للقصة بقية 

البتكوين.. هل تحل محل العملات الورقية؟

سلطت حلقة (2021/3/29) من برنامج “للقصة بقية” الضوء على العملات الرقمية وبحثت في الصعود والنزول وآمال الكثيرين بالثراء السهل والسريع، والمراهنات على أن العملة الافتراضية هي مستقبل العملات في العالم.

وتسمى العملات الرقمية بالعملات المشفرة ولا تحتاج إلى البنوك من أجل تخزينها أو إصدارها، لأن ذلك يتم في الحواسيب وعبر البرمجيات المفتوحة المصدر، وتمتلك البتكوين وهي أشهر هذه العملات على الإطلاق مفاتيح رقمية طويلة للغاية تكون بحوزة المالك، حتى يقرر بيعها.

وقد تطورت التقنيات الوسيطة للتعامل مع هذه العملات حيث كان في السابق لا يستطيع أي شخص الوصول إليها إذا لم يكن يملك جهاز حاسوب، أما اليوم فبات بإمكان أي شخص بيع أو شراء البتكوين عبر الهواتف الذكية.

وقد تم استخدام البتكوين في الإنترنت المظلم، ونشط التعامل بها عند تجار المخدرات، كما أنها توفر بيئة خصبة للنشاط الإجرامي حول العالم لصعوبة الرقابة على من يملكها، ويبلغ عدد العملات حتى الآن 18 مليون عملة، والطريقة الوحيدة لزيادة هذا العدد تتم عبر التنقيب الإلكتروني لها.

ويختلف التعامل مع العملات المشفرة حول العالم حيث تتيح العديد من الدول التعامل بها، مقابل رفض أخرى، ترى فيها خطرا حقيقيا على الاقتصاد والمصارف.

وتمكن "للقصة بقية" من زيارة أحد المخابئ العسكرية السرية التي تستخدم كمحافظ للبتكوين، ويحتوي هذا المخبأ على نحو 10% من عملات البتكوين حول العالم.

واستضافت الحلقة وزير العمل الأردني السابق معن القطامين الذي قال إن تقلب أسعار البتكوين أمر مهم ويعود إلى أنها غير مرتبطة بأي أصل كحال باقي العملات الورقية، مؤكدا أن العالم بحاجة للعملات الرقمية لأن كل شيء بات رقميا في العالم.

وأضاف أن الثقة في العملات الرقمية جاء بعد اعتراف العديد من الدول بأهمية التداول الرقمي خصوصا مع جائحة كورونا، بعد أن طالبت الدول مواطنيها التعامل الرقمي للتخفيف من أضرار الجائحة، مشيرا إلى أن اعتراف الدول أو عدمه لا يؤثر على هذه العملات لأن قيمتها في صعود مستمر.

وأعرب عن قناعته بأن التعامل الرسمي بالعملات الرقمية سيكون متاحا في المستقبل، وقد بدأت بعض الدول بإنشاء العملة الرقمية الخاصة بها، مؤكدا أن إنشاء هذا النوع من العملات وربطه ببعض الأصول أمر جيد يكسبها القوة، كما أن الدول العربية انقسمت حول التعامل بها حيث تتيح الإمارات ذلك، وتعمل البحرين على إدراج 5 عملات في البورصة.

ودعا الشباب العربي إلى الحذر في التعامل مع العملات الرقمية إجمالا عدا تلك المرتبطة برقم واضح ومعلوم، والاقتصار على العملات المشهورة.

بدوره قال نعيم أسلم كبير المحللين في مؤسسة "آفا تريد" إن تحديد سعر البتكوين يعود للمجتمع لأنه لا يوجد سلطة مركزية تتحكم بها، وبالإمكان تشبيه العملات الرقمية بالذهب، مضيفا أن العديد من الأشخاص ينظرون للبتكوين كاستثمار، لأن قيمتها تزيد مع مرور الوقت.

وأوضح أن الحديث عن عدم وجود جهات تدعم البتكوين كما هو حال العملات النقدية المتداولة أمر خطأ، لأن بعض المؤسسات والصناديق السيادية منها صندوق التقاعد النيوزيلندي يستثمرون في البتكوين، كما أن مصرف غولدن ساكس تقدم للحصول على صناديق تداول في البورصة للعملة ذاتها.

وأضاف أن دخول الدول في مجال العملات الرقمية سيؤدي إلى انتشار التعامل بها، مشيرا إلى أن الصين هي أول من أطلق العملات الورقية في السابق، كما أنها تعمل حاليا على إطلاق عملة رقمية، مما يعني أن الجميع سيتبعها مستقبلا، ولم يستبعد الاستغناء عن العملات الورقية مستقبلا.