سيناريوهات

هل تستمر الاحتجاجات في روسيا أم سينجح بوتين في قمعها؟

ناقش برنامج “سيناريوهات” في حلقة (2021/11/28) السيناريوهات المحتملة للاحتجاجات التي تشهدها روسيا منذ اعتقال المعارض ألكسي نافالني، وتساءل: هل ستتواصل هذه الاحتجاجات أم أن النظام سينجح في قمعها؟

وحسب ألكسندر سولسوفيوف نائب رئيس كتلة "روسيا المنفتحة"، فإن الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ اعتقال نافالني من الممكن أن تتواصل وتكسب المزيد من الزخم، خاصة أن قطاعات واسعة من الشعب الروسي سئمت الواقع المتردي في ظل حكم بوتين وتريد التغيير.

وأكد سولسوفيوف أن الفيلم الذي نشره نافالني حول القصر الفخم الذي شيّده بوتين على البحر الأسود أحدث ردة فعل واسعة لدى الروس، وجعل كثيرين منهم يدركون حقيقة وحجم الفساد الذي يمارسه النظام، رغم المعاناة الاقتصادية والسياسية والحقوقية التي يعيشون فيها.

لذلك رأى سولسوفيوف أن سيناريو استمرارية الاحتجاجات حتى انتخابات مجلس الدوما في سبتمبر/أيلول المقبل قائم وبقوة.

بدوره، أكد أندريه فيودروف النائب السابق لوزير الخارجية الروسي أن هناك عدة عوامل ترجح سيناريو استمرارية الاحتجاجات، ومنها أن هذه الاحتجاجات هي الأولى من نوعها التي تشهدها روسيا منذ عهد طويل، حيث لم تقتصر على العاصمة موسكو أو مدينة بعينها، لكنها امتدت إلى الكثير من مدن البلاد.

كما يرى فيودروف أن الروس خرجوا ليس فقط احتجاجا على اعتقال نافالني، بل احتجاجا على تردي الأوضاع المعيشية ببلادهم وعلى كافة المستويات؛ لذلك فهم يطالبون بالتغيير الذي يضمن لهم الحصول على حياة كريمة.

وضمن الإطار نفسه، تحدث الصحفي ألكسندر الديك الذي اعتبر أن تفشي كورونا وعدم نجاح النظام في السيطرة على الفيروس من الأسباب التي أججت غضب الروس، وزادت الطين بلة.

سيناريو القمع
أما فيما يتعلق بالسيناريو الآخر لهذه الاحتجاجات، وهو نجاح النظام في قمع الاحتجاجات ولجمها وعدم السماح لها بكسب المزيد من الزخم الشعبي؛ فقال سولسوفيوف إن النظام بدأ فعلا محاولة وأد الاحتجاجات منذ انطلاقها، حيث عمد إلى مداهمة منازل النشطاء من المعارضين، وصادر الكثير من أدواتهم، ومع ذلك فإن الاحتجاجات متواصلة.

واعتبر الناشط المعارض أن تحركات النظام لقمع الاحتجاجات من شأنها أن تحدث ردة فعل عكسية لدى الشارع؛ فبدل أن يخضع لتهديدات النظام ومحاولة ترهيبه، سيخرج للشارع في تحد واضح للنظام.

ومع ذلك، توقع سولسوفيوف أن تشهد الاحتجاجات في فترة لاحقة تراجعا في مدى زخمها، لكنه رجح أن تتواصل وتستمر لأن كثيرا من الروس مصرون على التغيير.

أما فيودروف فتوقع أن ينجح النظام في قمع المظاهرات في حال تمكنه من قطع أوصال المعارضة، وعدم السماح لها بالتواصل مع بعضها البعض عبر أنحاء البلاد.

واستبعد المسؤول السابق أن يلجأ بوتين إلى تعطيل وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كامل، لكن هذا ليس في صالحه أمام الرأي العام المحلي أو العالمي، لكنه رجح أن يقوم بتعطيل جزئي لهذه الوسائل، بما يضمن عدم تحقيق التواصل بين المعارضة.

كما توقع أن يلجأ الرئيس بوتين إلى استخدام الدعاية الإعلامية لإقناع الشعب بأن الانتخابات العامة بعد أشهر، وعليهم الانتظار لإحداث التغيير المطلوب، بدل الانجرار لمحاولات غربية لتدمير البلاد.

بدوره، أكد الصحفي الديك أن بوتين يمتلك من الذكاء والدهاء ما يمكنه من السيطرة على الاحتجاجات، وأنه لن يعدم وسيلة لذلك.