصة نبي الله يونس، الذي دعا وهو في بطن الحوت ففرج الله عنه، والله معك في كل حال ومكان كما في الآية (وهو معكم أينما كنتم)، وهنا المعية جاءت بمعنى العلم والمعرفة؛ لكن الله خص عباده المؤمنين بمعية خاصة، وهي معية نصر وتأييد وتوفيق لقوله تعالى (وما توفيقي إلا بالله).

وأكد أنه لا شيء يكتمل في الكون إلا بتوفيق الله، فالقرب من الله نهاية الدين والعلم والطاعة؛ لذلك فإن معية الله الخاصة نهاية السعادة والتوفيق والنجاح والفلاح، والنجاح أمر خاص، أم الفلاح فهو أمر شمولي وهدف للإنسان في الحياة، والفالح هو من راقب الله في كل فعل وعمل.

وعن تفضيل أوقات وأماكن الدعاء، قال الداعي الإسلامي إن الثلث الأخير من الليل تقريبا هو وقت نزول الله لإجابة سؤال من يدعوه، كما ورد في الحديث "ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له، حتى ينفجر الفجر".

وأضاف أن شهر رمضان وصلاة الفجر كلها أوقات خاصة لاستجابة الدعاء، كما وعد الله؛ لكن الدعاء متاح في كل الأوقات، محذرا من الانعزال عن الخلق بحجة التفرغ للعبادة، وعلى المسلم أن يعرف الآمر وبعدها الأمر؛ لأن من عرف الآمر أطاع الأمر، ومن عرف الأمر بدون معرفة الآمر فقد يعصيه.

وحول تخصيص شهر رمضان بالعبادة والانقطاع عن المعاصي والأخطاء، اعتبر الدكتور محمد راتب النابلسي أن من عاد بعد رمضان للمعاصي والأخطاء كأنه لم يصم رمضان؛ لأن رمضان هدفه تغيير حياة البشر وسلوكهم بشكل دائم لا مؤقت.