الشريعة والحياة في رمضان

النابلسي: عندما يفهم الإنسان حقيقة وجوده سيعرف معنى الصبر

استضافت حلقة (2020/5/20) من برنامج “الشريعة والحياة في رمضان” رئيس هيئة الإعجاز القرآني الشيخ محمد راتب النابلسي للحديث حول الصبر وأهميته، وأنواعه، والحكمة من وجوده.

قال رئيس هيئة الإعجاز القرآني الشيخ محمد راتب النابلسي إن كل شهوة مودعة في الإنسان لها مجال مباح وآخر محرم، والصبر أن تأتي المباح وتترك المحرم، والحلال أوسع من الحرام، كما أن الحرام يدخل في العدوان.

وأضاف -في تصريحات لحلقة (2020/5/20) من برنامج "الشريعة والحياة في رمضان"- أن الحلال تحلو به النفس، والحرام يحرم النفس من سعادتها، وكل الحالات الإنسانية متاحة في الحلال، والصبر أن تدع الحرام وتعيش بالحلال.

وتابع أنه إذا تم وضع الحلال والحرام بقياس النسبة المئوية فإن 87% سيكون حلالا، و13% هو الحرام وهي نسبة ضئيلة جدا، والصبر أنواع: صبر على المعصية، وصبر على الطاعة، وصبر على قضاء الله وقدره، وعندما يفهم الإنسان حقيقة وجوده سيعرف معنى الصبر.

وأكد أن شهر رمضان هو منع عن المباحات من طعام وشراب لأن الصيام عبادة استثنائية من نوع خاص، والهدف منها امتحان الصبر والمحبة، والصوم هو عبادة الإخلاص لله، لذا يعرف رمضان بشهر الصبر.

وحول التعامل مع التقنيات الحديثة قال الشيخ إن التقنيات الموجودة اليوم أدوات حيادية، وهي متروكة لمن يستخدمها، وعلى أولياء الأمور أن يراقبوا أبناءهم أثناء متابعتهم لكل شيء، بالإضافة إلى الإنترنت فهو متناقض حيث يكون أفضل أداة للمعرفة وفي ذات وقت أهم أداة لهدم المعرفة.

وأضاف أن على أولياء الأمور استخدام القناعة لا القمع مع أبنائهم، لأن القمع لا يكفي وسيمكن الأبناء من فعل ما يريدون دون علم أولياء أمورهم، ويجب أن يكون كل ذلك وفقا للمنهج الإسلامي وضوابطه، ولا يعقل أن يعطي أولياء الأمور لأبنائهم الحرية المطلقة في ما يستخدمون أو يتابعون.

وقال ضيف البرنامج: يجب أن يستغل أولياء الأمور جائحة كورونا خصوصا البقاء في المنزل في تقويم أولادهم، وأهم مرحلة في تربية الأبناء هي أول سبع سنوات، ويجب أن يكون الأساس فيها صحيحا ليصلح فيما بعد تقويمها، ولن يكون الإنسان في سعادة إذا لم يكن ولده صالحا، وقد ذكر ذلك في القرآن من خلال الآية "والذين يقُولون ربنا هب لنا من أَزواجنا وذرياتنا قرة أَعين".