سيناريوهات

المرحلة الجديدة في العراق.. ما هي تحديات حكومة الكاظمي؟

ناقشت حلقة (2020/5/14) من برنامج “سيناريوهات” تشكيل الحكومة العراقية الجديدة برئاسة مصطفى الكاظمي، وتساءلت عن التحديات التي تواجهها، وكيف ستتعامل هذه الحكومة الجديدة مع متطلبات الشارع؟

قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة بغداد عبد الجبار أحمد إن التحديات أمام رئيس الوزراء الجديد مصطفى الكاظمي صعبة، ولكن ارتباط التفاعلات السياسية في العراق بالإقليم تتطلب من الكاظمي خطوات مدروسة، كما أنه يجب معرفة مدة تنفيذ برنامج الكاظمي على سنة أو سنتين، وهل ستكون هناك انتخابات أو لا؟

وأضاف في تصريحات لحلقة (2020/5/14) من برنامج "سيناريوهات" أن برنامج الكاظمي يحتوي على سياسات إجرائية وليست جوهرية، وقضية حصر السلاح بيد الدولة لم ينجح فيها رؤساء الوزراء السابقون في العراق، وليس من السهولة أن يحققه الكاظمي وعليه الأخذ ببعض المستلزمات في الشأن المحلي والإقليمي والدولي من أجل تحقيق ذلك.

وتابع أن الكاظمي قادر على تحقيق ما يريد من الأهداف خلال سنتين إذا استطاع فتح بوابة الحوار مع أميركا، والحوار من أجل السلام بالمنطقة وهذا لا يخص العراق فحسب بل يشمل كل دول الإقليم، لكن المؤشرات الاقتصادية تدل على وضع سيئ ينتظر الكاظمي، وكل الداعمين للعراق يعانون من جائحة كورونا.

من جهته، قال مدير المعهد العراقي للتنمية الديمقراطية غسان عطية إن حكومة الكاظمي تحمل فرصة التغيير والإصلاح، وفشل حكومة الكاظمي يعني دخول البلاد في كارثة اقتصادية تتعلق بمعيشة الناس وأرزاقهم، والقبول بالكاظمي يعني حالة من الاستقرار بين أميركا وإيران.

وأضاف أن النقطة الأساسية التي يمتلكها الكاظمي -ولا يمتلكها غيره اليوم في العراق- هي سهولة تواصله بأميركا وإيران، كما أن ما يميزه أنه من خارج العباءة الدينية ولم يرفضه أي طرف، وعليه أن يكسب الشارع العراقي في صفه، ويخلق حالة اصطفاف في الشارع لدعمه.

وتابع أن فقدان الثقة بين الشارع العراقي والطبقة الحاكمة وصل إلى مرحلة كبيرة ومتقدمة، ولإعادة الثقة يجب أن تتخذ الحكومة خطوات لردم الهوة وإعادة الثقة بصورة متدرجة، والوضع الحالي في العراق لا يتحمل فشل الكاظمي، ونجاحه يعني أن يبقى العراق بلدا محايدا لا في صف إيران أو صف أميركا.

بدوره، قال كبير الباحثين بمعهد الشرق الأوسط تشارلز دان إن الكاظمي هو الشخص المناسب في الوقت المناسب لأنه خلق حالة من التوازن بين إيران وأميركا في العراق، ويبدو أن الدولتين قررتا ترك العراق في الوقت الحالي ليتنفس الصعداء، بالإضافة إلى أن إيران تعاني من الحصار الاقتصادي كما تعاني من تداعيات جائحة كورونا.

وأضاف أن أي فوضى في العراق ستؤثر على جهود أميركا في مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية، ولأميركا وإيران مصلحة كبرى في استقرار العراق، ويستطيع الكاظمي صنع فارق في العراق كونه يحظى بدعم أميركي إيراني، والإدارة الأميركية قد تغض الطرف عن بعض القضايا المتعلقة بإيران في العراق.

وتابع أن دعم الشارع العراقي سيحدث فرقا لدى الكاظمي وسيجبره على العمل لإحداث تغيير، ويجب أن يستغل الاصطفاف حوله من أجل إحداث تغيير قبل أن ينقلب الشارع ضده، وعليه أن يعمل بجدية مع ملف أو ملفين، هما مطالب المتظاهرين والوجود الأميركي بالعراق ليكسب ثقة الناس.