الشريعة والحياة في رمضان

محمد عبد النبي: الأمة تعيش تحت استبداد ديني وسياسي

استضافت حلقة (2020/5/22) من برنامج “الشريعة والحياة في رمضان” الداعية الجزائري الأستاذ بكلية العلوم الإسلامية بالجزائر الدكتور محمد عبد النبي للحديث حول القيم في المجتمعات وأثر غيابها.

قال الداعية الجزائري الأستاذ بكلية العلوم الإسلامية بالجزائر محمد عبد النبي إن مفهوم التدين قد أصيب بالعوار، وصاحبه إعراض عن التطبيق، وهذان الأساسان هما مدخل الاعتدال في السلوك وعليهما يبنى مفهوم التدين.

وأضاف -خلال حلقة (2020/5/22) من برنامج "الشريعة والحياة في رمضان" على قناة الجزيرة- أن منظومة التدين تقوم على ثلاث ركائز هي القيم، وأعمال القلوب، وأعمال الجوارح، ويبدأ الخلل عندما يركز الناس على الالتزام بأعمال الجوارح، لأنهم يعطونها أكثر مما تحتاجه، وحينها يتحول الالتزام إلى مهرجان، والعلماء يقولون إن أعمال القلوب أفضل عند الله من أعمال الجوارح.

وتابع عبد النبي أن التدين له أولويات حيث تأتي القيم في الدرجة الأولى على المستوى الجماعي، وعلى المستوى الفردي تأتي أعمال القلوب وبعدها أعمال الجوارح، كون أعمال الجوارح تقود لتحقيق أعمال القلوب، وأي خلل في الفهم والتطبيق سينعكس على المجتمع، ودوام الإخلال يوصلنا لحالنا المعاش اليوم.

وأكد أن العدل من أهم مقاصد الدين وقد خصه الله بالذكر في القرآن وأن الله يحب القائم به، كما يعد العدل من أهم القيم التي يجب أن تحافظ عليها المجتمعات، وللأسف فهم الدين على أنه أعمال جوارح، وحرص على الصلاة، والأصل هو إقامة العدل كما أن ابن تيمية يرى أن تحقيق العدل بأي طريق يحقق شرع الله.

ونوه الأكاديمي الجزائري بأن المسلمين يعيشون حاليا الإكراه الديني والإكراه السياسي وكلاهما استبداد وهو أبشع صورة في المجتمع، وبعض الحركات الإسلامية اليوم تعيش استبدادا من قبل أناس أفاضل يتولونها، وغالبا يكونون معاصرين للاستبداد السياسي، فالشعوب اليوم تصارع استبدادين.

وأضاف أن الانقلابات التي شهدتها المنطقة في الفترة الأخيرة تؤسس لأوضاع غير سوية، وتصعّب عملية الإصلاح على كل من يأتي، لافتا إلى أن القيم بدأت تختفي مع الوقت، خصوصا أن الوالدين في البيت منشغلان عن أبنائهم ولا يوجد من يغرس فيهم هذه القيم، في ظل غياب الأعراف التي كانت تحيط بالقيم وتحفظها.