للقصة بقية 

بين النظام والمعارضة.. ما الدور الفعلي للإمارات في سوريا؟

ناقشت حلقة (2020/3/16) من برنامج “للقصة بقية” الدور الإماراتي في الثورة السورية بين دعم فصائل الثورة المسلحة، والتنسيق مع النظام السوري، وإعادة العلاقات بين البلدين.

شهدت الثورة السورية التي انطلقت في مارس/آذار 2011 تقدما كبيرا بعد سيطرة الجيش الحر على معظم الريف السوري وبعض مراكز المحافظات، لكن النظام استعاد مساحات واسعة من أيدي المعارضة، وهو الأمر الذي طرح عدة تساؤلات حول أسباب تراجع الثورة السورية، وعن الجهات التي لعبت دورا في ذلك.

حلقة (2020/3/16) من برنامج "للقصة بقية" حصلت على وثائق تكشف أسباب تراجع المعارضة السورية المسلحة، بالإضافة إلى وثيقة صادرة من السفارة السعودية في أبو ظبي تشخص الموقف الإماراتي من الملف السوري وتصفه بالغامض.

ويرى محللون أن أبو ظبي عمدت إلى إغراق الثورة السورية بالمال والسلاح، الأمر الذي أدى إلى تخلخل صفوف المعارضة المسلحة، ودفعت بعض الفصائل إلى التفرد بالقرار العسكري.

ويضيف المحللون أن هناك صراعا سعوديا إماراتيا حول الملف السوري، كما توجد وثيقة أخرى للسفارة السعودية تفيد بأن الإمارات لم تفرض أي عقوبات اقتصادية على النظام السوري، ولم تطرد السفير السوري لديها تنفيذا لقرار دول مجلس التعاون الخليجي وقرار الجامعة العربية المتعلق بهذا الشأن، كما أبقت على علاقتها مع النظام بعد إغلاق شكلي للسفارة.

إلى جانب ذلك، لعبت الإمارات على محورين في سوريا: دعم النظام السوري ضد الشعب، وتطويع فصائل المعارضة وزرع العملاء بينها خصوصا في الجنوب السوري. وبعد تشكيل غرف لدعم الفصائل السورية المسلحة من قبل أميركا والعديد من الدول، بدأت الإمارات فرز مجموعات المعارضة ومنعت السلاح عمن تعتبرهم تابعين لجماعة الإخوان المسلمين.

كما كشف أعضاء في المعارضة السورية عن تسريب الإمارات الخطط العسكرية التي كانت تتم في غرف الدعم المعروفة باسم "الموك والموم" إلى النظام السوري لإفشال أي تقدم للمعارضة المسلحة، كما اتهموا ضابطي المخابرات الإماراتية المكنى "أبو علي" ومساعده "أبو بدر" بتسريب الخطط والعمل ضد المعارضة.

واتهمت فصائل المعارضة المسلحة السوري خالد المحاميد بأنه رجل الإمارات الأول في الجنوب السوري، وكان تأثيره على كل المقاتلين في صفوف المعارضة من قبيلته وأقاربه من خلال دفع أموال طائلة لهم حصل عليها من أبو ظبي. كما برز اسم نسيبه أحمد العودة الذي كان قائدا لسرية عسكرية منذ بداية الثورة، وكان يفاوض القوات الروسية.

كذلك، ظهر اسم عبد الجليل البلوكي -وهو رجل أعمال إماراتي ومقرب من الأسرة الحاكمة في الإمارات- بأنه زار سوريا عام 2018 لبحث الاستثمارات في مشاريع بدمشق يساهم فيها رامي مخلوف رغم ظهور اسمه في قوائم العقوبات الأميركية. كما أعادت الإمارات افتتاح سفارتها في دمشق، والعمل على تطبيع العلاقات مع النظام السوري.